تطرق الشّيخ محمّد المأمون القاسميّ الحسنيّ، عميد جامع الجزائر وشاهين بن غانم الغانم، وزير الأوقاف والشؤون الإسلاميّة القطري الى سبل التّعاون بين مؤسّسات جامع الجزائر ونظيراتها بدولة قطر؛ كما تناولا بالنّقاش أهداف مجمع الفقه الإسلاميّ الدّوليّ ودوره المحوريّ في دراسة النوازل، والقضايا المعاصرة وإصدار قرارات تعتمد عليها مختلف المؤسّسات في العالم الإسلاميّ. وتطرق الطرفان لهذا بحضور سفير الجزائر في قطر، صالح عطية على هامش أعمال الدّورة السّادسة والعشرين لمجمع الفقه الإسلاميّ الدّوليّ، في الدوحة؛ حيث تتواصل أعمال المجمع الفقهي، التي تأتي في ظلّ تحدّيات متسارعة يشهدها العالم الإسلاميّ. ويعدّ المجمع منصّة علميّة تجمع نخبة من العلماء والخبراء من مختلف الدول الإسلامية. يُشارك في أعمال الدورة الحالية أكثر من (250) عالم، من الجنسين، يمثّلون صفوة أهل العلم الشرعيّ وذوي الخبرة، في مختلف التخصّصات العلميّة؛ وينتمون إلى الدّول الأعضاء في منظّمة التعاون الإسلاميّ. تركّز الدّورة السّادسة والعشرون على قضايا راهنة تمسّ حياة المسلمين، وتستجيب لمتطلّبات العصر، من أبرزها قضايا مستجدّة في رعاية الطفولة، وما تفرضه من تحدّيات تربويّة واجتماعيّة، في ظلّ التحوّلات الحديثة الذكاء الاصطناعيّ أحكامه، وضوابطه، وأخلاقيّاته، في ظلّ الثورة الرقميّة، وتنامي تطبيقات الذكاء الاصطناعيّ، وتأثيرها في القيم والمعاملات. دليل الاستصحاب وتطبيقاته في النّوازل والمستجدّات المعاصرة، بما يسهم في ضبط الفتوى واستقرار الأحكام، الألعاب الإلكترونيّة أحكامها وضوابطها، وأثرها في النشء وسلوكياتهم، أثر الأمراض النفسيّة في الأهليّة، في الشريعة الإسلاميّة، استجابة للوعي المتزايد بقضايا الصحة النفسيّة؛ نوازل ومستجدّات في صناعة الماليّة الإسلاميّة، وحوكمة المؤسّسات الماليّة ومناقشة قضايا الحلال. تكمن أهمّيّة هذه الموضوعات في كونها تمثّل قضايا عمليّة وملحّة، تتطلّب اجتهادا جماعيّا أصيلا، يوازن بين ثوابت الشريعة ومتغيّرات الواقع ومستجدّاته؛ ويقدّم حلولا شرعيّة رصينة تقود إلى استقرار المجتمعات، وتعزّز القدرة على مواجهة التحدّيات الفكريّة والتقنيّة والاجتماعيّة. تُعدّ هذه الدّورة الأكبر في تاريخ المجمعِ، من حيث عدد البحوث المقدّمة (187 بحثا)، وعدد المشاركين؛ ممّا يعكس مكانة المجمع وأهمّية رسالته، وريادته في الاجتهاد المؤسّسيّ المعاصر.