أعلن مستشار ملك البحرين نبيل الحمر أمس، عن وصول قوات من مجلس التعاون الخليجي إلى البلاد للمساعدة في حفظ النظام في بلد يشهد احتجاجات متصاعدة تقودها المعارضة الشيعية وازداد أُوارها أمس، في وقت ناشدت فيه كتلةٌ برلمانية مستقلة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إعلان الأحكام العرفية، وسط تحفظ على دعوة حوار وجهها ولي العهد سلمان بن حمد آل خليفة الذي وعد بدراسة كل المطالب الأساسية للمحتجين. وقال الحمر، الذي شغل سابقا منصب وزير إعلام، إن قوات مجلس التعاون الخليجي وصلت فعلا إلى البحرين للمشاركة في حفظ الأمن والنظام. وتناقلت الخبر أيضا قناة ''العربية'' المملوكة للسعودية وصحيفة ''الأيام'' البحرينية التي استندت إلى مصادر وصفتها بالمطلعة دون أن تفصل هوية القوات الداخلة. وشهدت البلاد أول أمس، أعنف أيام الاحتجاجات التي بدأت الشهر الماضي، وقد شهد مواجهات بين المحتجين في دوار اللؤلؤة وبين الشرطة التي استعملت لتفريقهم الرصاص المطاطي والأعيرة النارية. ووقع عدد من الجرحى في صفوف المحتجين الذين سدوا طريق الملك فيصل السريع، في وقت أعلن فيه الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين إضرابا مفتوحا دعمته نقابات رئيسية، وأُغلقت جامعة البحرين بعد وقوع مناوشات وسط طلابها. ودعت كتلة المستقلين النيابية الملك إلى إعلان الأحكام العرفية لثلاثة أشهر لاحتواء ''الفتنة الطائفية''، بعد أن رفضت من أسمتها جهات معارضة دعوات التهدئة والحوار، وبسبب ''لجوء حركات متطرفة إلى التصعيد والتجييش الطائفي''.واستنكرت الكتلة ما أسمته التدخل الأجنبي السافر، وذكرت اسما حزب الله اللبناني الذي دان أمس ''الاستعمال المفرط للقوة'' ضد المحتجين وقناة العالم الإيرانية. وكان ولي العهد سلمان بن حمد بن عيسى جدد دعوته إلى حوار وطني يشمل المطالب الأساسية للمعارضة، وبينها قضايا تشكيل حكومة تمثيلية والفساد والتجنيس والطائفية وإصلاح الدوائر الانتخابية، ووعد باستفتاء على أي اتفاق في هذه المسائل. لكن جمعية الوفاق الوطنية الإسلامية، وهي أهم جهة معارضة، وإن رحب أمينها العام الشيخ علي سلمان ب''أي دعوة تقربنا من الحل''، قد تحفظت على قبول الدعوة صراحة، وشددت على أن المطلوب انتخاب هيئة تأسيسية تشرف على دستور جديد كما جرى في تونس. من ناحية أخرى، اعتبرت المعارضة البحرينية في أول رد فعل حول دخول قوات خليجية بينهم ألف عنصر سعودي من درع الجزيرة إلى البحرين، أن وصول تلك القوات بمثابة ''إعلان حرب واحتلال '' للبلاد. وقالت إن أي تدخل من جانب قوات دول مجلس التعاون الخليجي في البحرين سيكون بمثابة إعلان حرب و''احتلالا سافرا''. كما دعت المعارضة التي تنضوي تحت لوائها سبع جمعيات سياسية أهمها جمعية الوفاق التي تمثل التيار الشيعي الأكبر في البلاد، المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى ''حماية المدنيين'' في البحريين من ''خطر التدخل العسكري الخارجي''.