جمعية الشلف “الشلفاوة” بدؤوا يشمون رائحة اللقب وإيغيل يحضّر لدخول التاريخ

بعيدا عن أجواء البطولة واللقاءات الماراطونية التي تنتظر جمعية الشلف يمكن القول إنّ الفريق أظهر كل مقومات البطل، حيث أحدث الرئيس مدوار الثورة التي انتظرها الآلاف من أبناء الونشريس بتدعيمات كبيرة ليس فقط بجلب لاعبين بارزين في البطولة الوطنية أمثال جديات، سوڤار، زازو، عبد السلام وحفاظه على مسعود وسوداني..
وإنما بتعاقده مع طاقم فني كفؤ ويكفي فقط ذكر اسم المدرب إيغيل مزيان الذي كرّس سياسة جديدة في الفريق ونهج مع مساعديه بن شوية وآيت محمد السبيل الذي أوصل الشلف لقمة الترتيب التي جعلت “الشلفاوة” يشمّون رائحة اللقب من جولة لأخرى.
التتويج باللقب الشتوي أمام سطيف والقبائل ليس سهلا
وكان الجميع يعتبرون الظفر باللقب الشتوي صعبا نظرا إلى المنافسة الشرسة التي وجدتها الجمعية من ملاحقها المباشر وفاق سطيف لاسيما بعد التعادل الذي عادت به الجمعية من أمام إتحاد العاصمة والذي سمح لسطيف بتقليص الفارق إلى نقطة واحدة وكان الفريقان في حوزتهما مباراة متأخرة، دون الحديث عن التقاليد والقوة التي عوّدتنا عليها شبيبة القبائل وعودتها السريعة إلى الواجهة، لكن عزيمة أبناء إيغيل جعلتهم يتوّجون لأول مرة في تاريخ الفريق باللقب الشتوي.
إيغيل يغرس ثقافة الانتصار
والأكيد أنّ بلوغ الشلف لأعلى هرم الترتيب وتتويجها باللقب الشتوي ما كان ليتحقق لولا العمل الكبير الذي قام المدرب إيغيل مزيان الذي نجح في غرس ثقافة الانتصار وسط عناصره ويطبق نهجا تكتيكيا يعتمد بالأساس على استغلال اللاعبين لخبرتهم وإمكاناتهم الكبيرة، وما لاحظه “الشلفاوة” على فريقهم هذا الموسم أنّ العودة إلى الخلف لم تُسجّل إلا مرة واحدة فقط وكان ذلك في ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو، لكن منذ تلك المباراة فلم تعد الشلف تلعب خائفة من منافسيها حتى وإن كانت تلعب بعشرة لاعبين، وهذا المثل ينطبق على لقاء إتحاد عنابة في الجولة 11 حينما طُرد عبد السلام لكن التشكيلة لم تعد إلى الخلف وراحت ترمي بكل ثقلها في الهجوم.
استقدامات مدروسة والكل في تألق مستمر
ولم تكن جمعية الشلف لتحقق ما وصلت إليه هذا الموسم لولا الاهتمام البالغ من الرئيس عبد الكريم مدوار بحاجيات فريقه، حيث استفاد كثيرا من غياب فريقه عن الأضواء في المواسم الثلاثة الأخيرة ليرى أنّ السبيل الوحيد لإعادة سمعة الشلف هو القيام باستقدامات مدروسة بشكل جيد، مدركا في الوقت نفسه أنّ سبيل النجاح لعناصره يكمن في جلب مدرب كبير، وهذا ما جعله يتعاقد مع إيغيل مزيان لقيادة سفينة الشلف إلى بر الأمان وتحقيق ما يصبو إليه، والنتائج الحالية التي تحققها الجمعية في البطولة لخير دليل على أنّ الجميع في تألق مستمر وكل عنصر في الشلف يدرك جيدا ما عليه.
مدوار نجح في رفع التحدي
وتعرّض الرئيس الشلفي لانتقادات بالجملة في الفترة الصيفية حينما كان يطل علينا من يوم لآخر ويجلب اللاعبين إلى فريقه وزادت هذه الانتقادات حدة بعد الخسارة المذلة التي منيت بها الجمعية في بجاية، حيث أعاب عليه كثيرون جلب سوڤار الذي قضى موسما صعبا في الشبيبة القبائل، جديات الذي كان يعاني من مشاكل مع وفاق سطيف، غالم القادم من اتحاد البليدة الذي كان مهددا بالسقوط، سنوسي الذي لم يشارك بانتظام مع مولودية الجزائر فضلا عن عبد السلام ومشاكله التي لم تنته مع منادي في عنابة، إلا أن كل هؤلاء أثبتوا هذا الموسم أن هدفهم الوحيد هو رفع التحدي وإعادة بعث مشوارهم وهذا ما يؤكد أن مدوار نجح بنسبة كبيرة في رفع التحدي وتكسير شوكة المشكّكين في سياسته.
دعم “نجمة” الكبير سيزيد الجمعية قوة
ورغم أنّ “الشلفاوة” لم يطمحوا يوما للتنافس على لقب البطولة وكانت كل آمالهم في اللعب على المراتب الخمس الأولى وتحسين مرتبة الفريق مقارنة بالمواسم الماضية خاصة مع الأزمات المالية التي تلاحقه في كل موسم، إلا أن الدعم الكبير الذي لقيه الفريق مؤخرا مع توقيع مدوار لصفقة هامة مع شركة “نجمة” كان بمثابة جرعة الأوكسجين التي أحيت آمال مدوار وبعثت التفاؤل وسط الجماهير ومحبي اللونين الأحمر والأبيض.
الإلتفاف القوي للجماهير الشلفية أصبح عادة هذا الموسم
ومن دون شك فإن الإلتفاف القوي من أنصار الجمعية حول فريقهم ومساندتهم المميزة له هذا الموسم لعب دورا كبيرا في تألق الفريق خاصة مع تأكيدهم من جولة لأخرى على وفائهم للفريق وحرصهم الشديد على مساعدة أشبال إيغيل، إلى درجة أنّ عددا من لاعبي الشلف أكدوا لنا أن ما يحققه الفريق هذا الموسم للأنصار نصيبا كبيرا فيه.
حفاظ الشلف على الريادة ممكن
وبالنظر إلى اللقاءات التي تنتظر الشلف في الجولات القادمة نجد أن الفريق أمام فرصة ثمينة للحفاظ على مركزه الريادي خاصة إذا تخطى الحراش بسلام الثلاثاء القادم، لاسيما لما نعلم بأن الشلف ستستضيف مرتين متتاليتين كلا من الخروب وعنابة، بينما يبقى أكبر منعرج لها في الموسم لقاء “الداربي” الذي سيجمعها بمولودية وهران ولقاء سطيف منافسها على لقب البطولة، وإذا تعاملت الجمعية بذكاء مع “الحمراوة” والوفاق فإن حفاظها على ريادة الترتيب إلى غاية الجولة الأخيرة ممكن.
“من احتل الريادة من البداية لا يخشى أحدا في النهاية”
وأكد أحد مسيري الجمعية أنّ النتائج التي يحققها الفريق هذا الموسم والدعم الذي تلقته الإدارة من الممول “نجمة” في الأيام الماضية ستجعل اللاعبين في أحسن الظروف لمواصلة حصد النتائج الإيجابية وتجسيد القاعدة التي ترسمت في السنوات الأخيرة بأنّ من يفوز باللقب الشتوي يحرز لقب البطولة في النهاية، وأضاف محدثنا قائلا: “من الصعب بلوغ القمة لكن الأصعب الحفاظ عليها، وشخصيا أقول إنّ من احتل ريادة البطولة من البداية أكيد لا يخشى أحدا في النهاية”.
إيغيل يطالب بعدم الضغط على اللاعبين
ومن جهته، طالب المدرب إيغيل مزيان الجماهير الشلفية في آخر حديث أجريناه معه بالوقوف إلى جانب الفريق وعدم الضغط على اللاعبين أو الحديث المسبق عن نيل لقب البطولة والمنافسة ما تزال فيها 14 جولة، وعليه فإن الحديث عن اللقب سابق لأوانه كما قال إيغيل.
إيغيل: “المنافسة طويلة والصبر مطلوب من الجميع”
وصرّح إيغيل: “الجميع يدرك حاليا أنّ الفريق يحتل المركز الأول عن جدارة، لكن على الأنصار ألا يجعلوا من هذه المرتبة مصدر ضغط على الفريق واللاعبين لأنّ المنافسة طويلة ويصعب على أي كان الصمود إذا لم يجد مساندة ووقفة مميزة ودون ضغط على التشكيلة”.
بياڤا ينتظر نتائج الكشوف
ما يزال المهاجم الكامروني بياڤا ينتظر نتائج الكشوف الطبية التي خضع لها يوم السبت الماضي بالعاصمة على مستوى الفخذ، حيث كشف لنا اللاعب أنه بعد عودته أول أمس إلى التدريبات ومحاولته الركض حول جنبات الملعب، شعر ببعض الآلام جعلته يتوقف عن الحصة التدريبية، ويعلم إيغيل بالآلام التي يشعر بها، ليتلقى من مدربه الضوء الأخضر للابتعاد عن التمارين إلى حين صدور نتائج الكشوف التي خضع لها.
زاوش يتعافى بشكل نهائي
تعافى محمد زاوش بشكل نهائي من الإصابة التي كان يشتكي منها على مستوى الركبة والتي حرمته من إنهاء الحصة التدريبية لنهار أول أمس. وقد كان اللاعب يخشى تضييع المباراة القادمة لفريقه أمام اتحاد الحراش، إلا أن الفحوص التي قام بها صبيحة أمس جاءت مطمئنة وأكد من خلالها تعافيه الكلي من الإصابة من خلال تنقله أمس إلى التدريبات والمشاركة بشكل عادي في الحصة التدريبية التي برمجها إيغيل في حدود الساعة الخامسة مساء. للإشارة فإن زاوش ومنذ تاريخ عودته إلى المنافسة الرسمية في الجولة التاسعة من مرحلة الذهاب التي جمعت فريقه بشباب بلوزداد على ملعب هذا الأخير، لم يغب من وقتها عن أي لقاء.
زاوش: “أنا في صحة جيدة وجاهز للقاء الحراش”
وصرح زاوش في اتصال به صبيحة أمس حول إصابته والنصائح التي وجهها له الطبيب قائلا: “لم تكن إصابتي خطيرة أو مقلقة، بل كل ما في الأمر هو أنني شعرت ببعض الآلام، ما دفعني لزيارة الطبيب للكشف عن حالتي، وهنا طمأنني على أنني لا أعاني من أي مضاعفات، وبإمكاني العودة بشكل عادي إلى التدريبات. ولهذا أؤكد أنني في صحة جيدة وجاهز للقاء القادم أمام اتحاد الحراش”.
الإدارة ستقدم منحة بجاية اليوم
ستقوم إدارة الجمعية نهار اليوم بمنح عناصرها منحة الفوز المحقق على حساب شبيبة بجاية السبت الماضي، وهي المنحة التي قدرتها مصادرنا بأربعة ملايين سنتيم. ويأتي منح هذه القيمة للاعبين من أجل الرفع من معنوياتهم، والتأكيد في مقابلها كلام الرئيس مدوار الذي قال في وقت سابق إنه سيصرف كامل منح الانتصارات التي يحققها الفريق في وقتها ودون أي تأخير.
شرائح “نجمة” ستكون مع المنحة
ستقوم الإدارة الشلفية بمنح اللاعبين شرائح هاتفية تخص المتعامل الجديد مع الفريق “نجمة”، على أن تسحب من عناصرها الشرائح القديمة الخاصة بالمتعامل الهاتفي “أوراسكوم تيليكوم جيزي”، حيث ستمنح اللاعبين منحة بجاية ومعها شريحة “نجمة”.
إيغيل يبرمج حصتين اليوم
برمج التقني الشلفي حصتين تدريبيتين اليوم لعناصره، الأولى ستكون في الساعة التاسعة صباحا ويخصصها إيغيل للجانب البدني داخل القاعة، بينما الحصة المسائية فهي على الساعة الخامسة بملعب بومزراڤ. للإشارة، اكتفى إيغيل نهار أمس ببرمجة حصة واحدة وكانت بدايتها على الساعة الخامسة مساء.
.. ويتراجع عن برمجة مباراة ودية
كنا قد أشرنا في عدد أول أمس إلى أن الطاقم الفني وضع في برنامج عمله خوض مباراة ودية نهار اليوم الخميس، إلا أن مساعي الطاقم الفني والإدارة لجلب فريق تواجهه التشكيلة وديا فشلت في ذلك، الأمر الذي دفعهما لتغيير البرنامج والاكتفاء ببرمجة لقاء تطبيقي بين اللاعبين في الحصة المسائية لنهار اليوم في ملعب بومزراڤ.
القدامى يتمنون إعادة سيناريو 2005
بالنظر إلى النتائج الكبيرة التي تحققها الشلف هذا الموسم الذي اعتبره محبو الجمعية استثنائيا حاولنا أخذ رأي عدد من اللاعبين الذين سبق لهم حمل ألوان الشلف وتوجوا معها بأول لقب في تاريخ الفريق ونقصد به كأس الجمهورية سنة 2005 مثل القائد السابق عبو، اللاعب المهاري تمورة والظهير الأيمن القوي الغالي بلحول، وأجمع من تحدثنا إليهم على أنّ الشلف باستطاعتها الحفاظ على ريادة الترتيب إلى نهاية الموسم وتحقيق إنجاز تاريخي جديد.
مدوار: “هذا الموسم سيكون استثنائيا ونأمل في تكرار سيناريو 2005”
بداية حديثنا كانت مع الرئيس عبد الكريم مدوار الذي كان شاهدا على التتويج في سنة 2005 كرئيس للفريق، حيث اعتبر هدفه هذا الموسم مع التشكيلة ليس اللعب من أجل البقاء أو المراتب الخمس الأولى كما سبق أن صرّح به في بداية الموسم، وإنما نيل اللقب، حيث قال: “نحن نسعى دائما لتوفير كل سبل النجاح للفريق وأعتقد أننا لم نقصّر لحد الآن واللاعبون والطاقم الفني يقومون بواجبهم كما ينبغي بدليل النتائج الكبيرة التي يحققها الفريق في البطولة، ولحد الآن يمكنني القول إننا نسير في الطريق الصحيح لتحسين صورة الفريق وقيادته إلى مستوى أحسن، أتمنّى أن نوفّق في الأخير ونكرّر ما فعلناه في سنة 2005 خاصة أنّ كل الظروف هذا الموسم مواتية من تشكيلة ثرية، مدرب كبير ووقفة مميزة من أنصارنا، وأتمنى أن تتواصل أفراح الشلف ويكون هذا الموسم استثنائيا على محبي الفريق”.
“المنافسة ستبقى شرسة إلى آخر جولة”
وعن المشوار في مرحلة العودة قال الرئيس الشلفي: “مرحلة العودة ستكون شاقة ومتعبة كثيرا خاصة مع البرمجة العشوائية التي تسببت في وقت سابق في إقصائنا من كأس الجمهورية، لهذا أتمنى ألا تضعنا الرابطة في مشكل مماثل مستقبلا وتكون البرمجة مدروسة، أمّا من ناحية المنافسة مع الأندية الأخرى خاصة منها الطامحة لكسب تمثيل عربي أو قاري أو الأندية التي تحاول الهروب من منطقة الخطر فإن الحسابات تكثر والمنافسة ستبقى شرسة إلى آخر جولة من البطولة”.
عبّو: “أتمنى أن يحرز فريق القلب اللقب”
من جهته، صرّح القائد السابق لجمعية الشلف سيد علي عبو الذي رفع أول كأس جمهورية تتوج بها الشلف في سنة 2005، بأن المشوار الذي تؤديه الجمعية هذا الموسم يعتبر في نظره استثنائيا، وقال: “الفريق هذا الموسم يقدم مستوى جيدا ويملك لاعبين ممتازين وأصحاب خبرة ناهيك عن طاقم فني كفء ويستحق كل التقدير والإحترام، أتمنى من كل قلبي أن يخرج الفريق في نهاية الموسم بلقب البطولة ويُسعد الشلفاوة مثلما فعلنا نحن في سنة 2005”.
تمورة: “كلما تفوز الشلف وتتألق أفرح لها وكأنني مازلت لاعبا فيها”
ومن جانبه قال اللاعب السابق للجمعية والحالي لوفاق المسيلة خالد تمورة إنّ ما يصنعه زملاء زاوش هذا الموسم استثنائي، وصرّح: “الجميع هذا الموسم ينظرون إلى الشلف على أنها الفريق الذي استعاد هيبته وثقته بالنفس، وهذا الأمر يفرحني كلاعب سابق في الفريق إلى درجة أنني كلما تنتصر الشلف أشعر بالفرحة وكأنني ما زلت أحمل ألوان الجمعية، أتمنى من كل قلبي أن تتكرر أجواء 2005 ويفرح الأنصار مرة أخرى بلقب تاريخي خاصة أنّ كل الظروف هذا الموسم في مصلحة الجمعية من مدرب كبير، تشكيلة ثرية وأنصار من ذهب”.
بلحول: “الجمعية باستطاعتها الفوز باللقب شريطة أن يضع اللاعبون أرجلهم على الأرض”
أما الظهير الأيمن السابق للجمعية الغالي بلحول فاعتبر أنّ تألق الجمعية هذا الموسم مرده خبرة الطاقم الفني وإصرار اللاعبين على تشريف عقودهم مع الإدارة، وأضاف: “الشلف هذا الموسم تؤدي مشوارا جيدا وسمحت لي الفرصة بمتابعة بعض اللقاءات التي لعبتها، كما كشفت بطريقة لعبها أنّ لمسة إيغيل مزيان دائما حاضرة من خلال النتائج التي يحققها الفريق هذا الموسم، أتمنى للشلف المزيد من التألق وتحقيق نتائج كبيرة وأؤكد هنا أنّ الجمعية باستطاعتها الفوز في نهاية الموسم باللقب وتكرار ما حققناه في 2005 بتتويجنا بالكأس، شريطة أن يضع اللاعبون أرجلهم على الأرض ولا يصيبهم الغرور بعد النتائج التي حققوها”