ترى الباحثة في علم الاجتماع و الأنثروبولوجيا زمور غانية أن الخيانة الزوجية بمفهومها الاجتماعي يتمثل في ظاهرة سلبية و هي إقدام أحد الزوجين عن التخلي عن شريك حياته من أجل شخص آخر ، ظاهرة موجودة في مختلف المجتمعات الإنسانية ولكنها تختلف من مجتمع لآخر حسب النظم والسنن الأخلاقية المفروضة و هي تنشأ لوجود خلل ما في العلاقة الطبيعية التي تربط بين الأزواج بسبب بعض السلبيات أو التأثير الخارجي للثقافات والحضارات فتؤدي إلى زعزعة النظام الأسري وتفككه نتيجة للصراع القائم بين أفراده . و من بين أهم أسباب استفحال هذه الظاهرة هو انعدام الوازع الديني و نقص الوعي لدى الأفراد بأن الخيانة الزوجية تندرج ضمن المحرمات وهي تمثل تماما "الزنا" و التي تم تغيير مصطلحها الدلالي إلى عبارة "كسر الملل أو الزهو أو حب الاكتشاف" و كذلك بعض المقولات التي أرادت أن تفرض ذاتها مثل " من حقي نعيش حياتي" " الراجل ما يتعابش" نحب مرتي بصح نخلييها للدار برك " كل هذه العبارات هي مساحيق منتهية الصلاحية لتجميل وجه قبيح . كذلك الحرمان الذي يعيشه أحد الطرفين و إحساسه بالنقص أو عدم اهتمام الطرف الآخر به سيؤدي للبحث عن وسيلة من أجل ملأ هذا الفراغ و إشباع حاجيات الذات ، فعند الرجل يكون بحثه أكثر عن الحنان و رغبته في خوض قصص حب و التي تبدأ بمقارنة زوجته بنساء أخريات و خاصة الكائنات الساكنات في الفضائيات بآخر صيحات التجميل ماكياجا و لبسا . زد على ذلك عدم التكافؤ الزواجي و برودة الحياة الزوجية بعد الإنجاب و إصابة كلا الزوجين بالملل ،و الرغبة في العودة الى زمن العزوبة و الحرية ،وهذا ما يكون بفعل شعور أحد الطرفين أو كليهما أنه اقترف خطأ في اختياره لشريك حياته . و فد ظهرت دراسات حديثة عن الخيانة فلقد قدم "احمد محمود القاسم " دراسة في الحوار المتمدن العلاقات الجنسية و الأسرية حيث تطرق من خلال دراسته إلى أن الخيانة الزوجية مفهوم اجتماعي ، تبدل وتطور كثيراً عبر العصور ، إلا انه بقي يترك الفارق شاسعاً ، إن لم يكن متناقضاً، بين توجيه هذه الصفة إلى الزوجة أو إلى الزوج ، فالمرأة ، غالباً ما كانت توصف بالخائنة ، ويتم تحميلها كامل المسؤلية ، حتى في حالة خيانة زوجها لها ، فيما خيانة الزوج ، توصف بأنها رجولة ، في بعض المجتمعات الريفية... أو في أسوأ الاحتمالات، نزوة عابرة و مقبولة ، والخيانة الزوجية في العصر الحديث ، قد تكون وصفة للزواج الناجح والمتواصل في بعض المجتمعات الغربية شرط أن تكون موسمية ، وغير متكررة كثيرا. لا تزال الخيانة الزوجية ، تعتبر أمرا غير مشروع وغير مقبول ، حتى في الدول التي تندرج في خانة التطور والانفتاح ، كما أن المرأة تتهم في مجتمعات أخرى بالخيانة ، حتى إذا خانت قسراً ، بفعل تعرضها للاغتصاب ، وقد حصل هذا الأمر فعلاً في دول مثل باكستان ونيجيريا، خلال المشكلات الإثنية التي شهدتها البلاد. إن آثار الخيانة الزوجية على الأبناء قد تؤدي إلى دمار الأسرة فغالبا ما يحدث الطلاق إذا اكتشف الطرف الآخر الخيانة التي قد تؤدي إلى حد القتل لغسل العار كما هو معمول به في الكثير من المجتمعات العربية .