❊ الاتحادية الوطنية للحوم الحمراء تؤيد أهل الاختصاص ❊ المذابح تتأهب للعيد ومطالب بفتح سوق جملة للّحوم الحمراء ❊ جزارون يتبرّأون من ارتفاع أسعار اللحوم المحلية وندرتها أثار العديد من المواطنين تساؤلات حول كيفية التعامل مع أضحية العيد المستوردة عقب عملية النحر. وكان في هذا الشأن لأهل الاختصاص نصائح وتوجيهات تم تقديمها من خلال عمليات التحسيس، حيث وقفت "المساء" من خلال هذا الاستطلاع، على النقاط التي لا بد من الالتزام بها في تقطيع واستعمال لحوم الأضاحي الرومانية والإسبانية، وحتى المحلية، بالإضافة الى الحديث عن أهم التحضيرات القائمة لاستقبال عيد الاضحى في ظروف "حسنة" بالعاصمة وضواحيها. تحدثت "المساء" خلال زيارتها لنقاط بيع الأضاحي المستوردة بالعاصمة، مع أهل الاختصاص من بياطرة وجزارين، وحتى موالين لهم خبرة في الميدان، الذين أكدوا أنّ هناك طرقا لا بد من الاعتماد عليها بعد عملية النحر مباشرة. وقدّموا توضيحات هامة بخصوص ذلك. توجيهات متفق عليها.. اتفق العديد من البياطرة الذين تحدثت إليهم "المساء"، على أنه يفضل بعد ذبح الأضحية، ترك اللحم يبرد لمدة 24 ساعة قبل تقطيعه، وتخزينه أو طهوه، وهذا يساعد في الحصول على لحوم طرية، وجودة عالية. كما يفضَّل عدم تناول لحم الأضحية مباشرة بعد الذبح، بل الانتظار حتى يبرد اللحم، ويُتخلص من الدم والأحماض المتواجدة به، وهو الأمر الذي أيده رئيس الاتحادية الوطنية للحوم الحمراء، مروان خير. ومن أهم النقاط المتعلقة بالتعامل مع الأضحية بعد الذبح، يوضح العارفون بهذا المجال، أنه لا بد من تبريد الذبيحة بأكملها في الثلاجة لمدة 24 ساعة، لضمان تخلص اللحم من الإجهاد الذي يسببه الذبح، وهذا يساعد في الحصول على لحم طري وخال من اللون الداكن. كما يمكن تخزين اللحم في كيس ثلاجة لمدة تصل إلى 3 أيام، أو في المجمد لمدة 7 أيام، أو في المجمد العميق لمدة 3 أشهر. ويجب التأكد من أن المجمدات تصل إلى درجة حرارة مناسبة. كما يجب عدم طهو اللحم مباشرة بعد الذبح، بل الانتظار حتى يبرد. ويفضَّل تقطيعه بعد التبريد لسهولة توزيعه وتخزينه. وإذا كان اللحم سيُشوى يجب التأكد من عدم حرقه، ويفضَّل عدم تناول لحم الأضحية على الإفطار، بل الانتظار حتى يتسنى استهلاك اللحم بكمية مناسبة. كما يفضَّل تناول اللحم مع الخضروات والفيتامينات، لتعويض النقص في الاستهلاك. ومن بين الاحتياطات، أيضا، توخي الحذر في تخزين اللحوم الحمراء، لأنها من الأطعمة الغنية بالبروتين. وقد تفسد بسرعة؛ لذا يجب غسل اللحوم جيدا قبل الطهو، والتأكد من أنها خالية من البكتيريا. ويمكن نقعها في ماء يضاف إليه الملح والخل لمدة نصف ساعة لقتل البكتيريا. وأعرب العديد من المواطنين عن تخوفهم من التعامل مع الأضاحي المستوردة بعد النحر، لجهلهم بخصوصيات الخرفان حسب بيئتها، حيث أوضح أهل الاختصاص والعارفون باللحوم الحمراء، أن المواشي الإسبانية لا تختلف عن المحلية؛ لكونها تتميز بنفس البيئة، لذا بعد النحر تجف الأضحية سريعا بعد تعرضها للهواء، عكس الأضحية الرومانية الغنية بالماء، التي تحتاج الى التبريد؛ لكونها لا تجف بسرعة. مذابح العاصمة تستعد للعيد ودائما في إطار التحضيرات لعيد الأضحى المبارك، تتأهب المذابح الأكثر نشاطا بالعاصمة، لاستقبال هذه المناسبة الدينية، بما فيها المذبح البلدي المتواجد بالحراش، شأنه شأن المذابح الخاصة التي تتجهز لاستقبال المواطنين أيام العيد في ظروف حسنة، للقيام بعملية نحر وسلخ الأضاحي وسط توفر الشروط الصحية الملائمة، مع توفير المراقبة البيطرية للأضاحي قبل وبعد عملية النحر. وتسعى المذابح لضبط برنامج خاص باستقبال الأضاحي، بتوفير شروط النظافة والمراقبة البيطرية للمواشي؛ خدمة للمواطنين يومي العيد، وتوفير جميع الشروط، وضبط كل الأمور المتعلقة بالذبح والسلخ، علما أن المذابح تُفتح في ساعات مبكرة لتسهيل العملية للجميع. وبالمقابل، ناشدت الاتحادية الوطنية للحوم الحمراء السلطات العليا للبلاد، من أجل إنجاز سوق جملة عمومي بمعايير دولية، وهو الطلب الذي لم ير النور، علما أنه مصادق عليه 4 مرات في سنوات 2006، و2018، و2020، و2022. وهذا المشروع، حسب محدث "المساء"، استثمار حقيقي هام، يساهم في استحداث مناصب شغل، ودعم الخزينة العمومية. وأوضح أن مذبح الحراش رغم صغر مساحته وخلوه من المرافق الضرورية، إلا أن مداخيله المالية جيدة، مؤكدا أن سوق الجملة للحوم الحمراء، سيضاعف من المداخيل أكثر. اللحوم المحلية غائبة عن القصابات أعرب العديد من المواطنين الذين تحدثت إليهم "المساء"، عن أسفهم الكبير لارتفاع أسعار المواشي المحلية، التي لم تعرف استقرارا في الأسواق الأسبوعية رغم اقتراب موعد عيد الأضحى، حيث أكد بعضهم أن اللحوم المحلية تكاد تنعدم في القصابات بسبب غلائها، موضحين أن تجار اللحوم هم أكبر المتضررين من ارتفاع سعر المواشي، خصوصا تجار التجزئة، حيث لاحظت "المساء" خلال زيارتها لبعض القصابات، النقص الكبير في اللحوم المحلية. وأوضح بعض المتسوقين أن المواطن الذي يبحث عن اللحوم المحلية أيام العيد في القصابات، يجد صعوبة كبيرة في الحصول عليها لكونها قليلة، موضحين أنهم لا يعارضون بيع الكيلوغرام الواحد من اللحم ب 2500 دينار أو أقل، نافين أن يكونوا المتسبب الأول في رفع الأسعار؛ لأن أثمان المواشي المحلية مرتفعة، ولم تتراجع. وأكد رئيس الاتحادية الوطنية للحوم الحمراء، مروان خير، أن لاستقرار أسعار المواشي المحلية، لا بد من اعتماد آليات وحلول لإعادة النهوض بالقطاع، مؤكدا أن ارتفاع سعر اللحوم له علاقة مباشرة بارتفاع أسعار المواشي المحلية بالأسواق، ومعربا عن أسفه للغلاء الفاحش للأضاحي المحلية هذه السنة.