يشكل النقل ما بين البلديات أحد أهم العقبات التي تعكّر صفو سكان شتى المناطق بمستغانم ، لما يسببه من معاناة كبيرة لكل الشرائح ، لا سيما منها العاملة و المتمدرسة و ذلك على مدار كل أيام الأسبوع بما فيها نهايته.ذلك أن الخدمات المقدمة في هذا المجال ، تعد متدنية و بعيدة كل البعد عن رغبات مستعملي هذا النوع من النقل للذهاب من و إلى بلدياتهم ، فإذا كان قاطنو بلدية مستغانم في منأى عن هذا المشكل ، فان العكس بالنسبة للذين يسكنون في كل البلديات الأخرى و الذين يشتكون دوما من عدة تجاوزات تحدث على مستوى النقل ، والتي تبدأ بالانتظار الطويل للحافلة في المحطة الرئيسية قبل انطلاقها ، إذ أن السائقين يتعمّدون المكوث لأكثر من نصف ساعة قبل إشعال المحرك ، رغم أن الحافلة تكون أحيانا ممتلئة عن آخرها بالركاب ، و إذا ما طلبوا من القابض أو السائق الإقلاع ، يرد عليهم بأنه لن تتحرك الحافلة إلا بعد انقضاء الوقت المخصص لها للوقوف في المحطة.أما الأمر الثاني الذي يزيد الركاب تذمرا هو الاكتظاظ داخل الحافلة ما يسفر عنه احتكاك بين الرجال و النساء في مشهد محتشم لا يبالي به السائقين و لا القابضين ، الذين لا يهمهم سوى جمع الكثير من النقود بأيّة طريقة ، فالحافلة المسموح لها بحمل 37 راكبا تجدها تسير ب 50 مسافرا يشبه منظرها بعلبة السردين. رحلة على مسافة 8 كلم تستغرق 40 دقيقة معاناة الركاب لا تنتهي عند هذا الحد ، بل تتعمق عندما يقدم أصحاب الحافلات على التوقف مطوّلا في كل محطة تمر بها ، حيث تتخللها سلوكات مشينة من القابض ، الذي عند توقف الحافلة في ايّة محطة ، يخرج منها من اجل شراء بعض أغراضه أو يستعمل هاتفه النقال للتحدث أو يجتمع بأصدقائه هناك تاركا الناس ينتظرون في الحافلة و هم في قمة الغضب.إلى جانب هذا كله ، فان النقل ما بين البلديات يعطل مصالح المواطنين في أغلب الأحيان ، حيث أن رحلة قصيرة عبر الحافلة تستغرق وقتا طويلا و هو ما وقفت عليه "الجمهورية" في سفرية من المحطة القديمة بمستغانم نحو المحطة الأخيرة بسيدي المجذوب قرب بلدية عين النويصي على مسافة 8 كلم فقط بين نقطة البداية و النهاية ، حيث استغرقت الرحلة 40 دقيقة كاملة ، فلو قطع متسابق هذه المسافة ركضا لاستغرق وقتا يقدر ب 25 دقيقة .بالإضافة إلى رفض القابضين تسليمهم التذاكر عند دفع ثمن الرحلة . النقل يقلّ عند الساعة الخامسة و ينعدم يوم الجمعة أما العامل الذي يضرّ بكثير سكان البلديات ، هو قلة وسائل النقل مع حلول الساعة الخامسة ، حيث يتجمع المواطنون بكثرة في المحطة القديمة و غالبيتهم عمال و طلاب يريدون العودة إلى ديارهم فيصطدمون بنقص كبير للحافلات التي تقلهم إلى بلدياتهم ما يجعلهم يستنجدون كرها بسيارات الكلوندستان و بأثمان باهضة .و أكثرهم غبنا هم الذين يقطنون بالمناطق البعيدة بأولاد بوغالم و النقمارية و سيدي علي و سيدي لخضر.أما الطامة الكبرى ، فإن النقل ما بين البلديات ينعدم تماما يوم الجمعة حيث يبقى سكان البلديات في عزلة كبيرة. إذا كان سكان البلديات يعانون الأمرّين مع النقل ، فان قاطني الدواوير يعد النقل بالنسبة لهم هاجسهم الأكبر ، حيث معاناتهم مع هذا المشكل لا تنتهي و تجدهم أحيانا في عزلة تامة كدوار الرحاحلة و العرابية و الحسانية و إن وجدت وسائل النقل ، فإنها لا تقل عن الاثنين و لا تعدو أن تكون من النوع القديم و هو الكارسان مثلما هو الشأن بالنسبة لدوار المعايزية .علما أن الحافلات المخصصة للنقل ما بين البلديات هي من نوع تويوطا و قليل منها من نوع "ايزيسو" ذات 27 مقعد.أمام هذا الإشكال ، الكل يتساءل عن عدم تحرك مديرية النقل لمستغانم ساكنا ، حيث كثرت شكاوي المواطنين من التجاوزات التي يقوم بها بعض أصحاب الحافلات .