احتضنت قاعة ابن زيدون سهرة السبت حفلا فنيا تكريما لأحد أعمدة الأغنية الشعبية الجزائرية، الفنان "عبد الرحمن القبي"، حضره العديد من الأسماء الفنية التي صنعت جوا استثنائيا تقديرا واعترافا بمكانة هذا الفنان الذي يعد من أعمدة أغنية الشعبي ومن فنانيها المخضرمين. أمسية فنية أصيلة، استعاد جمهور الأغنية الشعبية خلالها سحر النغمة العريقة التي صاغها القبي بإبداعه عبر عقود من العطاء، وشارك في هذا الحفل نخبة من الأسماء اللامعة التي رافقت الذاكرة الفنية الجزائرية، على غرار عبد القادر شاعو، نرجس، حسيبة عبد الرؤوف، كمال بالخيرات، سيد علي لقام، ياسين أوعابد، وينال عكاب، في محاولة جماعية لإحياء إرث موسيقي حمل طابع البساطة والدفء في آن معًا. وقدم الفنانون المشاركون خلال هذا الحفل باقة من أجمل الأغاني التي أطربت الجمهور، على غرار الفنانة حسيبة عبد الرؤوف والفنان سيد علي لقام، فيما قدّم الفنان ياسين اوعابد قصيدة "حني حني ياحنانة" التي أعادت إلى الأذهان عبق الزمن الجميل. فيما أدت الأيقونة نرجس مجموعة من الأغاني صالت وجالت من خلالها بين ثنايا الطرب والطابع العاصيمي العريق، واعتلت الفنانة الصاعدة ينال عطاب ركح ابن زيدون مؤدية وصلات غنائية راقية، ليبدع بعدها الفنان القدير عبد القادر ويبحر بالجمهور إلى أعماق الأغنية العاصمية. اختتم الحفل بتكريم الفنان القدير عبد الرحمن القبي من طرف العائلة الفنية عرفانًا بعطائه وإسهامه في الحفاظ على هوية الأغنية الشعبية الجزائرية وقد كان الحفل الفني أكثر من مجرد تكريم، بل لقاءً حيًا بين جيل الرواد وجمهور محب للأغنية الأصيلة، في تذكرة سفر أخذتهم نحوعالم من الألحان الشجية. ويعتبر القبي وهومن مواليد 1945 بالعاصمة من كبار فناني الشعبي حيث درس في بداياته على يد عملاق الأغنية الأندلسية الفنان عبد الكريم دالي وقد كان أول ظهور له عبر الإذاعة الوطنية في 1966 من خلال أغنية "اللي اعطاه ربي" التي انطلقت من خلالها مسيرته الفنية. وعرف الفنان ببصمته الخاصة في أداء الشعبي وبغنائه للعديد من شعراء الملحون من أمثال لخضر بن خلوف وقد ساهم بفنه وعلى مدار أكثر من نصف قرن من العطاء في الحفاظ على هذا اللون الغنائي من خلال إثراء المكتبة الموسيقية الجزائرية بعدة ألبومات. و. ي