لايمكن لأحد أن ينكر النضج والوعي الكبير الذي وصل اليه شبابنا اليوم وما الحراك السلمي الأخير ومشاهد السلمية في مسيرات الجمعة و مسيرات الطلبة والاطباء و المحامين الرافضة للعهدة خامسة لديل دامغ على مدى الوعي والنضج السياسي الذي وصل اليه الشارع الجزائري . الحراك الشعبي لم تتوقع سلميته لا التشكيلات السياسية الموالية للسلطة و لا المعارضة و لا حتى الدوائر السيادية للبلاد بل الكل وضع يده على قلبه خوفا من تكرار سيناريو الربيع العربي الذي هبت رياحه الهوجاء على بلدان عربية عديدة كتونس وليبيا ومصر وسوريا واليمن ذلك و يوم 22 فبراير الماضي عندما خرج عشرات الآلاف من المواطنين وأغلبهم شباب الى الشارع ب 48 ولاية وبالرغم من حضر المسيرات منذ قرابة العقدين إلا أنهم كسروا من خلالها هاجس الخوف الذي عشش على نفوسهم منذ العشرية السوداء و من خلاله الصورة النمطية لذلك الشاب الجزائري الخامل الذي يبحث عن التقليد الاعمى لكل ما هو غربي سلبي و الساعي الى الحرقة عبر قوارب الموت هربا من واقع بائس .