صديقي..الطيّب..المسرحي..رمضان

وأنا أمام الاستعجالات أتذكر مسيرة هذا الفنان، فبتكوين مستعجل تم في عدّة محطات بداية من مسرح الهواة من 1968 إلى غاية 1971 تربص باستعجال كذلك في الاتحاد السوفياتي فيوغسلافيا، مشاركا بعد ذلك في أكثر من 40 عملا مسرحيا وملحمات وإذاعيات ودبلجة أفلام ومسلسلات أطفال بأدوار رئيسية وثانوية.
صديقي الطيّب..على مستوى التمثيل كانت بدايته مع " الخبزة " سنة 1973 مع عبد القادر علولة، هذه المسرحية التي تغذى منها أكبر فناني وهران، ليجتمعوا بعد ذلك على مائدة واحدة في السنة نفسها بإنتاج جماعي، لكن الحساب تلف ليدخل المبدع بوعلام حجوطي على الخط سنة 1974، وما دام الأمر كذلك فكان لعلولة أن يراجع نفسه ويذهب مع فرقته لحمام ربي سنة 1975، لم يكفيه الحمام فقرّر صديقي الطيب أن يقابل الصالحين ليعالج فكانت " القراب والصالحين " لولد عبد الرحمان كاكي سنة 1977، مع كاكي التقى ب " ديوان الملاح " سنة 1978، فأكل حب الملوك في طريقه لجمعي عبد القادر سنة 1979، اختار طواعية العمل مع قندوسي ابراهيم سنة 1980، فاقترب من سعد الله ونوس سنة 1982 برأس المملوك جابر ليتوج " جنرالا " في السنة نفسها مع عصام محفوظ، صديقي الطيّب وفيّ لأصدقائه فكانت " البيادق " لمحمد آدار سنة 1984 و" اصطاد الملح " فقط مع بوزيان بن عاشور سنة 1996 الطيّب صديقي فاق سنة 2003 فكان حم الكوردوني سنة 2007 فعانى فرجع " كوردوني " مع السيد الوزير فأصبح مجرد قراقوز سنة 2010، ليصبح يراقب من بعيد فقط كرسي الحاكم للسيد الشوربجي.
صديقي المسرحي ...على مستوى الإخراج يا بن عمي وين تروح تلقاه خاصة مع محمد بختي سنة 1984، صديقي الطيب يقدر المرأة وصرخاتها فتحالف مع عز الدين المدني ليكرمها سنة 1998، كما أنه شارك في الإخراج في تقريبا كل الأعمال التي مثل فيها.
صديقي المسرحي يعرف التلفزيون حيث فتح بابه مع عبد الغني مهداوي، فتوج مباشرة بوسام الخلود مع البشير بريشي، ليقيم عرسه مع محمد حويذق ليخرج من الباب آمنا مع مسري الهواري...
أصدقائي القراء التمثيلية لم تنتهي بعد فكان الفصل الثالث مع رشيد بن ابراهيم حيث وجد لؤلؤته التي ستقوده لمبايعة الأمير عبد القادر مع محمد حازورلي فأصبح من شهداء العقيدة مع المخرج نفسه لتشهد له الأرض التي أنجبته بتسابيحها.
صديقي رمضان.. رافق بوعمامة وعثمان عريوات وبن عمر بختي وقال مع الشهيد..
صديقي رمضان لا يرضى أن يبتعد عن الخشبة فكان يثابر لتصميم عرض قرص إلا ربع الذي تدور أحداثه عن المشاكل والمعوقات التي تمس قطاع الصحة والأمراض وتقديمه في اليوم العالمي للمسرح ...لكن تشاء الأقدار أن أتواجد هاهنا أمام الاستعجالات في مستشفى وهران لكي أرى فصلا آخرا واقعيا لم أتمرن عليه في المسرحية ولم يصمم عرضه صديقي رمضان ولأتذكر آخر الكواليس التي جمعتني بصديقي.. الطيب.. المسرحي.. رمضان.