دعا وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، اليوم السبت من ولاية سطيف، إلى ضرورة ترسيخ الثقافة التاريخية وسط الشباب، وتعزيز ارتباطهم بتضحيات جيل الثورة التحريرية، حفاظاً على الذاكرة الوطنية من النسيان. وفي تصريح صحفي على هامش زيارة عمل قادته إلى عدد من المشاريع التابعة لقطاعه، شدّد الوزير على أهمية تعريف الأجيال الصاعدة بتاريخهم الوطني من خلال زيارة المرافق والمعالم التذكارية، مشيراً إلى أن ذلك يمثل إحدى الوسائل الفعالة للحفاظ على الصلة المعنوية مع كفاح الأبطال الذين ضحوا من أجل استرجاع السيادة الوطنية. وأكد ربيقة أن العناية بالمعالم التاريخية تأتي تنفيذاً لتعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الرامية إلى صون الذاكرة الوطنية، معتبراً أن هذه المعالم تمثل جزءاً لا يتجزأ من التراث التاريخي المرتبط بفترة الاستعمار وثورة التحرير. وفي هذا السياق، أشار إلى مشروع تهيئة معتقل قصر الطير ببلدية قصر الأبطال، الذي سيتم تحويله إلى موقع سياحي تاريخي لتعريف الشباب بفظائع الاستعمار الفرنسي، مؤكداً على أهمية الحفاظ على خصوصياته المعمارية، وتخصيص غلاف مالي قدره 30 مليون دينار جزائري لهذا الغرض، مع إشراك مختصين في عملية الترميم. كما دعا الوزير إلى جمع شهادات حية من المجاهدين الذين عاشوا تلك المرحلة لتوثيق جرائم التعذيب التي تعرض لها أكثر من 3 آلاف معتقل. وشملت الزيارة أيضاً تفقد ثكنة عسكرية أقامها الاستعمار سنة 1957 ببلدية الحامة، حيث دعا ربيقة إلى الإسراع في أشغال تهيئتها نظراً لأهميتها التاريخية. وفي ختام زيارته، أعطى إشارة انطلاق أشغال تهيئة مقبرة الشهداء ببلدية عين أزال، في إطار مشروع يشمل ترميم سبع مقابر موزعة عبر تراب الولاية، كما قدم واجب العزاء لعائلة المجاهد الراحل قرة بن قانة، مجدداً التأكيد على متابعة أوضاع المجاهدين وذوي الحقوق، ومشيداً بتضحياتهم الخالدة في مسيرة تحرير الوطن.