الحكومة الفلسطينية تعلن القطاع منطقة مجاعة غزّة.. مجازر وجوع في اليوم ال51 من استئناف حرب الإبادة على غزّة تتواصل فيه الغارات الجوية على القطاع مؤدية إلى استشهاد نحو 66 فلسطينيا منذ فجر أمس بينهم نحو 20 مواطنا بمجزرة جديدة ارتكبها جيش الاحتلال بقصفه مدرسة تؤوي نازحين في مخيم البريج وسط القطاع وإنسانيا حذرت وزارة الصحة في قطاع غزّة من توقف جميع المستشفيات عن العمل بسبب شح الوقود وقال المدير العام للمستشفيات في غزّة محمد زقوت إن جيش الاحتلال يعرقل بشكل ممنهج نقل الوقود من مخازن المنظمات الدولية الموجودة إلى مستشفيات القطاع هذا فيما تتوسع دائرة المجاعة في القطاع بشكل كارثي. ق.د/وكالات أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى في مؤتمر صحافي عقده في رام الله أمس الأربعاء أن غزّة أصبحت منطقة مجاعة وذلك في معرض تعليقه على مستجدات الوضع الإنساني المتدهور في القطاع. وقال مصطفى: التقارير الموثقة والصادرة عن المؤسسات الدولية والأممية والمؤشرات الميدانية ومظاهر الجوع والعطش والمشاهد اليومية لأجساد الأطفال النحيلة وصرخات أنين الألم من بين خيام النازحين والركام كلها تدل على أن غزّة الآن أصبحت منطقة مجاعة محمّلاً الاحتلال القوة القائمة بالاحتلال المسؤولية الكاملة عن الكارثة الإنسانية المتعمّدة في غزّة مطالباً المجتمع الدولي بتطبيق قرارات الأممالمتحدة التي تمنع استخدام التجويع سلاح حرب ضد المدنيين. وطالب مصطفى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بالتدخل الفوري وتطبيق المادة 99 من ميثاق الأممالمتحدة كما طالب كل الدول الأعضاء في الأممالمتحدة بالتحرك العاجل وفق التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني والاعتراف بالكارثة والمجاعة والعمل على توفير الدعم السياسي واللوجستي لإنهاء الحصار وضمان وصول المساعدات وتفعيل آليات المحاسبة والمساءلة الدولية. وناشد رئيس الوزراء الفلسطيني المنظومة الأُممية بكاملها أن تُفعّل آلياتها فوراً وأن تتعامل مع قطاع غزّة كمنطقة مجاعة بما يستتبع ذلك من تدخل دولي عاجل ورفع فوري لكل القيود التي تمنع الإغاثة. وقال مصطفى: سنستمر في عمل كل ما بوسعنا من أجل مواجهة هذا العدوان والمجاعة ضد شعبنا والعمل الدؤوب مع المجتمع الدولي من أجل إنقاذ الأرواح وصولاً إلى التعافي وإعادة الأعمار . وأضاف مصطفى: نرفع صوتنا عالياً في وجه الصمت وغياب الفعل الدولي. لا تتركوا أطفال غزّة المحاصرين يموتون جوعاً لا تسمحوا باستخدام الغذاء والماء كأدوات للحرب قائلاً: وقال: نلتقي في غرفة العمليات الحكومية للتدخلات الطارئة في قطاع غزّة والتي تضم ممثلين عن أكثر من 30 مؤسسة فلسطينية رسمية وأهلية ومؤسسات دولية مختصة بالإغاثة . وأشار إلى أن هذا الفريق الموجود في رام الله يقابله فريق آخر ميداني (عبر الاتصال المرئي) من مختلف مناطق قطاع غزّة والذين عملوا جميعاً بجد واجتهاد خلال الشهور الماضية على تنسيق الجهد الإغاثي والاستجابة العاجلة في قطاع غزّة وإقامة العديد من مراكز الإيواء المؤقتة وكذلك إعادة فتح بعض الطرق الحيوية ورفع الركام وإيصال ما أمكن من الخدمات الأساسية وغيرها من الجهود وبالتعاون مع مجموعة من الشركاء الدوليين والمحليين لافتاً إلى أن كل هذه الجهود استمرت خلال الفترة الماضية حتى لحظة تجدد العدوان على القطاع وإغلاق المعابر منذ ما يزيد عن الشهرين . *نداء استغاثة وناشد مصطفى المنظومة الأممية بكاملها وخصوصاً برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ومنظمة الصحة العالمية واليونيسف وسائر الشركاء في شبكة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي بأن تُفعّل آلياتها فوراً وأن تتعامل مع غزّة كمنطقة مجاعة بما يستتبع ذلك من تدخل دولي عاجل ورفع فوري لكل القيود التي تمنع الإغاثة. وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني بحماية الولاية القانونية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) ودعم برامجها وتمكينها من ممارسة مهامها. وشدد على أن هذه المجاعة ليست كارثة طبيعية بل جريمة إنسانية متعمّدة والصمت تجاهها شراكة في الجريمة لقد آن أوان التحرك. وآن أوان وقف الكارثة وإنقاذ الأرواح . وارتفعت في الأيام الأخيرة التحذيرات من حدوث مجاعة في غزّة حيث قال المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع أخيراً إن القطاع دخل مرحلة متقدمة من المجاعة من جراء الحصار المتواصل وإغلاق المعابر أمام دخول المساعدات والبضائع منذ 2 مارس الماضي. وقال مدير عام المكتب إسماعيل الثوابتة إن الاحتلال يمنع منذ شهرين إدخال المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزّة مشيراً إلى أنّ جريمة إغلاق المعابر والحصار الظالم وشح المواد الغذائية وانعدام الطحين وإجبار المخابز على الإغلاق تنذر بانهيار شامل لمنظومة الأمن الغذائي في القطاع وتضع المجتمع الدولي أمام اختبار أخلاقي وقانوني حقيقي . *كيف تُعلَن المجاعة؟ كانت آخر المجاعات التي أعلنتها الأممالمتحدة بشكل رسمي ودون خلاف مع مؤسسات أخرى تعود إلى عامَي 2017 في جنوب السودان و2011 في الصومال وهو ما نتج عنه مئات آلاف الضحايا وذلك حتى فيفري 2025 عندما أعلنت المجاعة مرة أخرى في السودان. وكانت شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة FEWS NET ومقرها الولاياتالمتحدة قد أكدت أنه من الممكن إن لم يكن من المحتمل أن المجاعة في شمال غزّة قد بدأت في افريل 2024 وذلك في أشد أوضاع شمال قطاع غزّة عندما اضطر السكان لأكل أعلاف الحيوانات وأوراق الأشجار . وتستند الأممالمتحدة إلى وكالتيها: برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة اللتين تعتمدان على هيئة تقنية تُعرف بنظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي. ويحلل هذا النظام شدة انعدام الأمن الغذائي على نطاق يرتكز على معايير علمية دولية في وقت أظهر تقرير سابق أصدره أن نصف سكان غزّة أي 1.1 مليون شخص يعيشون وضعًا غذائيًا كارثيًا . ويُعرِّف التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المجاعة بأنها مواجهة السكان سوء تغذية على نطاق واسع وحدوث وفيات مرتبطة بالجوع بسبب عدم الوصول إلى الغذاء .