آلو ... وزارة التضامن الوطني؟ لا... إنك في منزل يرد عليك صوت نسوي. اسمحي لي، أختي اعتقدت أنه رقم الوزارة... عفوا... ثم انقطعت المكالمة... حدث هذا أول أمس لما حاولنا مكالمة خلية وضعتها وزارة التضامن الوطني والجالية الجزائرية بالخارج ''في متناول الجالية الجزائرية بالمهجر للاستماع والمرافقة والدعم المعنوي للأشخاص الذين يعانون من صعوبات ومشاكل ببلد إقامتهم'' حسب مفردات بيان الوزارة. ومن ثلاثة أرقام وضعت تحت تصرف مهاجرينا، لا يجيب إلا الرقم الأخير وهو منزل، رغم البيان يوضح أن هذا ''الهاتف الاجتماعي في متناول الجميع 24ساعة 24/ ساعة و7 أيام 7/''. ويورد البيان المنشور في عدد من السفارات الجزائرية بالمهجر ''ستجدون في خدمتكم فريقا متعدد الاختصاصات متكونا من نفسانيين، واجتماعيين وقانونيين، كلهم مجندون للدعم والمرافقة''. إذم لا إجابة ولا مختصين، إلا إذا كانوا أيضا في عطلة، أو أن الخدمة لم تحقق أهدافها، ما إن قد حاولنا الاتصال أمس بالوزارة للتثبت من الوقائع، واكتفى الوزير جمال ولد عباس في اتصال هاتفي أمس بإحالتنا على السيد فوزي بن أشنهو مدير الوكالة الوطنية للقرض المصغر المسؤول عن الخلية، إلا أننا لم نتمكن من بلوغه عبر الهاتف في ظل تعطل هواتف الوزارة يوم أمس. وبرجح أن تكون الفكرة ''المبدعة'' التي بادرت بها الوزارة لم تحقق أهدافها بالنظر إلى عدم إقبال الجالية الجزائرية على مكالمة خلية الاستماع والبحث عن استشارة نفسية بالعملة الصعبة في مرحلة يعيش فيها كثير من أبناء الجالية في الخارج في ظروف مالية صعبة متأثرين بتبعات الأزمة الاقتصادية العالمية، ناهيك عن الأحكام المسبقة و''الكيليشيهات'' المتوارثة لدى المهاجرين بعدم الثقة في الدولة ومؤسساتها. ثم إن أي مهاجر أول ما يفكر فيه في حالة تعرضه لصعوبات هي العائلة والأصدقاء والمسجد أو أماكن تسلية وتفريغ أخرى حسب قدرات و قناعات كل فرد. ويرى أحد العارفين بمشاكل الهجرة أن السفارات الجزائرية هي الجهة الأكثر قربا من المهاجرين وأدرى بمشاكلهم وأي خلايا استماع يجب أن تكون على مستوى هذه الهيئات، لكن وزارة الشتات لا ترى الأمر بهذا المسألة لأن السفارات تخضع لوزارة الخارجية التي تنظر إلى وزارة التضامن على أنها ضرة لها لا أكثر. وبادرت وزارة التضامن في أكثر من مناسبة بإنشاء خلايا استماع توضع تحت تصرف ضحايا الكوارث الطبيعية والعنف والإرهاب، يشرف عليها مختصون في علم النفس وعلاج الصدمات دون وجود تقييم إن حققت هذه الخلايا أهدافها فعلا.