يتحدث رجل التاريخ و المواقف المشهودة عبد الرحمان فارس في كتابه الحقيقة المرة من إصدار دار القصبة للنشر عن أهم مراحل حياته بدءا من مرحلة الشباب حتى نهاية كفاحه السياسي. جاء الكتاب في ست فصول أولها بعنوان زمن الشباب والذي تطرق فيه إلى عرض حياته بدءا من تربيته بينما إلى تعليمه الإبتدائي والإكمالي حتى وصوله إلى نهاية دراسته بكلية الحقوق بالجزائر العاصمة سنة 1931 م، ثم اشتغل منصب التوثيق وبعد انتقاله إلى العاصمة في 1931م، والتقاء بصديقه وكذا انضمامه إلى فريق مولودية الجزائر ليعين بعد ذلك في وظيفة وموثق التي شغلها من كل من مدينة القل والقليعة ومدينة الروائية، أم في الفصل الثاني من هذه السلسلة تناول الكاتب مساره المهني أين عين كمحضر قضائي بمدينة سطيف وكذا كاتب في مدينة سبدو، وهكذا اشتغل الكاتب كعضو في المجلس العام لمدينة الجزائر قبل أن يصبح نائبا في المجلس الجزائري في 1946،أما الفصل الثالث من هذا الكتاب تناول فيه صاحبه رواية من رواية مساره التاريخي و كفاحه السياسي في الجزائر الذي كان فيه على علاقة بمختلف الأوساط السياسية القريبة من الفرع الفرنسي للاتحادية الدولية للعمل بداية كينونته في المجلس في المجلس العام بالجزائر العاصمة إلى انتخابه كعضو في المجلس المالي وتأسيسه أول مجلس وطني تأسس وعن عضويته في المجلس الجزائري وصولا إلى تأسيسه المجلس العام للجزائر والمجلس الجزائري أين عرف هنا بإطلاعه البارز على المسائل المالية أما في الفصل الرابع من هذا الكتاب الذي يتناول دائما الحقيقة المرة تحدث فيه عن الشخصيات الجزائرية المختطفة وكذا بقضية الضباط الجزائريين العاملين في الجيش الفرنسي إلى إنشاءه للجنة مساندة الطلاب الجزائريين المقيمين بالخارج، وهنا كانت للكاتب عدة لقاءات عن رجالات السياسة الفرنسية منها الجزائرية، ويتخلل هذه اللقاءات اتصالاته مع مسؤول الفدرالية الفرنسية التابعة لجمعية التحرير الوطني وكذا أهم الاعتقالات التي تعرض لها في هذه المرحلة. أما في الفصل الخامس وهو ما قبل الأخير من هذه الموسوعة الفكرية التاريخية هو تناوله للهيئة التنفيذية المؤقتة والدولة الجزائرية حيث ربط كل لقاءاته ومقابلاته على الساحة الجزائرية منهم والفرنسيين وتعاونه على الحكومة المؤقتة الجزائرية ووقفته السياسية على بلده الجزائر في المظاهرات والمحافل وصولا إلى علاقته لهم أما في الفصل السادس والأخير في هذا الكتاب القيم يتناول فيه الكتاب نهاية نضاله السياسي ليشتغل في أعمال حرة بعيدا عن السياسة بداية بإجتماع لجنة الشؤون المالية لمتابعة للمجلس الوطني واغتيال خميستي وزير الشؤون الخارجية للجزائر آنذاك إلى اعتقاله بأمر صادر من بن بلة وصولا إلى إطلاق سراحه في الأخير وخروجه عن نطاق السياسة واستغاله مناصب حرة لحين وفاته. وللإشارة فإن الكاتب من مدينة أقبوا أين ولد في 30 جانفي 1911 م وهو صاحب فكر وعمل وإخلاص حيث ومنذ بداية مشواره الحافل بمختلف الأحداث جعلته يفكر في مستقبل زاهر وواقعي يحكي فيه عن سلسلة من الأحداث التي مر بها وهذا ما عرضه كتابه الذي تحدث فيه عن الحقيقة المرة التي عشتها وهو عبارة عن مذكرات سياسية منذ 1945-1965 والتي أدرج من خلالها كل مراحل حياته لتبقى عبرة في التاريخ لمن يعتبر ليعرف القارئ حياة الشخصية التي كافحت وناضلت من أجل بلدها بكل نفس ونفيس. هبال ياسمين