عصماني يثمّن إرادة الرئيس    شايب يستقبل ماتا    زروقي يجتمع بالمسؤولين المحليين    سونارم يتعاون مع شركة صينية    الجزائر تمسح غبار النسيان عن القضايا العادلة    بوغالي يستعرض مع سفير المجر آفاق التعاون البرلماني    وزير المجاهدين يزور المجاهد رابح زراري    يوم دراسي حول تثمين السياحة    مد جسور التواصل مع المتعاملين لترقية الصناعة الوطنية    تأخر 220 فلاّح عن تسليم المحاصيل لمراكز التخزين    القضاء على 6 إرهابيين وتوقيف 9 داعمين    الاحتلال يرتكب جريمة جديدة ضد مستشفى "شهداء الأقصى"    ..المملكة تنفجر    "الموب" في مهمة الحفاظ على الصدارة    شردود يحذّر من تكرار سيناريو الأبيار    بوراس يتألق مع ليفسكي صوفيا ويطرق باب "الخضر"    90% من الحالات قابلة للشفاء بالكشف المبكر    إنقاذ رجل سقط في بئر بالحمادنة    شخوص وأحداث ممتدة عبر الذاكرة    فتح المشاركة للفنانين الناشئين    ضبط نشاط شركات التنظيف في المستشفيات    دعم استقلالية إفريقيا في الأدوية واللقاحات    8 مصابين في 4 حوادث مرور    إنقاذ مفقودين في غابة سرايدي    الإفراج عن 13 أسيرا غزيا..إسرائيل تقتل 35 فلسطينيا في قطاع غزة    برقم قياسي أسطوري.. رياض محرز يواصل هيمنته الآسيوية مع الراقي    ليلة سوداء لشايبي ونادي آينتراخت فرانكفورت    تحسبا لمواجهتي الصومال وأوغندا..بيتكوفيتش يكشف اليوم قائمة تربص أكتوبر    أم البواقي : تنصيب أزيد من 100 مستخدم شبه طبي بالمؤسسات الصحية العمومية    "العربية" في مرمى الانتقادات بعد فبركة تصريحات منسوبة لعبد الناصر ضد الجزائر    تتويج أعمال جزائرية وأجنبية في ختام مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي    وزير الداخلية يؤكد من النعامة على المتابعة الصارمة للمشاريع التنموية وترقية الخدمة العمومية    عصماني يؤكد من الرئاسة: الطبقة السياسية مطالبة بالارتقاء لبناء دولة المؤسسات    وزير العمل: صندوق العطل مدفوعة الأجر يضطلع بدور استراتيجي في دعم الاقتصاد الوطني    ناصري يستقبل أعضاء المكتب الوطني    تخلاط مغربي جديد في الجزائر    تعثر جديد للاتحاد    بوعمامة يترأس اجتماعاً    ندوة علمية تسلط الضوء على بلاغة القرآن    ملتقى دولي بالجزائر حول الترجمة والذكاء الاصطناعي    الحكمة بين اللين والشدة    حملة وطنية تحسيسية لحماية الأطفال    أمطار ورعود    قسنطينة حقّقت محصولا استثنائيا من الحبوب    أونروا: الاحتلال يحاصر نصف مليون فلسطيني    إعادة ترتيب وتسيير البيت أضحى أكثر من ضرورة    جيجل : وفاة مراهق بصعقة كهربائية    أواني الألومنيوم والنحاس تهدد صحتكم بالرصاص السام    سجلنا 17385 مشروعا استثماريا منتج ل420 ألف منصب عمل    استشهاد 12 مواطنا بالقطاع    صادي يُشدّد على تحسين إدارة الأندية    وزير الاتصال يشدد على الإسراع في إعادة هيكلة مؤسسات الطباعة وإيجاد حلول لأزمة ورق الجرائد    فتح التسجيلات في القوائم الاحتياطية للتكوين شبه الطبي    تابع لمجمع "صيدال".. إطلاق مشروع لإنتاج اللقاحات في عنابة    من أسماء الله الحسنى.. "البر"    (كلُّ ابنِ آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطَّائينَ التَّوَّابونَ)    فتاوى : إتيان بركعة بعد سلام الإمام وسجود للسهو    التعارف في سورة الحجرات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"العربية" في مرمى الانتقادات بعد فبركة تصريحات منسوبة لعبد الناصر ضد الجزائر
نشر في الحياة العربية يوم 01 - 10 - 2025

أقدمت القناة السعودية "العربية" على تجاوز جديد في مسار التضليل الاعلامي، وذلك من خلال بث ما زعمت أنه أرشيف يظهر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وهو يقلل من دور الجزائر في حرب الستة أيام ،عام 1967. وبهذه الخطوة، تؤكد القناة مرة أخرى وظيفتها الحقيقية: تزوير التاريخ، وبث الفتنة، والإساءة إلى أكثر الدول العربية التزاما بقضايا الشعوب.
فمن الذي يخشى التقارب بين الجزائر والقاهرة؟ من الذي يخشى مواقف الجزائر ومصر؟ ومن الذي يخشى أن تتحقق دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى وحدة القوة العربية؟
ذاكرة مشتركة لا تمحى
عندما يتحدث الضباط المصريون عن حرب أكتوبر 1973، فإنهم يشددون دوما على الدور الحاسم للجزائر، سواء على الصعيد المالي أو العسكري. ويستحضرون باحترام كبير تضحيات الجنود الجزائريين الذين استشهدوا على الجبهة دفاعا عن أشقائهم المصريين، والخسائر الفادحة التي ألحقوها بالعدو الصهيوني بفضل صمودهم.
وتبقى المبادرة التاريخية للرئيس الراحل هواري بومدين، الذي سافر شخصيا إلى موسكو لاقتناء السلاح للجيش المصري وتكفل بسداد تكلفته، شاهدا على أخوة راسخة في السراء والضراء. هذه الذكرى تفسر المحبة الكبيرة التي يكنها الشعب المصري بأغلبيته الساحقة للجزائر.
تزوير فج
إن ذلك المقطع ليس سوى فبركة رقمية بتقنيات الذكاء الاصطناعي (ديبفيك)، في مشهد جديد من مشاهد الكذب. لو أن عبد الناصر صدرت منه مثل هذه الأقوال لوجدت طريقها إلى الصحافة العالمية أو الأرشيفات الرسمية أو خطبه المعروفة. لكن لا أثر لها إطلاقا. الفيديو إذا مجرد تركيب لتضليل الرأي العام.
لقد كان عبد الناصر من أشد المناهضين للصهيونية، ومن أبرز الداعين إلى وحدة الأمة العربية، وظل سندا ثابتا للجزائر منذ استقلالها.
استهداف مباشر للجزائر ومصر
ليس من باب الصدفة أن تعود الجزائر إلى مرمى الحملات المغرضة. فمنذ الاستقلال، انتهجت دبلوماسية قائمة على المبادئ: التضامن مع الشعوب، دعم القضايا العادلة، ورفض الإملاءات الإمبريالية. وفي حرب 1967، وقفت الجزائر إلى جانب مصر بكل قوة، وهو ما يزعج خصومها حتى اليوم.
فمحاولة "العربية" افتعال قطيعة بين الجزائر ومصر ليست سوى خطة خبيثة لضرب ركيزتين أساسيتين في العالمين العربي والإفريقي. الهدف واضح: النيل من الذاكرة المشتركة وتشويه روابط الأخوة التاريخية بين الشعبين. أما الجهة المستفيدة من هذه الدسائس، فهي معروفة: الجار الغربي الذي لم يتردد في الارتماء في أحضان التطبيع الصهيوني.
أصوات تم استغلالها
في هذا السياق، لجأت القناة إلى استجواب بعض المفكرين والشخصيات الجزائرية. من المهم التوضيح أن تصريحات هؤلاء لا تعكس لا خيانة ولا تواطؤا. بل على العكس، فهم غالبا ما يتحدثون بدافع حب الوطن والغيرة عليه، وبروح المسؤولية والصدق. غير أن مكمن الخديعة يكمن في طريقة توظيف القناة لهذه المداخلات، حيث تقتطع من سياقها وتلون بصبغة سياسية غريبة عن معناها الأصلي، لتتحول إلى أداة تضليل ضد الجزائر وضد الوحدة العربية. توقيع "العربية": التضليل والانقسام.
لا غرابة في ذلك. فالقناة معروفة بخطها التحريري المنحاز وحملاتها الدعائية. لطالما شوهت الوقائع، أعادت صياغة التاريخ، ونشرت سموم الانقسام داخل الوطن العربي. وما واقعة تزوير تصريحات عبد الناصر إلا حلقة جديدة في مسلسل أسود من المناورات الإعلامية.
الدفاع عن التاريخ هو دفاع عن الأخوة
التاريخ لا يزور. والصداقة الجزائرية المصرية التي صنعت بالنضال والدم، لا تمحى بمقاطع رقمية مفبركة. قد تواصل "العربية" حملاتها، لكنها لن تنجح أبدا في طمس دور الجزائر في القضايا العربية، ولا في الإساءة إلى مكانة مصر الناصرية.
الشعوب تعرف التمييز بين الحقيقة والزيف. والمثقفون والمخلصون سيواصلون الدفاع عن بلدانهم بكل إخلاص. لكن من واجب الجميع التزام اليقظة، وفضح التضليل، والتذكير بالحقائق التاريخية.
فالرهان اليوم لا يقتصر على صورة بلد أو آخر، بل يمس كرامة الأمة وذاكرتها، ومن ورائه مستقبل المنطقة بأسرها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.