سجل نشاط ورشات الخياطة بوهران تراجعا كبيرا خلال الجائحة بسبب نقص المادة الأولية ونفاذ الكميات المتوفرة من القماش في الأسواق زيادة على توقف الطلب على مختلف أنواع الألبسة الجاهزة مدة أربع أشهر كاملة بداية تطبيق اجراءات الحجر الصحي وتعليق الأنشطة التجارية ما كبد أصحاب ورشات الخياطة خسائر فادحة دفعت 50 بالمائة منهم الى غلق ورشاتهم في انتظار وصول شحنات القماش المطلوبة في حين أعلن 15 بالمائة منهم افلاسهم- حسب المنسق الولائي للجمعية الوطنية للتجار والحرفيين بوهران وخلال جولة قمنا بها على مستوى بعض ورشات الخياطة بمنطقة بوعمامة لاحظنا أن أغلبها تعمل بناء على طلبيات الزبائن ومن تجار الجملة وبكميات محدودة وكأن كل من الحرفي والتاجر يمشيان بحذر كبير بمبدأ لا إفراط ولا تفريط في ظل الأزمة الصحية وانعكاساتها على النشاط التجاري أمام غياب أدنى تعويض من الدولة ما جعل الحرفيين المنتجين والتجار أكثر الفئات تضررا جراء الجائحة وما رافقها من إجراءات الحجر . وأكدت صاحبة ورشة خياطة متخصصة في تصنيع الألبسة النسوية أن نشاطها تراجع بشكل كبير جدا منذ شهر أفريل الماضي ما جعلها تقلص من عدد العمال وتفتح لتجهيز طلبيات زبائنها وبكميات قليلة مقارنة بالأيام العادية. وأضافت أن هناك ورشات أغلقت بسبب عدم توفر القماش، كما أن بعض الخياطين فضلوا الغلق والانتظار وترقب المستجدات على المغامرة برأس مالهم وشراء الأقمشة وإنتاج مختلف أنواع الالبسة في الوقت الحالي وبالموازاة اشتكى صاحب احدى الورشات من المنافسة غير النزيهة لخياطين وحرفيين ينشطون بطرق غير شرعية يكتشفون السوق ويقتسمون معهم حصص القماش في الوقت الذي تتحمل الورشات الناشطة بصفة قانونية وحدها العبء والخسارة أمام تكاليف الضرائب والضمان الاجتماعي ما وضع أصحابها في عنق زجاجة، في الوقت الذي وجد آخرون ضالتهم في التحول الى خياطة الكمامات الواقية التي أصبحت الأكثر طلبا في الأسواق وبعد فترة توقف الانتاج بسبب توقف الطلب وركود سوق المدينة الجديدة الأكثر شعبية بولاية وهران وغلقها ايام نهاية الأسبوع تعرف هذه الآونة عودة الاقبال والطلب بالشكل المعتاد حيث عادت الاسواق المحلية لتنتعش وتزايد الطلب على الانتاج المحلي إلا أن المشكل العويص الذي يواجهه أصحاب ورشات الخياطة اليوم هو نقص أنواع القماش المطلوبة وندرتها في السوق بسبب توقف الاستيراد وهو ما وضع الورشات في أزمة أخرى وعطل الكثير من الطلبيات علما وأن الفترة الحالية ينتعش فيها الانتاج المحلي للألبسة الجاهزة تحضيرا للعيد إلا أن الكميات هذه السنة يتوقع أن تكون قليلة وقد لا تغطي احتياجات السوق من المنتوج المصنع محليا