أجمع المتدخلون في فعاليات الذكرى 170 لنفي الأمير عبد القادر، التي نظمتها مؤسسة الأمير عبد القادر بمقر منظمة المجاهدين، أن مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، كان مقاوما وطنيا، عالما ورعا ومحاربا فذا، وفي المحاضرتين اللتين نشطها الدكتور صم منور، والأستاذ حسني بليل، بحضور جمع غفير من ممثلي الأسرة الثورية بوهران والمنتخبين المحليين والأساتذة الجامعيين، أبرز المتدخلان الخبرة العسكرية والبعد الاستيراتيجي لجميع المعارك التي خاضها الأمير عبد القادر، وكيف أنه كان يحارب من أجل نصرة الإسلام في المغرب العربي والشرق الأوسط بل وحتى القارة السمراء "إفريقيا"، ودوره الكبير والبارز في إطفاء نار الفتنة بين المسيحيين والدروز في دمشق عام 1860، مشيدين بنظرته المتفتحة وسدادة تفكيره، فضلا عن دفاعه المستميت عن حقوق الإنسان والمرأة والتحلي بالخصال المحمدية النبيلة، وكانت هذه الفعاليات فرصة، للتأكيد أن الأمير عبد القادر كان أيقونة ورمزا عالميا، وأنه تلقى العديد من الأوسمة والإشادات من مختلف شخصيات العالم في تلك الفترة، اعترافا أخلاقه السامقة ونظرته المتسامحة وفلسفته الحكيمة والرشيدة، مشددين على أن مؤسس الدولة الجزائرية، لم يكن ماسونيا، وهي التهمة التي يريد الكثير من المغرضين إلصاقها به، مشيرين إلى أنه كان رجل دين مثالي وكرس حياته للرباط والجهاد ونصرة الإسلام ونشر بذور الألفة والإخاء والود، وهي التعاليم التي علمنا إياها الرسول صلى الله عليه وسلم. وعلى هامش هذه الفعاليات التي حضرها رئيس مؤسسة الأمير عبد القادر الدكتور بوطالب شاميل، ومدير المجاهدين تراري سي أحمد والأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين بوهران سومر عبد القادر، فرصة لإلقاء قصيدة حول الأمير عبد القادر، ألقاها الشاعر عتلي كريم، والتي نالت استحسان وإعجاب الحاضرين، ليتم بعدها الشروع في تكريم كوكبة من المسؤولين والمجاهدين، والشخصيات الثورية على غرار وزير المجاهدين طيب زيتوني، الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين سعيد عبادو، المحاضرين الأستاذ بليل حسني والدكتور صم منور، عرفانا بما قدمته من نضالات وخدمات للجزائر والأسرة الثورية عبر كامل التراب الوطني.