تنظّم جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف،تحت إشراف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، الملتقى الوطني الموسوم ب "إحياء المخطوطات العربية من الحبر إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي"، وذلك يومي الثالث والرابع من ديسمبر 2025. يندرج هذا اللقاء العلمي ضمن جهود كلية الآداب والفنون – قسم اللغة العربية من خلال فرقة البحث "تكنولوجيا التعليم في المنظومة التربوية الجزائرية"، بالتنسيق مع مخبر تعليمية اللغات وتحليل الخطاب،بهدف إبراز أهمية توظيف التقنيات الحديثة في حفظ وصيانة المخطوطات العربية التي تمثل كنزًا حضاريًا وثقافيًا يعبر عن عراقة الأمم ويبرز ما توارثته الأجيال، حيث يولي الملتقى أهمية خاصة للمسؤولية الأكاديمية والعلمية المتمثلة في حماية هذا الموروث من الضياع،وهو ما دفع العديد من المراكز إلى إنشاء أقسام متخصصة بالترميم والحفظ والمعالجة والرقمنة، إضافة إلى توظيف تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي في خدمة التراث المخطوط. وفي هذا السياق، يطرح الملتقى الإشكالية الرئيسية المتمثلة في كيفية التقريب بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي لفائدة المخطوط، مع التساؤل حول إمكانية الاعتماد على التقنيات الحديثة للكشف عن بيانات المخطوطات وتحديدها وتحليلها، كما يناقش الملتقى عدة محاور من أبرزها العلاقة بين الذكاء الاصطناعي وتحقيق التراث، وجهود المؤسسات الجزائرية في تطوير البرامج التقنية والذكاء الاصطناعي لتثمين المخطوطات،فضلاً عن دراسة إيجابيات وسلبيات البرامج الرقمية المتاحة، وتقنيات الذكاء الاصطناعي المستعملة في فهم المخطوط،إلى جانب استعراض المشاريع الإلكترونية المخصصة لتحقيقه،وتجارب رقمنة المخطوطات العربية. ومن جهة أخرى يهدف الملتقى إلى إبراز دور التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في خدمة التراث العربي المخطوط،مع السعي لوضع ضوابط عملية للتعامل مع هذه الوسائل التكنولوجية بما يخدم هذا المجال، والتوعية بأهمية المخطوطات العربية بوصفها موروثًا حضاريًا وعلميًا يعكس هوية الأمة وتاريخها الثقافي، كما يسعى الملتقى إلى عرض التجارب المحلية والعربية والعالمية في مجال الحفظ والتحقيق والفهرسة، وتشجيع البحث العلمي متعدد التخصصات بمشاركة باحثين مختصين في علوم اللغة والبرمجيات، وطرح رؤى مستقبلية لتوظيف الذكاء الاصطناعي في بناء قواعد بيانات ذكية وتطوير تطبيقات تعليمية وبحثية مرتبطة بالتراث المخطوط. ويُنتظر أن يشكل هذا اللقاء العلمي فضاءً ثريًا لتبادل الخبرات والتجارب وتعزيز الوعي بأهمية صيانة هذا الرصيد الحضاري في ظل التحولات الرقمية الكبرى التي يعرفها قطاع التعليم العالي والبحث العلمي في الجزائر.