قال الخبير العسكري والاستراتيجي العميد أسعد الزعبي، إن معركة حلب معقدة للغاية على كل الأطراف، إذ أن هناك فوجين من المقاتلين التابعين للحكومة السورية، في مقابل أفواج من "المرتزقة" بحسب قوله. وأضاف الزعبي من الرياض أن "غالبية القوات التي تقاتل في حلب حاليا هم من المرتزقة الإيرانيين والروس والفلسطينيين بالإضافة إلى قوات النجباء العراقية". وجاءت تصريحات الزعبي ردا على ما جاء في تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن شرقي حلب تسيطر عليه القوات الحكومية السورية. وأوضح الزعبي أن "القوات الروسية قامت بالتمهيد الجوي لمدة 3 أيام باستخدام كل أنواع التدمير بالقنابل المتطورة خاصة الارتجاجية أو العنقودية وأحيانا الفسفورية، يعطي إشارة دقيقة بأنهم فشلوا بالسيطرة على المنطقة". في المقابل، طلبت القوات الحكومية من مسلحي المعارضة في الأحياء الشرقية لحلب، الخروج من المدينة، لقاء ضمانات سورية روسية، لكن فصائل المعارضة في حلب رفضت العرض، وأعلنت في المقابل النفير العام والتجهيز لمعركة في المدينة، وصفتها بغير المسبوقة. فقيادتا الجيشين السوري والروسي، تعهدتا لفصائل المعارضة، بالخروج الآمن من الأحياء الشرقية للمدينة حماية للمدنيين، على أن يتم الخروج من نقاط عدة، من المحاور الشرقية. لا تجد أهداف دمشق المعلنة، والمتمثلة في حماية المدنيين أولا في حلب، أي منطق على الأرض، بينما توزع الطائرات نيرانها فوق رؤوس المدنيين في حلب نفسها، وتفرض عليهم حصار التجويع. بيد أن الأمر حسب مراقبين، يتعلق بانتقام سياسي، وتهجير ممنهج، لإحداث تغيير جذري في التركيبة السكانية لحلب. فالمدينة المنكوبة، واحدة من بين مناطق أخرى، تسعى عبرها دمشق ومن خلفها، لتطبيق مفاهيمها المعلنة، عما يسمى سوريا المفيدة. بحسب متابعين للمشهد، المصالح والأطماع السياسية وحدها هي التي تفرض شروط أي عرض، أو مصالحة. والمدنيون، وحياتهم، دائما خارج معادلة العروض والمصالحات تلك. فسيناريو التهجير القسري ذاته، يكرره النظام السوري ، ويفرضه على مناطق أخرى. كان آخرها مدينتا قدسيا والهامة، في ريف دمشق، حيث يقتضي اتفاق هدنة بين النظام والمعارضة، بضمانات من الأممالمتحدة، برحيل مسلحي المعارضة من المدينتين، بسلاحهم الفردي، نحو الشمال السوري. من ريف دمشق والوعر وداريا والزبداني وبلودان، ومضايا والقصير قبلها وغيرها. إجلاء ونفي نحو الشمال، يمهدان حسب مراقبين لسوريا بخريطة سكانية جديدة، على هوى الحكومة السورية وحلفائها.