أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، التزام الجزائر بتحقيق أمنها الغذائي من خلال اعتماد استراتيجيات متعددة تركز على دعم الاستثمار الفلاحي، تعبئة الموارد المائية، ومجابهة التغيرات المناخية. جاء ذلك في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير التجارة الخارجية وترقية الصادرات، السيد كمال رزيق، خلال مشاركته في الطبعة الثانية لقمة متابعة أنظمة الغذاء للأمم المتحدة (UNFSS+4)، المنعقدة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. أبرز رئيس الجمهورية أن الجزائر وضعت خارطة طريق وطنية لتحول النظم الغذائية نحو الاستدامة، ترتكز على أبعاد مناخية، صحية واقتصادية. كما تم اعتماد حوكمة مؤسساتية بمشاركة مختلف القطاعات، إضافة إلى نهج تشاركي يضم الفاعلين، منظمات المجتمع المدني، الباحثين، والمهنيين، مع إعطاء أولوية لفئات النساء والشباب. ضمن سياستها لتحقيق الأمن الغذائي، ركزت الجزائر على تعزيز زراعة الحبوب من خلال رفع طاقات التخزين والتبريد، حيث تم إنشاء 30 صومعة بسعة 100 ألف طن لكل واحدة، و350 مركز تخزين جواري بسعة 5 آلاف طن، إضافة إلى غرف تبريد جديدة مدعّمة بتسهيلات للمستثمرين. كما خصصت الدولة 400 ألف هكتار من الأراضي الزراعية في الجنوب بهدف بلوغ مليون هكتار بحلول 2025، في إطار دعم الزراعة الصحراوية. في مواجهة شح المياه والتغير المناخي، اعتمدت الجزائر خطة تقوم على تحويل المياه بين المناطق، بناء سدود جديدة، وتوسيع محطات تحلية مياه البحر، حيث دخلت 5 محطات كبرى حيز الخدمة بطاقة 1.5 مليون م3 يومياً. كما يجري تنفيذ مشاريع معالجة مياه الصرف الصحي، وتشجيع وسائل السقي المقتصدة التي أصبحت تغطي نحو 60% من الأراضي المسقية. وفي المجال البيئي، أشار رئيس الجمهورية إلى توسيع مشروع السد الأخضر، الذي يشمل 300 ألف هكتار جديدة، وتأهيل 500 ألف أخرى. كما تم إطلاق مشروع غابي ضخم لإنشاء بالوعات كربون طبيعية على مساحة 520 ألف هكتار، وزراعة 423 مليون شتلة. وفي سياق دعم الاستثمار، أوضح تبون أن الجزائر وفّرت العقار الفلاحي مجانًا، وسهلت الحصول على تراخيص الحفر والتوصيلات الكهربائية، مع استحداث "ممر أخضر" للمستثمرين، بالإضافة إلى توفير التمويل من خلال هيئات مثل وكالة دعم وتنمية المقاولاتية. وفي هذا الإطار، أطلقت الجزائر مشاريع شراكة استراتيجية مع دول كإيطاليا وقطر في مجالات إنتاج الحبوب والحليب. واختتم رئيس الجمهورية كلمته بالتأكيد على التزام الجزائر بدعم التنمية المستدامة في إفريقيا، مستشهداً ب إعلان كامبالا 2025، ومشيدًا باستكمال الجزائر لشطرها من الطريق العابر للصحراء نحو لاغوس، وفتح خطوط بحرية جديدة مع موريتانيا والسنغال، مما يعزز سلاسل التموين الغذائي في القارة. كما نوّه بالدور الجزائري في دعم دول الجوار في مكافحة الجراد الصحراوي، من خلال توفير العتاد والمبيدات.