لا يزال الطلب المتزايد على الأوكسجين يؤرّق المستشفيات التي تعمل بكل طاقاتها من أجل التوصل إلى توفير هذه المادة الحيوية التي صارت الطلب الأول في علاج مرضى كورونا الموجودين في المستشفيات الجزائرية ، و هي المستشفيات التي تعاني حالة لا مثيل لها من التشبّع بعد استشراء هذا الوباء القاتل عبر عديد الولايات في ربوع الجمهورية. وكانت الجزائر قد استوردت الأحد 25 جويلية دفعة أولى من مكثفات الأوكسجين للاستعمال الفردي و بلغ عددها 1050 وحدة، التي استوردتها الجزائر من جمهورية الصين، على متن طائرتين عسكريتين تابعتين للجيش الوطني الشعبي، على أن يصل إجمالي الدفعة الأولى إلى تسعة آلاف وحدة تدريجيا خلال أسبوعين . واتخذت الدولة كل الإجراءات الإدارية من أجل تسهيل عمل المنتجين المحليين الراغبين في تصنيع مكثفات الأوكسجين و بالتالي تخفيف بعض الضغط على عملية الإستيراد و لا تزال تشجع المبادرة المحلية في هذا الشأن، علما أن الدولة في أهبة الاستعداد لتحويل أسطولها الجوي والبحري للقيام بعمليات نقل المكثفات والمولدات والأوكسجين السائل من دول أجنبية تربطها بالجزائر علاقات تجارية وأكدت استعدادها للمساعدة. وكانت وزارة الصحة قد كشفت الأسبوع الماضي عن وصول ستة آلاف مكثف جديد للأوكسجين، كما صرح بذلك وزير الصحة والسكان عبد الرحمن بن بوزيد في لقاء تقييمي مع مدراء الصحة، واعترف وزير القطاع أن المستشفيات تعاني فعلا هذا النقص، وفي حال التوفر يمكن أن ترفع الضغط عن المصالح بتقديم العلاج وتكثيفه لصالح المصابين بكوفيد 19. * اتصالات جارية للعلم فإن استيراد هذه المكثفات في السوق العالمية ليس أمرا سهلا بل معقدا ويخضع لإجراءات كثيرة وتزامن الشراء مع طلب عالمي في آن واحد، وهناك حتى دول كبرى مصنّعة، تلجأ إلى استيراد هذه المكثفات، فقد فاق الطلب العرض. وأمام هذا الوضع تتواصل السلطات المركزية مع سفارات الجزائر خاصة في دول حوض المتوسط من أجل تسريع وتيرة الحصول على المولدات والمكثفات وأيضا تسهيل إجراءات تحويل هذه الأجهزة الصيدلانية التي تبرع بها أعضاء الجالية الجزائرية في الخارج إلى أرض الوطن. وقامت المصالح الطبية بمضاعفة كمية الأوكسجين في 13 ولاية خلال الأسبوع الماضي و توفيرها بكميات مناسبة في باقي المستشفيات ، من أجل المساعدة و تدارك النقائص التي تعانيها المستشفيات الجزائرية. كما لم تفوّت النقابة الوطنية للصيادلة الخواص الفرصة من أجل الوقوف إلى جانب المرضى من خلال استلام 500 جهاز مولد ومكثف الأوكسجين كدفعة أولى ضمن الهبّة التضامنية التي بادر إليها الصيادلة الجزائريون منذ مدة، في ما تدخل الخطوة في إطار عملية تريد الوصول إلى استيراد ألف جهاز مولد للمادة الحيوية المذكورة. وفي ولاية بجاية اقتنى محسنون أربع محطات لتوليد الأوكسجين لتوزع على المستشفيات للغرض نفسه. وفي ما يتعلّق باللقاحات التي بدأت الجزائر في شرائها بمجرد تأشير منظمة الصحة العالمية عليها فإن دفعات كثيرة وصلت إلى مطارات الجزائر بما في ذلك المطار العسكري بوفاريك، حيث أوصلت طائرتان عسكريتان تابعتان للقوات الجوية شحنتين، الأولى خاصة باللقاح المضاد لفيروس كورونا قدرت بمليون جرعة والثانية أجهزة تكثيف الأوكسجين والتنفس ووصلت إلى 750 جهازا من جمهورية الصين في انتظار لقاحات و معدات متطورة تدخل الجزائر الأيام المقبلة ، بهدف دعم المنظومة الصحية الوطنية وتسهيل عمل المنظومة الطبية التي يقف رجالها ونساؤها في وجه هذا الوباء القاتل بكل حزم وتضحية. ومهما يكن من أمر فإن التلقيح يبقى بدوره البديل الذي لا يمكن الاستغناء عنه في ظل التحوّر الرهيب و الحال الخطير الذي وضع فيه وباء كورونا العالم أجمع ،و بالتالي تبقى الحملات من أجل التطعيم متواصلة لبلوغ أكبر عدد من الملقحين وتجنب العدوى السريعة والقاتلة.
