خطر الإصابة بالايدز و الكبد الفيروسي بسبب الوسائل غير المعقمة مديرية الشؤون الدينية تدق ناقوس الخطر
انتشرت نقاط ممارسة الحجامة كالفطريات بمختلف شوارع وأحياء وهران، خاصة تلك الفوضوية التي باتت تهدد صحة المواطنين وتضاعف في انتشار الأمراض المعدية التي غالبا ما تنتقل عن طريق الدم، كداء الايدز والكبد الفيروسي وغيرهما من العلل الخطيرة . وما شدّ انتباهنا مؤخرا هو تلك اللافتات التي صارت تعلّق هنا وهناك من أجل لفت انتباه الزبون واستقطابه لإجراء الحجامة، هذا الأخير الذي لا يفكر و للأسف فيما إذا كانت هذه المحلات مرخصة أو تنشط بطريقة عشوائية ، الأمر الذي يؤثر على صحته بطريقة سلبية، فرغم أن الحجامة قد أقرها ديننا الحنيف إلا أن الكثير من ممارسيها لا يُراعون الشروط الصحيّة في استعمالها في ظل غياب الرّقابة من قبل الجهات المعنية، الأمر الذي بات يثير الكثير من التّساؤلات حول واقع هذه الممارسات الفوضوية وحول كيفية التعامل مع المريض والأدوات المستعملة في الحجامة ، وفيما إذا كانت معقّمة وصحيّة ، لكن ما هو أكيد أن غالبية هذه البؤر باتت تضرب قوانين الممارسة عرض الحائط وسط إقبال عدد كبير من السكان غير الواعين في سبيل الكسب السريع الذي بات ملاذ الكثير من دعاة الحجامة . إقبال كبير بالمناطق الشعبية وما لوحظ خلال استطلاعنا هذا أن هذه النقاط الفوضوية للحجامة منتشرة بكثرة عبر البلديات والأحياء الشعبية مثل ضواحي بلدية بلقايد، حي الصنوبر "البلونتير"، سيدي الهواري، بئر الجئر، سيدي البشير، واد تليلات، عين البيّة ، حي كوكا وغيرها من المناطق المعزولة التي ينشط فيها هؤلاء الفوضويين دون قيد أو شروط ، لاسيما في هذه الفترة الربيعية التي تعدّ أنسب الأوقات الفصلية لإجرائها ، وفي هذا الصدد أكد بعض الأطباء أن هناك مضاعفات جد سلبية في حال ما إذا كانت الوسائل المستعملة غير معقمة كالنزيف الحاد و انتشار أمراض مُعدية قد تؤدي إلى الوفاة أحيانا، وعليه فقد نصح المختصون بضرورة الإقبال على المحلات القانونية أي المرخّصة التي تستوفي جميع الشروط الطبية الضرورية والتي تنشط على شاكلة الطب البديل من خلال استعمال طرق الطب الحديث. ضرورة تدخل الجهات المعنية من جهتها برّأت مصالح مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بوهران نفسها من انتشار الحجامة بطرق عشوائية، حيث كشف رئيس مصلحة التعليم القرآني والتكوين والثقافة الإسلامية السيد بوخماشة المخفي أن كل الأئمة بمساجد الولاية ممنوعين منعا باتّا من ممارسة الحجامة أو أي ممارسات تحت غطاء الرقية ، مشيرا إلى أن مصالح الشؤون الدينية لا سلطة لها في مراقبة هذه المراكز، وفيما يخص شرعية الحجامة أكد الأستاذ بوخماشة أنّ النهج الديني والفقهي أجاز هذه الممارسة، وحديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم خير دليل على ذلك، نظرا لفوائدها الصحية والطبية ، وهي محببة في النصف الثاني الهجري و الأخير وأيام الاثنين والخميس ، كما حثّ محدثنا على ضرورة مراعاة ظروف استعمالها،في ظل انتشار وارتفاع حالات الأمراض المعدية في مقدمتها التهاب الكبد الفيروسي فضلا عن تنقل الأمراض الخطيرة عن طريق الدم ، كاشفا في ذات الصدد أن العمل بطرق عشوائية دون ترخيص من الدولة يستوجب تدخل الجهات المعنية بما فيها وزارتي الصحة والتجارة، فضلا عن الجهات الأمنية، وذلك من أجل مراقبة الوسائل المعقمة وظروف أداء الحجامة، مع وجوب مراعاة الحالات المصابة بأمراض مزمنة كمرضى السكري والضغط الدموي وما إلى ذلك من أمراض حرجة.