دعا المشاركون في الندوة التكوينية الموسومة علم نفس الأورام والأمراض السرطانية , التي احتضنتها المؤسسة العمومية الاستشفائية الشهيد حيحي عبد المجيد بقايس (خنشلة), إلى تكفل نفسي اجتماعي أفضل لمرضى السرطان. و أجمع الدكاترة والأساتذة المحاضرون خلال الندوة التكوينية المنظمة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السرطان, المصادف ل4 فبراير من كل سنة, على أن رعاية مرضى السرطان من الناحيتين النفسية والاجتماعية من شأنها المساهمة في التقليل من حدة الآلام التي يعانون منها كما قد يكون لها أثر كبير في تحقيق الشفاء من المرض. و في هذا الصدد, أفاد البروفيسور يوسف عدوان, المختص في علم النفس الصحي بجامعة الحاج لخضر بباتنة, بأن الانفعالات السلبية كالغضب والكبت يساهمان في تطور مرض السرطان ويعملان على زيادة هرمونات الإجهاد مما يؤثر سلبا على الجهاز المناعي ويضعفه وهو ما يجب أن يفهمه محيط المريض وأفراد أسرته المدعوون إلى تفادي كل ما يؤثر سلبا على الجانب النفسي لمريض السرطان. من جهتها, أكدت شاهيناز رجيل, مساعدة اجتماعية بمستشفى قايس, على أهمية المرافقة الاجتماعية لمرضى السرطان لاسيما بالنسبة لمريضات سرطان الثدي اللواتي يجدن أنفسهن ضائعات بعد اكتشاف المرض ودخولهن في رحلة البحث عن العلاج والحصول على المواعيد وبعض الأدوية مشيرة إلى أن أفراد أسر المريضات مدعوون للتكفل الاجتماعي بهن للتخفيف من الألم النفسي الذي يكابدنه يوميا. كما أوضحت ليلى درياس, الطبيبة النفسانية بالإقامة الجامعية مهداوي خديجة بباتنة, خلال محاضرتها, بأنه من أجل تجاوز صدمة الإصابة بمرض السرطان يعد المريض مدعوا لأخذ الوقت الكافي لهضم خبر إصابته بالسرطان مع العمل على تحديد المخاوف والشكوك والاستفسار عن جميع المعلومات التي يود معرفتها من الطبيب, إضافة إلى توقع ما سيحصل له من تغييرات لا سيما من الناحية الجسدية والعمل على التقرب من شخص يثق به والبوح له بكل ما يختلج صدره حتى يتمكن من تجاوز الصدمة النفسية التي تلي الإعلان عن نتائج التشخيص. و في ختام هذه الدورة التكوينية التي بادرت إلى تنظيمها مديرية الصحة و السكان لولاية خنشلة, تطرق السيد كمال بن زعيم لتجربته مع مرض السرطان الذي تعافى منه حيث اعترف بأن التكفل الطبي من طرف دكاترة المستشفى الجامعي بباتنة ومستشفى محمد بوضياف بورقلة والذي رافقه تكفل نفسي اجتماعي من طرف أصدقائه وأفراد عائلته مكنه من تجاوز المرض والشفاء منه.