لم تحمل السهرة الأولى لبرامج التلفزيون الجزائري المخصصة لشهر رمضان، أشياء خاصة أو استثنائية مثلما وعد به مدير عام المؤسسة توفيق خلادي قبل أيام. ويبدو للمتابع أن المؤسسة التي تحمل صفة «العمومي» تعاني من خلل معين لا يدركه حتى المدير الجديد والعاملون في المؤسسة على اختلاف مناصبهم، حيث أطلت على مشاهدي القنوات الخمس، وهي نسخ مطابقة لبعضها البعض، برامج على شاكلة «خالتي لالاهم» و«عمي عاشور» و«قهوة ميمون» و«زنود الست»، لولا أن المسلسل التاريخي «عمر» للمخرج السوري حاتم علي أنقذ ما تبقى من «فضائح السهرة». وكان السيد خلادي أعلن في وقت سابق أن الشبكة الرمضانية ستكون «استثنائية» هذا الموسم بخلاف الضعف الذي ظهرت به سابقا، وأكثر من ذلك، علق على تصريحات سابقة لوزير الاتصال اعتذر فيها عن رداءة برامج التلفزيون، فقال «كلموا ناصر مهل صبيحة عيد الفطر واسألوه عن رأيه من جديد في الشبكة الرمضانية لهذا العام وسترون هل ستبكيه أم لا». وبلهجة الواثق جدا، راح خلادي يستعرض برامج شبكته التي تتضمن عشرين فيلما وثائقيا وثلاثة مسلسلات اجتماعية على مختلف القنوات، وهي «السرعة الرابعة» من إنتاج محطة قسنطينة الجهوية ومسلسل «شمس الحقيقة» إخراج مصطفى حجاج و«دموع القلب» للمخرج بشير سلامي، بالإضافة إلى المسلسل الأمازيغي «اراو نتمورت». كما يتضمن طبق التلفزيون العمومي سلسلات «سيتكوم» هي «قهوة ميمون» و«عمي عاشور» و«بودحو» و«اخام دا مزيان»، إلى جانب ثلاث سلسلات من «الكاميرا الخفية»، وسلسلة من البرامج التي وصفها مدير التلفزيون ب«المشهدية الواقعية». في السياق ذاته، لا تبدو المنافسة التي يواجهها التلفزيون الجزائري بسيطة، خصوصا في ظل الرداءة المستمرة رغم «جهود الإصلاح» التي باءت بالفشل بالنظر إلى أن الشبكة الرمضانية لهذا العام، وفق تعبير كاتب جزائري تحدث إلينا في الموضوع، جاءت بنفس الوجوه التي وصفها ب«التعيسة» ولا اجتهادات أو تفكير في التغيير. من ناحية أخرى، لم تختلف القنوات الخاصة التي ظهرت فجأة «بقدرة قادر» كثيرا عن رتابة التلفزيون الجزائري، حيث لم تقدم، وفق متابعين، شيئا يشكل «الاستثناء»، بينما استمر التلفزيون العمومي في «عادته القديمة» المتمثلة في وصلات إشهارية دون انقطاع وبشكل مبالغ فيه، خصوصا في أوقات الذروة أو في الدقائق الأولى بعد أذان الإفطار، وذلك رغم أن المؤسسة عمومية تتلقى ميزانية ضخمة من خزينة الدولة، وليست بالتجارية. وبين هذا وذلك، يبقى «التيليكوموند» المتنفس الوحيد أمام المشاهد الجزائري الذي يجد نفسه في رحلة افتراضية مجانية تحمله إلى العديد من البلدان، وتستوقفه بين محطة وأخرى برامج تبقى في نظره أحسن من رداءة «المنتوج المحلي».