طالبت الجمعية الولائية " الشيخ العلوي" للصوفية و الثقافة بتلمسان بدراسة تاريخ قرية عين الحوت العتيقة الواقعة شمال مدينة تلمسان، لما لها من عراقة كبيرة خصوصا أنها تأسست في القرن الثامن ميلادي، وقد أجريت حولها الكثير من المذكرات العلمية والرسائل الجامعية ، وكذا البحوث التي أجراها الأجانب الذين جاؤوا من إسبانيا و آسيا الوسطى منهم " تشيك مستر"، وما أثار فضول هؤلاء في البحث و التنقيب هو تاريخ القرية المرتبط بسلالة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، من خلال الهجرة التي شهدها المغرب الإسلامي، وهي فترة تستدعي الكشف عن حقائقها و خباياها، ضف إلى ذلك أن المنطقة ضمت العديد من العلماء و الصالحين الذين كونوا من علومهم خلاصة التراث اللامادي الثقافي . ومن جهة أخرى فإن قرية عين الحوت تتوفر على كهوف غريبة مثل "غيران الريح " التي يرجح أن تعود لفترة نهاية القرن ال 19 ميلادي، و مغارة "الغولة" الأسطورة الشائعة بالمنطقة، إضافة إلى مغارة" سيدي عبد الله" الذي يقال عنه أنه ضرب بعصاه الأرض فانبثقت مياه العين ، إلى جانب " جبل الرصاص الرباني" و غيرها من المعالم التي هي بحاجة للتوثيق العلمي و التاريخي ناهيك عن الأضرحة و الطقوس، و حسبما أشارت إليه ذات الجمعية فإن عين الحوت متشعبة الرموز، إذا ما تم تسليط الضوء على الصخرة المتواجدة بمسجد أغادير و التي يعود تاريخها إلى عهد إدريس الثاني الذي تقلد إمارتها، والتي تتميز بكتابة لاتينية هي " الإلاه أوسافا" ومعناه " الله شافي "، وهي العبارة التي انتبه لها جورج مارساي في العهد الاستعماري، ما يؤكد أنها تستحق التمحيص العلمي و التدقيق اللغوي. وفي ذات السياق تطالب جمعية الشيخ العلوي للصوفية و الثقافة بدراسة تاريخ القرية من قبل مختصين في الأنثروبولوجيا و علم الآثار ، مع تسليط الضوء على نصوص السليمانيين و الأدارسة كون الحديث تمحور في الماضي فقط عن " مولاي محمد " حتى تصبح الأحداث التاريخية آمنة من الخلط و الغلط ، وهذا لا يتحقق إلا بتدخل المركز الوطني ما قبل التاريخ وعلم الإنسان لتوضيح رؤى القرية التي قيل عنها محطة و مهد لأول أسرة شريفة ملكت المغرب الأوسط ، و ما نشير إليه أن جمعية الشيخ العلوي سبق لها أن نظمت طبعتين لملتقى حول عين الحوت بغرض إعطاء فرصة للباحثين من ربوع الوطن و خارجه للتعمق دراسة القرية تاريخيا