- غرفة في التبادل الثقافي بين الجنوب و الغرب - إحصاء 231 مسجّلا جديدا خلال الثلاثي الأول أكد مهتار ثاني نور الدين مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف بوهران أنه لابد من اعتماد سياسة تخفيض أسعار المنتوجات الحرفية حتى يتسنى ترويجها في الأسواق، مطالبا الحرفيين بتعزيز جو المنافسة فيما بينهم وإرضاء الزبون ، في الوقت الذي تعزز فيه الغرفة مجهوداتها من أجل خلق فضاءات أكثر ومعارض محلية من لترويج هذه القطع الفنية و التعريف بها أمام السياح الأجانب، كاشفا في الحوار الذي خصّص به أمس جريدة الجمهورية عن وجود دورة تكوينية تجمع الولايات الجنوبية و الغربية، والتي تضم 15 غرفة ، مشيرا إلى أنه تم إحصاء 231 مسجّلا جديدا خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية ، إلى جانب تصريحات أخرى تابعوها على الحوار التالي : - كيف تقيمون واقع الحرف التقليدية بوهران ؟ - الحرف التقليدية بوهران عرفت تقدما كبيرا مقارنة مع السنوات الماضية، حيث أنها أخذت منحى "التكوين " الذي يعتبر من أهم الخطوات التي بادرنا بها، ونحن نسعى بكل عزم على تعميمه في جميع الحرف التقليدية عبر تنظيم العديد من الدورات لاستقطاب الشباب و أيضا الفتيات الماكثات بالبيت وذوي الاحتياجات الخاصة، وغيرهم من المهتمين بالحرف النادرة، تفاديا لاندثارها، خاصة وأن بعض التكوينات لم تكن موجودة بمركز التكوين في الصناعة التقليدية بحي الصباح كالنحاس والفخار . - ما هي أهم الحرف التي تعرف رواجا في عاصمة الغرب الجزائري ؟ - هناك إقبال متميز على بعض الحرف التي تمتاز بها الولاية، كخياطة البلوزة الوهرانية ،الطرز والحلويات التقليدية، إلى جانب صناعة الجلود، بينما حرفتي النحاس والفخار لا تزالان نادرتين بوهران عكس قسنطينة وولايات الشرق، وفي هذا المضمار نسعى إلى إعادة بعث هذه الصناعات عن طريق فتح ورشات التكوين أمام الشباب . - هل هناك تبادل ثقافي ومعرفي بين الولايات في مجال تطوير الحرف؟ التعاون بين الولايات هو مسعى وزاري بالدرجة الأولى، حيث أن هناك برنامج لإطلاق دورة تكوينية تجمع الولايات الجنوبية و الغربية تضم 15 غرفة للحرف التقليدية في إطار التبادل المعرفي و الاحتكاك بين المنطقتين، وكذا تبادل الخبرات عبر تنظيم الدورات التكوينية في مجال الزجاج الفني وخدمات المراقبة التقنية للسيارات وغيرها من الحرف . - ماهي المعايير التي تؤدي إلى نجاح منتوجات الصناعة التقليدية ؟ - هناك تكامل بين قطاعي السياحة والصناعات التقليدية، الهدف منه ترويج المنتوجات سياحيا، ونحن كغرف نعتمد أساليب المعارض عبر خلق فضاءات جديدة لتسويق القطع الحرفية، ناهيك عن المعارض المحلية، خاصة تلك التي تعرف ضعفا في التسويق، إلى جانب عرضها في الشواطئ التي تعرف بدورها إقبالا كبيرا خلال موسم الاصطياف، مع حرصنا على استضافة في كل مرة ولايات الجنوب كتندوف و أدرار من أجل إثراء المنتوج التقليدي وعرضه أمام السياح الأجانب الذين يقبلون بكثرة على المنتجعات السياحية . - اشتكى الحرفيون من ضعف التسويق، ما تعليقك حول الأمر ؟ - على الحرفي أن يكون قنوعا ويدخل جو المنافسة عبر اعتماد جانب التخفيضات وغيرها من المعايير التي يعتمدها جيراننا في الدول المغاربية من أجل تسويق منتوجاتهم ومحاولة إرضاء الزبون عبر تقديم أسعار مناسبة بعيدا عن المغالاة ، وفيما يخص ضعف التسويق فهو مشكل يعانيه أغلب الحرفين ، لذلك يجب تعزيز جانب المعارض و البحث عن أشكال جديدة للتسويق عبر وضع أسعار ملائمة رغم غلاء بعض المواد الأولية . - كيف ترون مستقبل الصناعة التقليدية ؟ - في الحقيقة ، عدد الحرفيين في تزايد مستمر ، حيث أن هناك أزيد من 13 ألف حرفي مؤهل يملك البطاقة المهنية بولاية وهران ، كما تم إحصاء 231 مسجلا جديدا خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية و 960 آخرين جديد خلال سنة 2016 المنقضية، ضف إلى ذلك أن برنامج الوزارة يدعم الحرف الآيلة للزوال كالزجاج الفني " المعشق "وغيرها من الحرف المهددة بالإندثار ، كما أن التكوين كفيل جدا بتطوير سوق الحرف التقليدية ، إذ أن هناك دورات مكثفة رغم العدد الضئيل للمتربصين في تعلم الحرف، علما أنه تم مؤخرا برمجة دورة خاصة في فن الزجاج لفائدة 8 شباب، في انتظار تنظيم دورة أخرى على الصعيد الجهوي، ضف إلى ذلك تبني حرف الجلود والتحف الفنية، والرسم على الحرير، وبهذا نحن كغرفة مستعدين لتعزيز التكوين من خلال وضع إعلانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومختلف الوسائل الإعلامية لاستقطاب المواهب الجديدة الراغبة في تعلم واحتراف هذه الصناعات التقليدية .