ظلت قضية المحاجر بالبلديات الشمالية لولاية تيسمسيلت، مشكلا يؤرق السكان والسلطات و شكلت إحدى الأولويات وتصدرت واجهة الأحداث مؤخرا، بالنظر لعدد لجان التحقيق المنصبة لدراسة مدى الأخطار الناجمة عنها و القانونية نشاطها على خلفية الاحتجاجات التي قام بها سكان منطقة متيجة مؤخرا على نشاط المحاجر. ويرى السكان المناطق الشمالية لولاية تيسمسيلت، أنهم متضررون وضحية لهذه المقالع بفعل الأخطار التي تسببها على صحتهم وعلى المحيط وتخل بالتوازن البيئي والايكولوجي للمنطقة المعروفة بالطابع الجبلي والغطاء الغابي، وأن من يقف وراء هذه المحاجر أشخاص نافذون، ترى السلطات أن نشاط هذه المحاجر يشكل دعما للاقتصاد وأن الإشكال اللمطروح راجع إلى مطالب متكررة لا أساس لها من الصحة، بل تؤدي إلى تعطيل عجلة التنمية بالمنطقة، وأن الشركات المستغلة لمناجم الباريت تعد الممول الرئيسي لمؤسسة سوناطراك بهذه المادة بنسة 40 بالمائة بل وتعد الموظف رقم واحد بالمنطقة، مع تعهدها وسبق وتعهدت باتخاذ إجراءات جديدة لتنظيم نشاط المحاجر، وذلك بتطبيق جملة من التعليمات منها ما يتعلق باحترام الإطار المعيشي للسكان القاطنين بمحاذاة هذه المحاجر، و كذا حماية المحيط من التلوث، و إجبار مستغلي المحاجر على تطبيق التقنيات الحديثة في استعمال المتفجرات، من أجل تفادي الأضرار التي قد تقع على السكان. ***الأمراض الصدرية تهدد السكان
يرى المختصون أن تخوف السكان شرعيا نظرا لكمية الدخان والغازات المنبعثة من المحاجر المنتشرة بالمنطقة، بالنظر إلى المخلفات الخطيرة لتلك الغازات الدخانية حيث سببت وحسب السكان حالات ضيق في التنفس بالإضافة إلى أمراض صدرية مزمنة بالنسبة إلى الأطفال والشيوخ الطاعنين في السن هذا بالإضافة إلى الضوضاء المستمرة التي تصدرها المحاجر والتي نغصت على المواطن العيش حيث تعمل المحاجر في النهار وتزيد من وتيرة العمل . دفع نشاط المحاجر وصمت السلطات حيالها إلى خروج سكان متيجة الواقعة شمالي بتيسمسيلت، للاحتجاج كل مرة، حيث سبق و أن على غلق الطريق المؤدية للمحاجر، احتجاجا على ما تخلفه هذه الأخيرة بالمنطقة من تلوث بيئي على المحيط والسكان، وكذا ما أحدثته من تصدعات في مساكنهم، و صبوا جام غضبهم على السلطات المحلية بالبلدية، متهمين إياها بعدم التحرك لوقف نشاط مستخدمي المحاجر، بعد أن تقدموا بشكاوى عديدة للمصالح المعنية للنظر في شكواهم، رغم تنصيب لجان تحقيق بموجب الشكاوي في مخاطر المحاجر إلا أن تأخر الإفراج عن تقريرها، جعلهم السكان المتضررون يقدمون على الاحتجاجات ، ومنع كافة العمال من الالتحاق بأماكن عملهم.
***محاجر بدون معايير السلامة
أغلب المحاجر المنتشرة بتراب تيسمسيلت ككل لا تطبق معايير السلامة البيئية التي تقضي بالحفاظ على صحة المواطن بالدرجة الأولى والاندماج في مشروع وزارة البيئة والقاضي بتخفيض الانبعاثات الصادرة من المصانع وتعد مناجم الباريت عنصر فعال في الاقتصاد الوطني بالإضافة إلى التخفيف من حدة البطالة بخلق الآلاف من مناصب العمل للمواطنين وللشباب البطال ككل ويأمل السكان أن تجد هذه المشكلة آذانا صاغية وبإيجاد المناسبة لهذه الظاهرة كضرورة العمل بالتقنيات الحديثة كاستعمال المصفاة والمرشاة وكذا الاستعمال العقلاني للمتفجرات إضافة إلى إلزام وضع نظام التعويضات لهذه البلدية لإعادة ترميم منازلهم جراء مخلفات هذه المحاجر.
***تساؤل عن مصير نتائج التحقيق
رسم السكان، علامات استفهام واسعة حيال الغموض الذي يكتنف نتائج لجنة التحقيق، التي أمر والي الولاية في سابق بتنصيبها، للنظر في الخطر الذي يحدق بالسكان والبيئة على طول سلسلة جبال الونشريس وكذا للنبش في قانونية نشاطها، والتي تشكلت من نوابا من المجلس الشعبي الولائي، وممثلي عن مصالح المناجم والطاقة، والبيئة والغابات وجاء ذلك عقب سلسلة من الشكاوي، لكن التماطل الحاصل في حل قضية المحاجر والتأخير المتعمد دفع السكان لطرح العديد من التساؤلات حول جدوى تنصيب لجنة مادام أن التقرير لم يظهر بعد، بالإضافة للمخاوف التي أبداها السكان حول قدرة أصحاب المحاجر على قبر الملف، مادام أنهم يتمتعون بنفوذ كبير على حساب معاناة المواطنين المستمرة مع الغبار المتناثر عليهم من المحاجر الموجودة بالقرب من مساكنهم، مما دفعهم اكثر من مرة للمطالبة بغلقهما، في محاولة منهم للضغط على أصحابها بعد الشكاوي المتكررة التي رفعوها للسلطات المعنية، والتي كانت معززة بتقارير بيئية تظهر خطورة.