تم توسيع المشروع الذي يتناول موضوع «المدن والقرى في إمارة تلمسان في القرون الوسطى» لدوائر الكيمياء و الجيولوجيا و الهندسة المعمارية و الإعلام الآلي، حسبما صرح به الأستاذ في علم الآثار والتاريخ الإسلامي بجامعة الصربون (باريس) ميشال تيراس على هامش مائدة مستديرة حول هذا الموضوع بجامعة تلمسان «أبو بكر بلقايد». و أوضح هذا المختص الذي يترأس أيضا المعهد المتوسطي قائلا «نطمح لإدراج الإعلام الآلي بالشراكة مع دائرة الإعلام الآلي وعلم آثار الألوان والجيولوجيا و الهندسة لتطوير أكثر البحوث حول هذا المشروع، مشيرا إلى أن ذلك يعتبر سابقة على صعيد تعدد التخصصات. و أضاف أن هذا اللقاء الذي افتتحت أشغاله أول أمس بجامعة تلمسان «أبو بكر بلقايد» يهدف إلى تكوين الطالب المحضر لرسالة دكتوراه في علم الآثار عن طريق البحث الذي يوفق بين النظري والتطبيقي، مؤكدا أن الأمر يتعلق بمرافقة حقيقية للباحثين المستقبليين عن طريق الشراكة هوبر كورين تاسيل برنامج التعاون الجزائري الفرنسي الذي يدعم مشاريع بحث مشتركة على مدى 3 سنوات. وقال في هذا الشأن أنه «يتعين على الباحث في علم الآثار أن يعيد للمواطن ثقافته». وفي تطرقه إلى المائدة المستديرة التي تزمع القيام بتقييم أول لهذا البرنامج الذي يستكمل يوم 31 ديسمبر المقبل ذكر ميشال تيراس بأن الأشغال شملت بحوثا وأعمال حفريات على مستوى قصر مشوار، وكذا تحليل مواقع أثرية هامة بتلمسان منها مسجد سيدي الحلوي و المسجد الكبير بتاقرارت. وقال إن هذه العملية التي تعد نتاج اتفاقية أبرمت بين جامعتي تلمسان والصربون التي تؤطرها زميلته أنياس شاربونتي المكلفة بالبحوث بالمركز الوطني للبحوث العلمية (فرنسا) ستسمح للطلبة المحضرين لرسالة الدكتوراه من البلدين بمتابعة تربصات لمدة شهرين في ضفتي المتوسط لإتقان أعمالهم، مشيرا إلى أنه يجب المزيد من الأعمال لمباشرة دراسة مواقع تاريخية وأثرية هامة على غرار ضريح سيدي يعقوب و مسجده». وبعد أن أبرز جودة العمل الذي أنجزته ورشات تلمسان القروسطية والمطلوبة في كل مكان، لاسيما من طرف المرابطين ذكر ميشال تيراسي على سبيل المثال زليج تلمسان المستعمل في فاس، علاوة على المبادلات العديدة مع الأندلس والمغرب. و خصص اليوم الثاني من المائدة المستديرة لعلم الآثار الحضري والأثري الذي يهدف إلى تحليل التراث الأثري وتطور العمران في تلمسان، وكذا في مدن المنطقة الأخرى على غرار ندرومة و حنين وغزوات. وتمحورت المواضيع التي تناولها المتدخلون (باحثون وطلبة في الدكتوراه) حول علم الآثار الحضري و الأثري و تهيئة الإقليم واستعمال الإعلام الآلي في علم الآثار.