بعد أن طالتها أفعال السحر عادة الحناء تُلغى من الأعراس الجزائرية مع افتتاح موسم الأعراس خلال هذا الصيف انطلقت المواكب وأبواق السيارات عبر الأحياء والشوارع إذ مازالت الأعراس الجزائرية تحافظ على بعض أجوائها وعاداتها لكن لا ننفي أن هناك عادات ألغيت بفعل فاعلين على رأسها عادة الحناء التي على الرغم من عراقتها كعادة لجلب الفأل الحسن وجمع الأحباب والأقارب إلا أن بعض الأفعال التي طالتها والتي من شأنها أذية العريس أو العروس أو الاثنين معا أجبرت أغلب العائلات على إلغائها. نسيمة خباجة كانت فيما مضى عادة الحناء من بين المراسم التي لا تغيب عن أي عرس بحيث تمسكت بها العائلات كإرث عريق من الماضي الجميل فالحناء رمز للفرحة والغبطة في المناسبات السعيدة مهما كان نوعها على غرار الأعراس وحفلات الختان بحيث يتجمّع فيها الأقارب وتسند مهمة وضع الحناء وتخضيب الأيدي إلى كبيرة العائلة كرمز للبركة ومن باب التقدير والاحترام والتيمن بالخير والحياة السعيدة. لكن في الوقت الحالي اضطرت أغلب العائلات إلى إلغاء العرف بعد أن طالته بعض الشبهات وباتت الأنفس الخبيثة تترصد القيام بالعادة لتتسلل بين الأقارب بغية أخذ كمية من الحناء بأي طريقة لغاية الإيذاء وممارسة طقوس السحر والشعوذة وهو ما كشفته التجارب في الكثير من المرات وما تسرده وقائع حدثت فعلا في الأعراس الجزائرية التي تحولت فيها الفرحة إلى حزن بسبب الأفعال المشينة للبعض بحيث يتم الغدر بالعروس أو العريس لمنع إتمام خطوة الزواج لدوافع وغايات انتقامية. أعين تترقّب الحناء اقتربنا من العديد من العائلات المقبلة على إقامة أعراس لأبنائها وحتى من عرائس فأجمعن على أنه لا إحياء للعادة في أعراسهم بسبب ما طالها من أفعال من طرف أعين تترقّب الحناء وأحيانا نجد أغرابا يتسلّلون وسط المقرّبين من العروس لسرقة كمية من الحناء في حين أنها من الأجدر أن تكون في حدود ضيقة للأهل والأقارب. تقول الآنسة أسمهان مقبلة على الزواج هذا الصيف إن الحناء عرف جميل ويزيد العرس بهجة وفرحة ورغم أنها تحب الحناء كثيرا إلا أنها سوف تلغيها من عرسها تجنبا لأي ضرر قد يلحقها من الأعين التي تترصدها فصارت الثقة معيارا غائبا لاسيما بعدما كشفته حملات تنظيف المقابر من أسحار استهدفت العرسان وحطّمت حياتهم لذلك وجدت نفسها تدفع كل الشبهات قبل حدوثها وحتى ولو فكّرت في وضع الحناء كفأل حسن في عرسها فسوف تكون في بيتهم قبل زفها إلى بيت العريس وتتكفل بالمهمة أمّها دون حضور المدعوين. السيدة فريدة مُقبلة على تزويج ابنها بعد أيام قالت إن الحناء عادة جميلة لكن ما بات يحدث أرعب العائلات المقبلة على إقامة أفراح أبنائها بحيث صارت حناء العريس أو العروس مستهدفة دوما من طرف بعض المنتقمين لنوايا سيئة فمن الأفضل إلغاء العرف بدل الدخول في تلك المتاهات أو وضع الحناء في حدود ضيقة بحضور الوالدين والإخوة والأخوات تجنبا لتلك الأفعال. الحاجة فطيمة في العقد الثامن قالت: وا أسفاه .. بعد أن غاب عرف جميل عن الأعراس فهي شخصيا خضّبت أيدي العديد من العرائس على مستوى عائلتها وكانت مهمة الحناء دائما توكل إليها بحكم السّن كما أنها تُتقن جيدا عادة التقدام التي ترافق عادة الحناء لتعلو الزغاريد من ذوات الحناجر الذهبية كل تلك الأشياء الجميلة ألغيت في زمن الغدر والخيانة فبالأمس لم نكن نصطدم بمثل هذه المواقف وكانت كل العازبات يخضّبن أيديهن بالحناء مع العروس كفأل حسن من أجل تعجيل زواجهن لكن في الوقت الحالي انتابت الشكوك كثيرين وغابت النوايا الحسنة وفعلا هو عرف جميل جدّا ورثناه منذ سنوات خلت في أعراسنا طالته تلك الممارسات الغريبة من أشخاص مرضى نفسيا. لقد كانت عادة وضع الحناء عادة عريقة وجميلة تزيّن طقوسها الممتعة أجواء العرس إذ غالبا ما ترافقها عادة التقدام وهو إيقاع جميل تردده النسوة بطريقة رائعة لترافقه أيضا الزغاريد القوية لكنها غابت في الوقت الحالي تجنبا لأفعال السحر والشعوذة التي ألغت كل ما هو جميل.