ذكرت الفنانة المصورة أمال دكار في حديثها ل"المساء" رغبتها الشديدة في إنجاز كتاب فني عن الصحراء ومختلف المدن الجزائرية وكذا تنظيم معرضها هذا المقام حاليا برواق "هانغ آرت" في أورقة أخرى داخل وخارج الجزائر. أحبّت أمال دكار جانت كثيرا وعبرّت عن هذا الوله بالتقاط مجموعة من الصور لاحتفالية "السبيبة" التي تحتضنها المنطقة كل عاشوراء، وأخرى عن الزي التقليدي للتوارق، رجالا ونساء، بالإضافة الى بعض مناظرها الخلاّبة، لتعرض بعضها العام الماضي في فضائيّ مؤسسة عسلة والمركز الثقافي الجامعي وتعرض أخرى هذه الأيام برواق "هانغ آرت"، وهذا الى غاية 30 من الشهر الجاري. قالت أمال ل"المساء" إن مسؤولة رواق "هانغ آرت" تواصلت معها في رمضان وطلبت منها تنظيم معرض صور، فاستجابت لها اواختارت صورا تعبر فعلا عن تراثنا العريق، خاصة وأن الفعالية تتزامن مع احتفاء الجزائر بشهر التراث، كما تعرض أيضا صورتين التقطتهما في فيفري الماضي من منطقة اهرير. واعتبرت الفنانة أن احتفالية "السبيبة" التي تعد تراثا عالميا، تمثل أيضا مرآة صادقة عن تراثنا فهي تجمع بين التراث المادي المتمثل خصيصا في الزي التقليدي للتوارق وكذا رقصات وأغاني تشكل جزءا من تراثنا غير المادي، مضيفة أنه رغم تنظيم الطبعة الماضية في جويلية الفارط الا أنها لم تشعر بالحر بفعل غياب الرطوبة هناك. أشارت دكار إلى سهولة التواصل مع التوارق، فمن خلال رحلتها الى جانت في جويلية الماضي، التقت بتوارق رحل وتبادلت الحديث معهم بالاستعانة بمترجم، وذهلت لهدوئهم ولطافتهم وهو حال التوارق الآخرين. كما أعجبت جدا بمدينة جانت التي قالت إنها جنة على الأرض وإنها تشعر حينما تضع قدميها عليها بالسلام الداخلي وتنسى كل ضغوطات الحياة. فزارت مثلا مدن إيسندلين وتيمرزوقة وتيكوباوين واهرير وتمتعت بمناظرها الرائعة وواحاتها الملهمة. تحدثت أمال دكار مع "المساء" عن حبها التقاط صور للصحراء الجزائرية وكذا لكل منطقة من البلد القارة الذي يضم تراثا متنوعا وثريا، وتمنت إصدار كتاب يضم صورها وكذا في أن تجوب فضاءات العديد من المناطق الجزائرية بمعرضها المقام حاليا بشراقة. وقالت أيضا إنها تحب التقاط صور عن المناظر الطبيعية لمختلف المناطق الجزائرية وكذا عن المواقع التاريخية والعمرانية لهذا البلد الثري بثقافتها وتراثه. أما عن البورتريهات التي تلتقطها فتحبذ الفنانة أن تكون باللونين الأبيض والأسود حتى تبرز بشكل أفضل تعابير الوجه وحركة الجسد الشخص الذي تأخذ صورة له بشكل طبيعي، فلا تريد أن ينتبه لها حتى تظهر الصورة بشكل عفوي. ومع ذلك اعتمدت أمال على التقاط صور بالألوان، تلك التي تخص الطبيعة بالدرجة الأولى حتى تبرز بشكل جليّ جمال الجزائر، مشيرة إلى أنها نادرا ما تقوم بمعالجة صورها باستثناء الاضاءة والتباين بين الظل والضوء، إذ تعتمد أساسا على إعدادات الكاميرا، كما لا تستعمل الذكاء الاصطناعي في فن التصوير. تحب محدّثة "المساء" أيضا صنع البطاقات البريدية المتعلقة بصورها، لأنها دائما كانت تحب أن تتلقى بطاقات بريدية، تسافر عبرها الى مختلف المدن الجزائرية وفي العالم، لهذا تحث الجميع على احياء هذا التقليد الجميل. أكثر من ذلك، يمكن للشخص الذي يشتري البطاقة أن يضعها في إطار كصورة فنية إذا رغب في ذلك. هل ستتجرأ أمال دكار وتزور طاسيلي ناجر وتخلد هذه الزيارة العظيمة بصور؟ لتجيب ربما لكنه بالنسبة لها موضوع حساس جدا يتطلب تحضيرات ودراسة متأنية وربما حتى مساعدة من طرف علماء الآثار والأنثروبولوجيا.