لم نكن نتوقّع في زيارتنا إلى دوار عين داز ببلدية الرصفة بتيارت أن نجد هذه المنطقة تفتقد لأدنى ضروريات الحياة لا ماء ولا كهرباء ولا تنمية و لا تهيئة ولا مرافق ولا حتى طريق سالك يوصل إلى هذا الدوار حيث التجمّعات السكانية تصارع قسوة الطبيعة إلى جانب مشكلات الحياة. وتلك القسوة تتسبب فيها الرمال والعواصف والحرارة المرتفعة بالمنطقة وكأنها صحراء قاحلة . يُضاف إلى ذلك البعد عن مقر بلدية الرصفة حيث توالت السنوات و صمدت المنطقة بقوة في وجه الإرهاب الأعمى، وتمكّنت بفضل يقظة أبنائها من الوقوف حصنا منيعا في وجه المتطرّفين، وانتهت أزمة العشرية السوداء وما زال دوار عين داز يبحث عن التنمية فلم تجدها وتسأل أين حقي في الكهرباء والماء والطريق كون الحديث عن الغاز والتهيئة والمرافق الأخرى أصبح حلما يدرك السكان أنّه لن يتحقّق قريبا...رغم تعاقب المسؤولين المحلين والولائيين المنتخبين .حيث تنعدم أهم شروط الحياة حتى لا نقول ''الكريمة'' كالماء والكهرباء أين تضطر كل عائلة إلى شراء صهريج ماء ب1600دج كل ثلاثة أيام ، وهو ما أكّده السكان لجريدة ''الجمهورية '' مجموعة كبيرة من المواطنين وأعيان المنطقة خلال زيارتنا لها ولا يُعَدّ وضع سكان دوار عين داز أحسن حالاً ، فهم في الغبن سواء بسواء. هنا، ما زال السكان يعيشون ببساطة معتمدين على الزراعة والرعي، ويقطنون في بيوت من الصفيح والطين تغطّى بالقرميد فيما تغيب عن معظمها الكهرباء والمياه، ولا تتوقف معاناة سكان هذه الدوار الفقير على الصعيد المعيشي، لكنّ الدوار يعاني كذلك من جرّاء المشكلات المرتبطة بالطريق والمسالك التي تربطها بالبلدية . فسكانها يضطرون إلى قطع أكثر من 14 كيلومتراً للوصول إلى مقر البلدية ، نتيجة عدم صلاحية الطريق الترابي الرابط بين الدوار و مقر البلدية فتلاميذهم لديهم مدرسة مغلقة منذ 1994 فيسيرون على الأقدام لأكثر من 20 كلم ذهابا وإيابا إلى مقر البلدية الأمر الذي يعرّضهم إلى الإرهاق بالإضافة إلى التبلل من جرّاء المطر في فصل الشتاء. وقد دفعت الظروف كلها العائلات إلى منع الفتيات من الدراسة، كذلك ساعدت في توسّع ظاهرة الانقطاع المبكر عن التعليم في الدوار . ويتوفّر دوار عين داز على طاقات شبانية كبيرة تعاني من غياب المرافق الترفيهية والرياضية، خاصة في أوقات العطل وفصل الصيف..وفي نقل انشغالات سكان عين داز الى رئيس البلدية أكد السيد براهيم قدور رئيس بلدية الرصفة ان الدوار يفتقد لأدنى ضروريات الحياة وان البلدية أحصت 53عائلة وكشف أنّ عملية إحصاء أجريت من قبل المسؤولين الولائيين ومن كل القطاعات انتهت إلى وضع خريطة لهذه المنطقة لإصلاح الأوضاع المعيشية لهذا في مقدمتها ماء الشرب .