يقع الكتاب في 72 صفحة من الحجم الكبير تكشف فيه الزيف وتفضح الواقع.جاء في الصفحة الأولى للكتاب "صباح الخير يا عرب، إرادة الشعب فوق كل إضطهاد"، وضم الغلاف الخارجي نصها "كعادة الوطن الذي يلبس ضميري أحبه كحبي لامي العظيمة، ويصفعني كصفعها الجميل تماما فأضحى في رباها شهيد حب، وأغدو لأجل وطني شهيد واجب". يتوزع ديوان الشاعرة على أكثر من أربعين نصا هي عبارة عن ثورة نفس ورفض وإسماع صوت، مكاشفة صريحة لخلجات الروح التواقة للحق والحرية والصدق، والتطلع والبسمة والحنين تهديها سمية لقرائها ولقلوبهم بكل ما تحمله تجربتها الإبداعية من جدة وبكارة وعفوية وانطلاق.قدم للكتاب الدكتور قويدر قيطون وهو أستاذ محاضر بقسم اللغة والأدب العربي كلية الآداب واللغات بجامعة الوادي. حيث يرى هذا الأخير أن الكتابة في الجزائر معجزة لأنها رصاصة تخترق جدار الصمت، وحكاية حياة تسعى لان تنفذ من أقطار السماوات والأرض" فلان كتب الناس بحيرتهم فإن الجزائريين يكتبون بدمائهم، ولان كتبت المرأة فيها، فذلك شيء تجلس له المعجزات الأربعاء. تعد هذه النقوش براي قويدر قيطون ثورة ناعمة وانتفاضة أيضا، تتطلع إلى روح تشرق عليها شمس الصدق والحق والحب والسلام والتفاؤل والتوثب كي لا تبقى أسيرة الأوهام والكذب والحزن، فما من سياسي كاذب مارق أو عاشق زائف زائغ مخادع يطل على هذه النصوص ويطالعها إلا ويشعر بأنه أمام محاكمة نفسية تعقله من قدميه لتجبره على أن يستمع مذعنا لهذا الضجيج والغضب الذي يملا جوانح الشاعرة فأرسلته حبرا فائرا.هي نصوص مرصعة بالثورة وهي أشبه ما تكون بالضحك بصوت عال على الواقع المزيف الذي اخرج للناس حربائيين متلونين أفسدوا رونق الحياة، لكنها في شكلها، نصوص جميلة كانت الشاعرة فيها كالغزال النافر يقفز على روابي الحرف والكلمة دون خوف، فنصبتها مرايا منسوجة بأناملها الرقيقة ليقف أمامها القراء ومحبوا الكلمة وجها لوجه، دون تصنع او تكلف، فبهذا الصدق وبتلك البساطة تقدم الشاعرة نفسها للقراء محبة وصديقة ترسم أحاسيسها ومشاعرها على جدران قلوبهم بريشة فنانة، اجتهدت بكل حواسها وقدراتها على التفاعل الوجداني الروحي الذي يسكن قلوب المطالعين.كتبت سمية "سوف نرتدي الحياة ونمشي حفاة نحو الوطن" وهي تلج بوابة الثقافة وتحكي عن بلدها الجزائر، كما قالت" الشعر يأتيني بغتة على وهج من الأحزان، فلا أقول في حقه حرفا حتى يقولني الإحساس". في " عبث الكلام" تقول"تجاورت خطاباتك مع أمنياتك، وما عدت تفرق بين ما لك وما عليك، وأصبحت تخلط الكلام في برميل اسود، صرت تجرف الوعود جرفا فاضحا، حتى طفا الكذب على سطح صروحك، قف يا أيها المخاطب على فواصل نثرياتك، فلغتك الباردة لم يعد لها سحر على أرواحنا، ودوافعنا في تصديقك لم تعد ثابتة، فقد زلزلت كل صفات الثقة فيك، وسلخت بما يكفي حبنا الصادق للحياة، وأنت هذا الهواء السياسي خلت انك القائد، لكنك كنت أول المتمردين علينا وبنجاح". كتبت سمية عن النفاق، حطب الاحلام، صوت للبيع، وعود على ورق، جسر الرحيل وصمت الوداع وغيرها. في خطابات الحلوى كتبت "غسلوا بمطر الاستنكار الخطابات الزائفة، واعلنواتشكيلها ورسمها على مقاساتهم الجائعة، استدلوا بدلاائل واهنة، وأدلوا لرياح الاستفهام رايات جامحة، حسنا، لست غاضبة وحاقدة ولا جاحدة، لكن خففوا من أخطائكم السائدة واكتبوا خطابات كاذبة وبائدة، لكن خالية من الأخطاء اللغوية والانسانية الفادحة".للتذكير سمية مبارك شاعرة مميزة من وادي سوف مستشار ثقافي، دراسة أكاديمية للأدب الحديث والمعاصر في رصيدها الأدبي إحدى عشر إصدار أدبي منها تما ترجم للغة الفرنسية واللغة الانجليزية لديها، هديل على جسد، غواية الفزع، إليك وطني أذرف حروفي، في صفوة الصمت، غسق فادح، حاء وباء، يوسف الحب، خطابات الحلوى وهذا الكتاب الذي بين أيدينا، وقد شاركت الشاعرة في مسابقات دولية نذكر منها "كأس العالم للمبدعين العرب" في لندن سنة 2019.