أطلق الممثل السينمائي والمسرحي يوسف قواسمي منذ أيام فيلما جديدا بعنوان " كُن قويا " خص به مرضى السرطان، كالتفاتة تشجيعية منه لمقاومة هذا المرض الخبيث، ورسالة توعوية للمجتمع، ومن أجل إبراز المعاناة الجسدية والنفسية التي تعاني منها هذه الفئة التي تحتاج إلى الكثير من الدعم . وفي هذا الصدد يقول الفنان يوسف قواسمي إن الأمر كفكرة منذ سنوات، أراد من خلالها أن يقدم شيئا ولو بسيطا لمرضى السرطان من أجل دعمهم معنويا، لتتبلور إلى مشروع فني على أرض الواقع، بعد أن اجتمع بالمخرج سفيان عجال الذي تكفل أيضا بالتصوير والتركيب، وب " أبو بكر"الذي قدم لهم المحل وإكسسوارات الديكور ووفر الإضاءة أيضا، موضحا أنهم بإمكانيات بسيطة تمكنت مجموعته من إنتاج هذا الفيلم في يوم واحد فقط، بما أن الفكرة كانت موجودة و تمت بلورتها، رغم أنهم كانوا يطمحون بأن تكون لديهم القدرة المادية الكافية والدعم من أجل تقديم عمل أفضل. وبخصوص كواليس إنجاز هذا العمل السينمائي ، قال يوسف قواسمي أنه بمجرد أن فكر في الموضوع، قرّر أن يحتك بالمرضى ويتقرب منهم، من بينهم فتاة هي أخت صديق له، عانت كثيرا من الورم الخبيث وتساقط شعرها، لكنها قاومت إلى أن شفيت وانتصرت في معركتها على السرطان، وهي حاليا عنصر فعال في المجتمع وتقدم خدماتها في إحدى المؤسسات في قطاع السياحة، لذلك –يضيف محدثنا - أنه علينا أن نقاوم معا من أجل تخطّي صعاب هذا الداء كمجموعة متماسكة، وندعم بعضنا البعض إلى أن ننتصر عليه، موجها رسالته إلى المسؤولين والفنانين، بضرورة الالتفات إلى هذه الفئة قائلا : " أنا كفنان مستعد لتقديم أفضل ما لديّ من أجل المرضى ،فلما قدمت هذا العمل شعرت أنني عشت الدور حقيقة ...". وفي ذات السياق لقي الفيلم القصير"كن قويا" إعجاب المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أشاد الكثيرون بالأداء القوي ليوسف خصوصا لما قام بحلق شعره بالكامل الذي لم يقصه منذ 4 سنوات مضت، إذ يقول : " منذ أن فكرت في القيام بدور المريض بالسرطان، قررت أن لا أقصد الحلاق طيلة تلك الفترة، وقد اعتاد الجميع على مظهري خلال السنوات الأخيرة، حتى أنا تعلقت بمنظري بالشّعر الطويل، إلى أن حانت اللحظة وجاء وقت تصوير الفيلم، فشعرت ببعض الحزن الذي يختلج قلب المريض عند فقدان شعره من الجانب النفسي، وهو ما قد لا يراه المحيطون به، كنقطة واحدة من بحر الوجع العميق الذي يعانيه نفسيا وجسديا".