ظهر الأسبوع الثقافي الدولي للهند في حلة جديدة و مميزة، بدلالات إسلامية عظيمة تمعن فيها المواطن التلمساني الحاضر نهاية الأسبوع الماضي بقصر الثقافة الإمامة بتلمسان ،خاصة وأن مرتكز عليه الوفد الحاضر في هذه التظاهرة هو نقل نظرة شاملة على العادات والتقاليد وفنون وثقافة هذا البلد الشقيق. إن الأسبوع الثقافي الهندي الذي فتح حقيبته بعاصمة الزيانيين في إطار تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2011، عرف إقبالا من طرف العائلات التلمسانية التي غص بها رواق القصر مباشرة بعد الافتتاح الرسمي لأجنحة المعرضين اللذان نظما بهذه المناسبة، واحد خاص بالخط الكوليغرافي، و الثاني خاص بالصور حيث يضم 45 صورة فوتوغرافية، معظمها تبرزالحضارة الهندية و ثقافتها و عراقتها الممتدة عبر عصور،و صور أخرى تظهر بعض من العادات والتقاليد التي تميز، خصوصا وأن هذا البلد يتميز عن غيره من الدول المجاورة بكثافة السكانية الكبيرة وتعدد الديانات منها الإسلام الذي يعتنقه الكثير من الهنديين كما أن الإسلام والمسلمين يحضون بمكانة خاصة في الهند. هذا وقد أشرف على الافتتاح هذه الأيام كل من السكرتير الأول للسفير الهندي بالجزائر "راوي آشتوش"، و الوفد المرافق له، إلى جانب المنسق العام للتظاهرة عبد الحميد بلبلدية، ومدير الثقافة بتلمسان ميلود الحكيم، و بحضور كل من الذي نزل بثلاثية الحضارات عاصمة المغرب الأوسط وعاصمة الزيانيين والثقافة الإسلامية تلمسان جوهرة المغرب العربي. و قد أكد السكرتير الأول للسفير في تصريح خص به الصحافة "أن مشاركتهم في هذه التظاهرة العالمية التي تعيشها تلمسان، تظهر العلاقة التي تربط الجزائر بالهند منذ بداية التاريخ ، والروابط الوثيقة الموجود مسئولي البلدين، مؤكدا أن هذه التظاهرة ستسمح بفتح هذه العلاقات من جديد، وفرصة لخلق و مد جسور التواصل و التبادل الثقافي بين الجزائر و الهند. أما عن البرنامج فقد أكد المتحدث أنه تم اختياره على حسب هذه التظاهرة الإسلامية ، فلهذا يقول سكرتير السفير "إنه تم اختيار كل ما له علاقة بالدين الإسلامي"،مشيرا إلى أن المشاركة الهندية تتمثل في بتقديم معرضين الأول خاص بالخط الكوليغرافي، و الثاني خاص بالصورة الفوتوغرافية للمصور "بينوي بيهل" و الذي يحاول من خلالها إبراز المعالم الإسلامية الموجودة في الهند، هذا إلى جانب تقديم عرض فني للفرقة الرقص الشعبي بقيادة "راني خانام"، وهي مختصة الرقص الصوفي الذي هو أساسا متعلق بالروح و العلاقة مع الرب، و ليس ترفيه كما هو معروف، كما تم تخصيص فلمين يتناسبان والتظاهرة وهو فيلم "ميغازام"، و فيلم " جود أكبر". من جهته أشاد مدير الثقافة لولاية تلمسان حكيم ميلود، و ممثل وزيرة الثقافة خليدة تومي، في كلمته ألقاها بالمناسبة لإلقاء بالمشاركة الهندية في هذا العرس الثقافي التي تشكل مفخرة خاصة، باعتبار الهند له حضارة ضاربة في التاريخ والذي يتقاسم والجزائر والأمة الإسلامية الكثير من القرابات والشراكات، قائلا في هذا الصدد" إن الحضارة الإسلامية والهندية تبادلتا التأثير والتأثر وساهمتا مع بعضهما البعض في إثراء التاريخ البشرية بأهم الانجازات التي مازالت مفخرة للدول العربية والإسلامية" مضيفا "أن عناق الإسلام للهند أبدعا أجمل التحف المعمارية والهندسية وأن هذا التواصل بقي حاضرا في وعي المسلمين وذاكرتهم متوجا في العصر الحديث بالكثير من التعاون والحضور". كما أشاد حكيم ميلود بقوة الشعب الهندي الذي تتحرر من الاستعمار الانجليزي ليصبح بعدها إحدى القوى الاقتصادية والصناعية الصاعدة. كما رحب مدير الثقافة في كلمته بالوفد الهندي الذي حمل كل الثقافة الهندية بكل ما يميزها إلى جوهرة الغرب. هذا و قد استهل حفل الافتتاح بتقديم آيات من القرآن الكريم قدمها المقرأ "محمد بابا محي الدين"، لتتبعه بعد ذلك فرقة الرقص الشعبي بقيادة "راني خانام" ، وهي الفرقة التي تأسست سنة 1999، و هي فرقة تؤدي عروض فنية صوفية روحية، و تعد من القلائل التي عملت على المزج بين الفن والروح، كما أنها تعتمد على العشق الإلهي و مدح الرسول. للإشارة، تختتم اليوم فعاليات الأيام الثقافية الهندية وقد سطر لهذا الحفل برنامج ثري يحمل العديد من النشاطات الثقافية و الفنية الشعبية، لتفتح المجال بعدها لدولة قطر التي ستكون حاضرة بداية من 15 ديسمبر المقبل. نسرين أحمد زواوي