لايزال المغرب أسير تناقضات مؤسسات الحكم فيه. فهذا البلد المجاور الذي يضع كل علاقاته الثنائية مع الجزائر في مسألة إعادة فتح الحدود، يتعامل مع القضية بمنطق استفزازي، فهو يرهن كل تقدم في العلاقات والشراكة بإعادة فتح الحدود التي تحوّلت إلى مصدر خراب اقتصادي ليس بسبب تهريب المازوت فهذا أخف الأضرار، والجزائريون لا يبخلون عن أشقائهم إن دعت الضرورة، لكن الأمر يتعلق بهجمة منظّمة تقودها تنظيمات تهريب المخدرات والأرقام دليل على أن تلك الجرائم ليست معزولة عن نظام المخزن الذي تمكن من بسط نفوذه بل وتجاوز حكومة بن كيران التي تحوّلت للتغريد ضمن سرب القصر ونظرة المخزن إلى ملف العلاقات الثنائية مع الجزائر. وقد كان تصريح بن كيران بشأن القمّة المغاربية القادمة تناغما واضحا مع موقف المخزن من أي تقارب بين الطرفين. ومن المؤسف أن تنخرط حكومة بن كيران في تنظير القصر الملكي لمستقبل العلاقات التي يريد أن تكون على حساب الجزائر. فالمخزن يتجاهل مشكلة الحدود التي يحاول تحويلها إلى منفذ للمخدرات وأشياء أخرى قد تكون أخطر، لذلك ستظل العلاقات في ثلاجة الانتظار دون أن نتمكن من الوصول إلى حلول موضوعية مادام المغرب يحبّذ العبث بملفات حساسة والرمي بها في المرمى الجزائري.