-توجيه حالات الولادة القيصرية الى مستشفى بن زرجب -من13 أخصائيا في 2013 إلى اثنين فقط بعيادة مطلع الفجر تتخوف العديد من الحوامل من الانعكاسات السلبية على حياتها و حياة الجنين جراء الانتظار الطويل و التأخر في التكفل بها على مستوى مصالح التوليد لتظل ومنذ شهرها الأول في رحلة بحث طويلة عن عيادة أو مصلحة كفيلة بإنقاذ حياتها و ضمان ولادة ناجحة يخرج فيها المولود الجديد إلى الحياة بسلام. هذه المخاوف و حالة الارتباك و القلق التي ترافق الحوامل إلى غاية وضع مولودهن جاءت بسبب تدني أوضاع التكفل الصحي بما في ذلك الاستقبال و الرعاية المثلى بمعظم المؤسسات الاستشفائية الأمر الذي انعكس سلبا على الخدمات المقدمة و على حالة المريض، و لنقل معاناة النساء الحوامل على مستوى مصالح التوليد المتواجدة داخل مختلف المؤسسات الاستشفائية قمنا بخرجة استطلاعية كانت كفيلة بتلخيص الوضع انطلاقا من أسئلة المواطنين و النساء المريضات تحديدا حول طرق تسيير هذه المصالح و برامج الاستقبال و التكفل بجميع الحالات الوافدة. معظم المصالح التوليد التي زارتها "الجمهورية" أمس تميزت باكتظاظ كبير للنسوة الحوامل على مستوى أقسام الفحص و التشخيص الطبي كانت فيها اللامبالاة وإهمال المسؤولين وغياب المتابعة الصارمة ونقص أخصائي التوليد و قلة أعوان النظافة و الأمن القاسم مشترك في مختلف هذه الهياكل التي تعتبر الوجهة الوحيدة للمرأة الحامل لمتابعة وضعها و وضع الجنين على طول مراحل الحمل حتى الولادة هذه المحطة الأخيرة التي تودع بعدها الأم المصلحة و تأمل إلا تعود ثانية بالفعل هذا ما ذكره العديد من الحوامل اللائي التقينا بهم على مستوى مصلحة الولادة بالمستشفى الجامعي الدكتور بن زرجب و كذا بمستشفى التوليد بحي اللوز و غيرها من المصالح نقص كبير في الأخصائيين و في ظل نقص التكفل على مستوى باقي المصالح و مستشفيات التوليد المتواجدة بإقليم الولاية و عدم القدرة على استيعاب العدد الكبير من حالات الولادة خاصة المتعسرة بسبب نقص كبير جدا مسجل في أخصائي أمراض النساء و التوليد يتم توجيه أغلب الحالات التي تتطلب العملية القيصرية إلى مصلحة التوليد بالمستشفي الجامعي بوهران بلاطو سابقا" هذه الأخيرة التي لم تعد قادرة على التكفل بجميع الوافدات إليها في ظل قلة الأسرة داخل هذه المصلحة التي تضم 241 سرير فقط، الأمر الذي يصعب على الحامل الظفر بمكان لوضع المولود الجديد، لكن مع هذا ورغم الظروف المحيطة التي تحتاج إلى إعادة النظر و التدخل العاجل للوصاية تبقى مشاهد تدهور الهياكل بارزة في إهتراء دورات المياه وتشققات الغرف وانتشار الأوساخ و الجرذان و القطط و غيرها من الظواهر السلبية عنوان ملحة التوليد بمستشفى بن زرجب. الا أن هذا لم يمنع الأطقم الطبية بذات المصلحة من التكفل بجميع الحالات الوافدة كونها تعتبر المقصد الأخير الذي تلجأ إليه الحوامل بعد استحالة الاستقبال بباقي المؤسسات، و حسب إحصائيات إدارة المستشفى فان مصلحة التوليد استقبلت منذ شهر جانفي إلى يومنا هذا 7337 ولادة جديدة منها 2279 ولادة قيصرية قادمة من وهران و من مختلف ولايات الجهة الغربية، وحسب مصادرنا فإن المصلحة تستقبل باستمرار حالات مستعصية بعد الرفض الذي تتلقاه من قبل مؤسسات الاستشفائية سواء من القطاع العام أو الخاص لأسباب عديدة صعبة التكفل نظرا لقلة المختصين و الإمكانيات منها حالات تخص النساء حاملات فيروس الإيدز أو اللائي تعانين السمنة المفرطة و حالات الولادة المستعصية التي تحتاج إلى العملية القيصرية. و عن اهتراء هيكل المصلحة التي تكلم عنه النساء الحوامل و مرافقيهن أشار المتحدث أنه سبق وأن تم اقتراح عمليات التهيئة داخل أجنحة مصلحة التوليد بالمستشفي الجامعي لكن تنفيذ القرار أجل بسبب التوافد الكبير للحوامل من ولاية الجهة الغربية، مما جعل غلق مصلحة التوليد مؤجلا حتى تتم استشارة جميع الفاعلين في القطاع منها المديرية الولائية للصحة و أعضاء المجلس العلمي علما أنه تم مؤخرا تجهيز المصلحة بوسائل حديثة منها طاولة جديدة للوضع النظافة والأمن غائبان أما عن مستشفى الأم والطفل "حاج عابد عتيقة " باكميل فقد أوضحت المديرة السيدة بن يحي لطيفة أن المعاناة الحقيقة التي تتخبط فيها الإدارة والتي أثرت بالسلب على النتائج التي تم تسطيرها تكمن أساسا في قلة عمال النظافة والأمن، فرغم المراسلات المتكررة المقدمة من قبل إدارتها لتوفير الوسائل البشرية لخدمة المرضى لكن دون جدوى إذ أن المستشفى تعمل حاليا فقط بعاملتين للنظافة فقط هذا إلى جانب مشكل نقص أخصائيي أمراض النساء و التوليد علما أن المؤسسة الاستشفائية تستقبل أكثر من 20 حالة ولادة يوميا زيادة على الفحوصات الطبية للأطفال الصغار و الرضع، وحسب ذات المسؤولة فقد تم التكفل بالعديد من الحالات المستعصية التي رفضت من قبل مصالح التوليد بالقطاع الخاص و العام و نفس الاشكالات لاحظناها أيضا خلال جولتنا الاستطلاعية التي وقفنا فيها على الوضع بعيادة النساء و التوليد " بن يحي الزهراء " بحي مطلع الفجر و التي لم تكن بعيدة عن المشاكل التي تتخبط فيها باقي مصالح التوليد خاصة ما يتعلق بانعدام أخصائيي التوليد الذي اثر سلبا على برامج التوليد بهذه المؤسسة حسبما أكده المدير موضحا أن عدد أخصائيي التوليد عرف انخفاضا كبيرا مقارنة بالسنوات الماضية حيث كانت المؤسسة تضم حوالي 13 أخصائيا سنة 2013 لينخفض العدد في هذه السنة إلى أخصائيين اثنين فقط، و قد قامت إدارة المؤسسة بتقديم عدة تقارير خاصة بهذا المشكل إلى مديرية الصحة لكن لحد الآن لم يسجل أي تدخل لتغطية النقص الفادح . أما عن المؤسسة الإستشفائية لعيادة التوليد نوار فضيلة "سانتال سابقا فالأمر لا يختلف تماما عن باقي عيادات التوليد بالمؤسسات الإستشفائية المشار إليها حيث مشكل الاكتظاظ يطرح نفسه بإلحاح داخل هذا الهيكل الصحي الذي لا يتسع إلا ل 70 سريرا فقط أمام العدد الهائل من الحالات و الذي يزيد عن 100 امرأة حامل يوميا، و بدوره طرح السيد بن سهلة مدير المؤسسة مشكل نقص أخصائيي التوليد والذي لا يتعدى عددهم إثنين فقط الأمر الذي انعكس سلبا على الخدمات المقدمة و طرق التكفل بجميع الحالات التي تحرص ادارة المستشفى و أطقمها الطبية بضمان الرعاية المثلى و نجاح كافة عمليات الولادة وفق الامكانات المتوفرة وبالموازاة فقد أوضحت مديرية الصحة أن هذه المشاكل مصالح التوليد داخل المؤسسات الإستشفائية سيتم حلها قريبا وتدارك النقص فيها ، حيث سيتم وضع شبكة برامج توليد مرتبطة مباشرة بالمصالح المؤسسات الإستشفائية باقليم الولاية حيث تقوم المرأة الحامل في شهرها الأول بتسجيل نفسها في المصلحة المختصة التي تقصدها للفحص حيث يتم برمجة تاريخ الولادة و تواريخ الفحص، كما قامت المديرية بمراسلة الوزارة و تقديم تقريرا مفصلا حول نقص الاخصائيين على مستوى مستشفيات و مصالح التوليد لتدارك النقص