-البلدية غائبة ومحافظة الغابات تؤكد أن صلاحيتها لاتتعدى الإجراءات الإدارية كثرت الاشاعات هذه الأيام عن ترقب إعادة إسكان قاطني البنايات الفوضوية المتواجدة بمنطقة كوكا خاصة مع اقتراب عملية الترحيل المقررة قبل الدخول المدرسي و التي ستمس قاطني البنايات الهشة ، الأمر الذي وسع من دائرة البناءات الفوضوية بالمنطقة الغابية لكوكا من قبل تجار البزنسة الذين قاموا بتجزئتها الى عدة مساحات و بيعها للعديد من المواطنين مقابل مبالغ مالية متفاوتة لا تقل عن العشرين مليون سنتيم للقطعة الارضية و 70 مليون للكوخ ، و للاطلاع على هذا الوضع عن قرب تنقلت "جريدة الجمهورية" صبيحة أمس الى هذه الجهة في حدود الساعة الحادية عشر صباحا حيث صادفنا بعضا من المواطنين و بنائين يقومون بتشييد منازل فوضوية بغابة كوكا في وضح النهار في راحة تامة دون أي خوف في ظل غياب الرقابة رغم أن الغابة لا تبعد مسافتها سوى ب 5 دقائق عن مقر القطاع الحضري لبوعمامة . حيث أصبحت غابة كوكا للبيع من قبل الانتهازيين الذين استولوا على مساحات معتبرة من أراضيها بطرق غير قانونية و حولوها الى حزام أسود لا يمكن التخلص منه بسهولة حيث صرح لنا أحد قاطني المنطقة أنه قام بشراء بيت فوضوي يتكون من غرفتين صغيرتي الحجم مقابل 70 مليون سنتيم في الوقت الذي أصبحت تباع فيه بعض الأراضي التي يتم تقسيمها بما لا يقل عن 20 مليون سنتيم و أخرى ب 30 مليون سنتيم ، و أشار آخر الى أنه عانى من مشكل السكن طيلة سنوات مع زوجته و ابنيه ورغم أنه عامل الا أنه لم يتمكن من كراء منزلا نظرا لتدني راتبه الشهري مما جعله يلجأ الى شراء أرض بالغابة مقابل مبلغ 30 مليون سنتيم و هذا منذ شهر أملا في أن يحظى بسكن لائق قريبا مع عملية الترحيل التي يترقبها العديد من سكان كوكا هذه الأيام حسبه . البؤر التعفية تميز الحي القصديري لغياب الشبكات القاعدية و تجدر الاشارة الى أن سكان البنايات الفوضوية التي أنجزت بتلك المنطقة لجؤوا الى سرقة كوابل الكهرباء من الأعمدة الكهربائية كحل للإنارة و المياه أيضا و التي جعلت مؤسسة سونلغاز و سيور تتكبد العديد من الخسائر ، و لكن غياب قنوات الصرف و استفحال البؤر التعفنية ظل يستقطب الكلاب الضالة و الجرذان و الفئران التي أصبحت تميز تلك الجهة و التي تعرض من خلالها بعض السكان الى العضات و الى لسعات الافاعي تبعا لما أوضحه عدد من القاطنين الذين أشاروا الى أنهم على دراية تامة بأن تشييد مثل هذه البنايات غير مطابق للقانون و لكنهم لم يجدوا سبيلا أمامهم سوى تجار البزنسة الذين باعوا أراضي و قاموا بإنجاز تلك البيوت التي تعد مجرد أكواخ تنعدم لجميع الشروط و دعوا السلطات المحلية الى ضرورة أخذهم بعين الاعتبار و اخراجهم من المعاناة بترحيلهم الى شقق جديدة و نوهوا الى أن القصدير هو ملاذهم الوحيد للتخلص من مشكل السكن الذي أرهقهم خاصة و أن الكثير منهم بطالين و غير قادرين على مصاريف تأجير أي منزل حيث قاموا ببناء غرفتين بالنسبة لبعض ممن دخلنا بيوتهم و التي تحوي غرفتين و شبه مطبخ و فناء صغير قاموا بتزيينها من الداخل و تعليق المقعرات الهوائية بها في حين كان الوضع يثير الاشمئزاز بالنسبة لمنازل أخرى و التي تعد جد ضيقة و تفتقر لكل شيء اضافة الى كونها أنجزت بغابة تتحول بسقوط قطرات من الأمطار الى برك من الأوحال تعيق الحركة . فرغم تعليمات المسؤول الأول عن الولاية بضرورة متابعة هذا الملف و التنسيق بين مختلف الجهات الفاعلة لوقف زحف البناء الفوضوي الا أن القرارات ضربت عرض الحائط من قبل المعنيين بالأمر و الذين باتوا يرمون الكرة بين بعضهم حيث أكد محافظ الغابات لولاية وهران أن استفحال ظاهرة البنايات الفوضوية في تواصل مستمر عبر الكثير من أنحاء الولاية و خاصة بكوكا و أكدوا بأن صلاحياتهم لا تخول لهم الأحقية في اتخاذ أي اجراء هدم بل يمكنهم القيام بالإجراءات الادارية فقط ، أما عن مصالح البلدية و منها القطاع الحضري بوعمامة المعني بانتشار هذه الظاهرة فصرح مديره أنهم قاموا بتعيين مراقبين لمتابعة أي عملية بناء من أجل التدخل الفوري و تحرير تسخيرات توجه الى بلدية وهران للمصادقة عليها و منه يتم تبليغ مصالح الدرك بغية تحديد تاريخ الهدم . -تحرير 15 محضرا و أوضح المتحدث أنهم قاموا خلال اليومين الفارطين بتحرير 15 تسخيرة هدم تتعلق ببنايات فوضوية تم تشييدها منذ مدة و التي لم يتدخل بشأنها من قبل المسؤولين السابقين لأسباب تبقى مجهولة حسب المتحدث و أشار الى أن عدد البنايات الفوضوية بلغ بمنطقة كوكا في آخر احصاء بها 700 بناية انجزت بعد عام 2011 ، و لكن الواقع يبقى العكس تماما و تبقى غياب الرقابة هي السبب الرئيسي و المباشر في انتشار القصدير بالولاية و قد وقفنا عليه خلال خرجة استطلاعية قامت بها "جريدة الجمهورية " و تجدر الاشارة الى أن القصدير لا يزال يميز الكثير من المناطق المتواجدة عبر تراب الولاية على غرار سيدي البشير و بوجمعة و منطقة النجمة و سيدي الشحمي و السانيا و مسرغين و غيرها من البلديات رغم الجهود التي تم بذلتها السلطات المحلية للحد منها أين خصصت حصة هامة من السكنات الاجتماعية الايجاريةلا عادة اسكان قاطنيها على غرار تلك التي كانت متواجدة بمنطقة عين البيضاء و شكلاوة و حاسي بن عقبة و غيرها لتبقى هذه الظاهرة في توسع متواصل في ظل عدم التزام المنتخبين بالتعليمات التي وجهت لهم من قبل المسؤول الاول عن الولاية القصدير الذي شوه المظهر الحضري للمنطقة و من خلالها الولاية في ظل غياب الرقابة و المتابعة و عدم الالتزام بتعليمات والي وهران السيد عبد الغني زعلان الذي شدد على ضرورة محاربة هذه الظاهرة و وقف زحفها خاصة و أنها أصبحت تعطي وجها مشينا للولاية و تشكل حزاما أسودا بها