وزارة الدفاع تتسلّم أنظمة "بريزيدينت-إس" لحماية الطائرات في أوت المقبل شرعت وزارة الدفاع الوطني في إعداد مخطط استعجالي لتحصين سلاح الطيران بمنظومات مضادة لصواريخ أرض-جو بهدف الحد من التهديدات الأمنية التي تواجهها عبر حدودها البرية في أعقاب عمليات الحجز المتواصلة لترسانات من القذائف الصاروخية على الشريط الحدودي الشرقي والجنوبي. وتقدّر كلفة برنامج تأمين الأسطول الجوي الذي يشمل أيضا نشر أنظمة مراقبة وإنذار إلكترونية على طول 6 آلاف كلم من حدودها مع الدول المضطربة أمنيا حسب مصادر عليمة بأكثر من 8 مليارات دولار أمريكي. وتحرص السلطات العسكرية الجزائرية على تنويع صفقات التسلّح من الولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا بعد حصولها على تقارير تؤكد امتلاك التنظيمات الإرهابية بمنطقة الساحل وعلى رأسها تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وتنظيم "الدولة الإسلامية" في ليبيا على منظومات صاروخية متطورة قد تستهدف طائرات عسكرية ومدنية. ونقلت مصادر أمنية أن نائب وزير الدفاع الوطني ترأس مؤخرا اجتماعا طارئا ضم خبراء من وزارتي الدفاع والداخلية وناقش بالتفصيل ملف تأمين الطائرات العسكرية والمدنية من أي اعتداءات محتملة على خلفية العملية النوعية التي مكنت من حجز صواريخ مضادة للطائرات، من نوع ستينغر التي تصنع في أمريكا، لدى إرهابيين تابعين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وقالت المصادر إن الاجتماع انتهى بتشكيل خلية عمل مكونة من خبراء لدراسة إمكانية تحصين سلاح الجو بمنظومات من روسياوأمريكا لإجهاض أي هجمات صاروخية قد تطال قطع الأسطول الجوي وتجهيز الحدود الجنوبية والشرقية للجزائر بأنظمة مراقبة إلكترونية مزودة بأجهزة إنذار. وتعمل خلية الخبراء على حصر الطائرات والمروحيات والحوامات وطائرات بدون طيار وكل القطع الجوية المعنية بنظام التحصين، فيما تكفل فريق من الضباط الميدانيين بتقييم الوضع في الحدود من أجل تقدير الحاجات المستقبلية لأنظمة المراقبة والإنذار، ومدى فاعليتها في حماية الأمن الداخلي، ومقارنة تكلفتها العالية مع العائد الأمني، خاصة أن مراكز دراسات عملت لصالح برنامج تأمين الحدود في بلدان الاضطرابات الأمنية قدرت تكلفة إنجاز أنظمة المراقبة الإلكترونية للحدود بما لا يقل عن مليار دولار لكل 800 كلم. ووصلت السلطات الأمنية والعسكرية في ضوء تزايد التهديدات الإرهابية إلى قناعة مفادها أن مراقبة الحدود البرية للجزائر التي يفوق طولها 6300 كلم غير ممكنة بالوسائل التقليدية، أي بوحدات حرس الحدود، مشيرة إلى أن أولى خطوات تغيير عقيدة مراقبة الحدود الجزائرية خلال الاضطرابات الأمنية في ليبيا بدأت عندما عملت طائرات استطلاع مأهولة وأخرى من دون طيار على مراقبة الحدود على مدار الساعة بالتعاون مع الوحدات الأرضية. وعلى صعيد متصل، كشفت وكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك" أمس عن أن روسيا تعمل على توريد تقنيات إلى الجزائر لحماية الطائرات من الهجوم الصاروخي. وقال مدير عام شركة التكنولوجيا الإلكترونية المصنعة لتقنيات "بريزيدينت"، نيكولاي كوليسوف، للصحافيين، أمس، إن مصر تعاقدت في العام الماضي على شراء 28 قطعة نظام "بريزيدينت-إس". وتعاقدت الجزائر أيضا أعلى شراء نفس الأنظمة. وأوضح مدير عام الشركة الصانعة أن الجزائر والهند وبيلاروسيا ستبدأ تتسلم أنظمة "بريزيدينت-إس" ابتداء من شهر أوت المقبل. وتحمي تقنية "بريزيدينت-إس" الطائرات من هجوم تشنه صواريخ "أرض-جو" والصواريخ المحمولة على الكتف، من خلال الإعاقة التشويشية التي تعطّل نظام التوجيه الذاتي للصاروخ، وتوجِّهه إلى الهدف الوهمي ويمكن تركيب هذه التقنية على طائرات الهليكوبتر أيضا.