عرت ذكرى الاحتفاء بانتفاضة ريغة التاريخية بولاية عين الدفلى، مرة أخرى، جرائم وحشية الاستعمار الفرنسي الذي نكل بجثث القاطنين آنذاك بمدينة ريغة، أو ما يطلق عليها بعد التقسيم الإداري بحمام ريغة. كما كشفت هذه الموقعة التاريخية عن أشكال الرفض للخنوع والقابلية للاستعمار وصور المقاومة التي تبناها السكان للدفاع عن مقومات الهوية وانتمائهم. وأجمع كل من وقف أمس في ريغة، من مؤرخين وباحثين وأساتذة جامعيين، على بسالة المنطقة التي استنطقت الذاكرة التاريخية من خلال وقفة رجال العصر على منطقة تيزي وشير بعين التركي. العودة إلى ملحمة انتفاضة ريغة التاريخية التي صنعها أبناء المنطقة ذات 26 أفريل1901 عن طريق الشيخ يعقوب وزملائه الذين ثاروا ضد الوجود الاستيطاني بأعالي جبال زكارومناطقه المجاورة بريغة، وعين التركي وتيزي وشير، خلقت الفزع في صفوف الفرنسيين الذين أصيبوا بهول الصدمة. ومخافة أن يمتد الوعي الثوري الذي بدأ يتشكل عبر بؤر التوتر التي كانت تسطع هنا وهناك، سارع الجيش الفرنسي لاحتواء الانتفاضة خشية اتساع رقعتها عبر مناطق مجاورة أخرى كونها ملحمة بطولية صنعها هؤلاء البسطاء، إذ قام بمداهمة صفوف المنتفضين وألقى القبض على العشرات منهم، بينهم الشيخ يعقوب ومقربون منه ونفاهم إلى مونبلييه الفرنسية. الوقفة الاحتفالية التي جمعت جملة من المؤرخين والمجاهدين بمعية السلطات العسكرية والولائية، كانت فرصة لاستنطاق الذاكرة التاريخية ضمن تدخلات قيمة شددت على تحصين المادة التاريخية وإفرادها ببحوث متخصصة. كما كانت للحادثة إضاءات حية جسدها المعرض الذي احتضنته قاعة المركز الثقافي بعين التركي التي باتت تحكي مشاهد البطولات الملحمية ضد الاستعمار الغاشم.