خطّة جديدة لتغيير وجه المدينة بعد غزّة المستوطنون يستبيحون الضفّة الغربية صعدت سلطات الاحتلال ومجموعات المستوطنين من هجماتها في سلفيت ونابلس والخليل وأعلنت عن أحدث خطة استيطانية بهدف تغيير وجه الضفّة الغربية عبر تخصيص 30 مليون شيكل لتخطيط بناء 13 مستوطنة جديدة وخمس مناطق صناعية استيطانيّة وأصيب عدد من المواطنين بحروق خلال محاولة التصدي لهجوم شنه 200 مستوطن على بلدة بروقين غرب سلفيت أحرقوا خلاله منازل ومركبات للمواطنين. ق.د/وكالات اقتحمت قوات الاحتلال أمس السبت مدن جنين ونابلس في الضفّة الغربية المحتلة وقامت بمداهمة عدة منازل وتنفيذ حملة اعتقالات فيما كانت قوات الاحتلال اقتحمت بلدة كفر اللبد شرق طولكرم وأقامت حواجز في البلدة واعتقلت شابين. وعلى صعيد اعتداءات المستوطنين قامت مجموعات من المستوطنين بهدم منشآت زراعية في تجمع عرب المليحات الواقع قرب منطقة المعرجات شمال أريحا كما هاجمت مجموعات أخرى منطقة حوارة شرق يطا جنوب الخليل واقتلعوا أشجار الزيتون فيما أحرق مستوطنون أرضاً بين قريتي المغير وأبو فلاح شرق مدينة رام الله. *إنقاذ سكان المنازل وفور بدء الهجوم على البيوت أُطلقت مناشدات عبر المساجد للتصدي للمستوطنين وللمساعدة في إخماد الحرائق وإنقاذ سكان المنازل المستهدفة. وجاء هجوم المستوطنين بعد تجدد اقتحام قوات الاحتلال للبلدة إذ أغلقت بعض الشوارع الداخلية وداهمت عدة منازل وفتشتها واعتقلت الطفل أيمن عمر سند. وكانت قوات الاحتلال انسحبت من بروقين بعد ظهر الخميس عقب عدوان استمر تسعة أيام متواصلة أعدمت خلاله الشاب نائل سمارة واحتجزت جثمانه واعتقلت آخرين وخلفت دمارا كبيرا في المنازل التي داهمتها كما أخذت قياسات منزل الشهيد سمارة تمهيدًا لهدمه. تأتي هذه الاعتداءات المتصاعدة بينما أعلن الاحتلال رسميا عن بدء تنفيذ المرحلة الأولى من خطة استيطانية ضخمة في شمال الضفّة الغربية بادّعاء الرد على عملية إطلاق النار قرب بلدة بروقين غرب سلفيت الأسبوع الماضي والتي أسفرت عن مقتل مستوطنة. وفي خيمة أقيمت في موقع العملية عقد وزير البناء والإسكان يتسحاق غولدكنوبف برفقة رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفّة يوسي داغان مؤتمرا صحافيا كشف فيه عن تخصيص 30 مليون شيكل لتخطيط بناء 13 مستوطنة جديدة وخمس مناطق صناعية استيطانيّة ضمن ما وصفوه ب الرد القيمي والحازم على ما أسموه الإرهاب . وتشمل الخطة بناء نحو 40 000 وحدة سكنية في شمال الضفّة إلى جانب 10 000 وحدة في وسطها و8 000 في منطقة سنام الجبل بالإضافة إلى استئناف الاستيطان في مستوطنات أُخليت ضمن خطة فك الارتباط مثل صانور و حوميش و كاديم و غنيم حيث يسعى داغان لإقامة مستوطنة يبلغ عدد سكانها 46 ألف نسمة على أراضي المستوطنات المُخلاة. أما مستوطنة حوميش فمن المتوقع أن تضم في المستقبل 15 ألف مستوطن و سانور ستتحول إلى مستوطنة فنية ومركز سياحي يسكنه 300 شخص. خطة طويلة الأمد وسيقام أيضا مطار جديد ونقطة استيطانية في جبل عيبال وهو ما يراه المستوطنون موقعا ذات أهمية دينية وتاريخية . وسيتم التخطيط بتمويل وزارة البناء وبدعم مباشر من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش وعضو الكنيست تسفي سوكوت ضمن خطة طويلة الأمد تهدف لوصول عدد المستوطنين في الضفّة إلى مليون. يُذكر أن سلسلة مستوطنات غاف ههار أو سنام الجبل تتكون من مستوطنات كبيرة نسبيا في منطقة نابلس هي: ايتمار (مقامة على أراضي عورتا وبيت فوريك) ألون موريه (مقامة على أراضي بيت فوريك) هار براخا (أراضي بورين وكفر قليل وعراق بورين) يتسهار (أراضي بورين ومادما وعصيرة القبلية وعوريف وعينبوس وحوارة) ويتبع لكل واحدة منها عددٌ كبيرٌ ومتغيرٌ من البؤر الاستيطانية غير المرخصة وهذه البؤر معاقل لتنظيم تدفيع الثمن . ويُشكل مجموع هذه المستوطنات عنقودا يفصل مدينة نابلس عن الغور وعن جنوبها الشرقي. وصرّح بتسلئيل سموتريتش: سنخطط ل13 مستوطنة جديدة و5 مناطق صناعية كجزء من خطة لمليون مستوطن في الضفّة وذلك من منطلق استجابة أمنية صهيونية واقتصادية . أما عضو الكنيست تسفي سوكوت فقال إن مشروع مليون مستوطن سيُنهي كابوس دولة إرهاب عربية ويُنعش الاقتصاد ويوفر مساكن بأسعار معقولة. وفي سياق متصل أقدم مستوطنون على سرقة أكثر من 30 رأسا من الأغنام في مسافر يطا جنوب الخليل. وقال الناشط الإعلامي أسامة مخامرة إن مجموعة من المستوطنين المسلحين سرقوا قطيعا من الأغنام يزيد عن 30 رأسا تعود للمواطن أشرف العمور من خربة الركيز بمسافر يطا. وأضاف أن المستوطنين تسللوا إلى حظيرة الأغنام ونفذوا عملية السرقة في ساعات متأخرة من الليل وتم اكتشافهم من خلال كاميرات المراقبة الموجود في المنطقة. هدم خيام وعرائش وفي ذات السياق أقدم مستوطنون على هدم ست خيام وعرائش في منطقة البويب شرق بلدة يطا جنوب الخليل. وقال الناشط الإعلامي أسامة مخامرة إن مستوطنين من بني حيف هدموا ثلاثة خيام وثلاثة عرائش لعائلة عثمان المهانية في منطقة البويب الواقعة شمال شرق يطا. وأضاف أنه تم بناء الخيام الأسبوع الماضي بعد انتزاع قرار من محكمة الاحتلال حصل عليه أهالي المنطقة. وفي الأغوار شرع مستوطنون بتسييج مساحات من أراضي عين الحلوة في الأغوار الشمالية. وأفاد رئيس مجلس قروي المالح والمضارب البدوية مهدي دراغمة بأن المستعمرين واصلوا منذ ساعات الليل عمليات تسييج أراض في الجهة الغربية من عين الحلوة علما أن نسبة كبيرة من هذه الأراضي مملوكة بالطابو للمواطنين. وأضاف أن المستوطنين ينوون إقامة جدار شائك في المنطقة على غرار ما قاموا به سابقا في مناطق أخرى من عين الحلوة وإغلاقها بشكل كامل. فيما أشار مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات إلى أن أعمال التسييج هذه تؤدي إلى إغلاق كامل لهذه الأراضي وإقامة جدار شائك يمنع المواطنين من الوصول إلى أراضيهم ومراعيهم وبالتالي ضم هذه الأراضي لصالح البؤر الاستعمارية القريبة المقامة في منطقتي أبو القندول وأم الجمال. وفي نابلس هاجم مستوطنون مركبات المواطنين قرب حاجزي عورتا جنوب نابلس وصرة غربا. وأفادت مصادر محلية بأن مستوطنين هاجموا مركبات المواطنين ومنعوهم من المرور على حاجز عورتا ورشقوا المركبات بالحجارة على حاجز صرة غربا. وفي سياق مواز قمعت قوات الاحتلال مسيرة بيتا الأسبوعية شرق نابلس حيث أطلقت قنابل صوتية وقنابل الغاز السام المسيل للدموع صوب المشاركين في الصلاة على جبل صبيح. وفي طولكرم أقدمت قوات الاحتلال على تخريب البنية التحتية لمشروع تعبيد الطريق الرابط بين قريتي نزلة عيسى وقفين شمال طولكرم بعد إنهاء العمل به يوم الخميس من قبل مجلس قروي نزلة عيسى. *احتجاز عمّال وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت الشارع بآلياتها بعد انتهاء العمل في المشروع وقامت بالاستيلاء على معدات وآليات المقاول واحتجزت العاملين ومن ثم شرعت بتجريف جزء من المشروع وتخريب بنيته التحتية في محاولة لمنع التمدد العمراني للقرية بحجة أن هذه المنطقة مصنفة ج ويمنع العمل بها. وفي سلفيت أتلفت قوات الاحتلال كميات كبيرة من اللحوم والدواجن على المدخل الغربي لبلدة كفر الديك غرب سلفيت. وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال أوقفت شاحنة تابعة لملحمة السرطاوي على المدخل الغربي للبلدة وقامت بتفريغ حمولتها من اللحوم والدواجن ثم قامت بإتلافها بشكل كامل. وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين عدوان المستوطنين على بلدة بروقين غرب سلفيت وارتكابهم جرائم حرق لعدد من المنازل والمركبات والممتلكات الفلسطينية تحت إشراف وحماية جيش الاحتلال. وشددت الخارجية على أن جرائم عصابات المستوطنين منظمة ومخطط لها في محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني كما يحصل باستمرار في مسافر يطا والأغوار.