توفي ليلة أمس الخميس الفنان والسينوغراف التونسي قيس رستم بعد مشوار طويل وحافل قدم خلاله تجارب بارزة في الرسم والسينوغرافيا إضافة إلى تأليفه لمقطوعات موسيقية بالعزف على آلة القمبري الافريقية التقليدية. والتحق الراحل في بداياته بكلية الفنون الجميلة في تونس العاصمة متأثرا بمواطنه الفنان التشكيلي الحبيب شبيل حيث سار على دربه بالمزاوجة بين الفن التشكيلي والمسرح لكنه ترك الكلية وسافر إلى بلجيكا أين نال شهادة في السينوغرافيا بداية الثمانينيات. وتعاون رستم مع عدد من المخرجين التونسيين مثل الفاضل الجعايبي في مسرحية "تسونامي" ونعمان حمدة في مسرحية "أو كي" وزهيرة بن عمار في مسرحية "امرأة" ورجاء بن عمار في مسرحية "نافذة على .." وأعمال أخرى مع مخرجين تونسيين آخرين. وأقام الراحل في 2012 معرضه التشكيلي الأول بالعاصمة تونس وتضمن سبع عشرة لوحة زيتية رسمها متأثرا بالاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في بلاده في 2011 حيث تجمع أعماله بين روح موسيقى "السطمبالي" التونسية التقليدية وبين رؤاه المسرحية. وتعلم الراحل أيضا العزف على آلة "ال?مبري" التي تؤدى بها المدائح الدينية والأغاني الشعبية في منطقة الساحل وشمال إفريقيا فعزف مع عدد من الفرق التونسية منذ الثمانينيات وقدم عددا هاما من العروض الموسيقية إضافة إلى عروضه الخاصة. وإلى جانب تدريسه السينوغرافيا بالمعهد التونسي العالي للفنون الدرامية أعد الراحل أيضا سينوغرافيا العديد من الأعمال المسرحية الراقصة. وينتمي قيس رستم لعائلة فنية ذات أصول تركية فأخوه هو الممثل الشهير هشام رستم الذي عمل مع أهم المخرجين التونسيين وشارك في بطولة أهم الأفلام التونسية.