فجّر والي ولاية البويرة، فضيحة من العيار الثقيل، تتعلق ببيع لحوم وأحشاء أبقار وأغنام مصابة بمرضي "البروسيلا والسل"، من طرف عمال مذابح وبتواطؤ بياطرة، ليتم ترويجها في عدة ولايات، حيث أمر وكيل الجمهورية ومصالح الدرك بفتح تحقيق في القضية، مع تمديد الاختصاص إلى الولايات المجاورة. الفضيحة تعود إلى 18جويلية 2013، عندما تلقى أحد مربي الأبقار والخيول، المدعو محمد"ش، د" القاطن ب"تكسريدين"، أمر رقم 4087 لذبح 3 بقرات، سلم من طرف مصلحةالمفتشية البيطرية للولاية، وبعد التحاليل التي أجراها المخبر البيطري بذراع بن خدة بولايةتيزي وزو، اكتشف أن سبب الذبح هو إصابة الأبقار بمرض الحمى المالطية، أو ما يسمىب"البروسيلا". وعلى هذا الأساس، قام مربي الأبقار والخيول بنقل ماشيته إلى مذبح ولاية البويرة، وخلالتواجده هناك لاحظ عددا من التجاوزات غير القانونية، إذ مباشرة بعد ذبح الأبقار المصابةبالمرض، تم نقلها إلى وجهة مجهولة دون أن يتم رشها ب"الكلور"، ما أثار الشكوك حولالطريقة التي تم التخلص فيها من أحشاء الماشية المريضة. وبعد 5 أشهر، طلب مربي الأبقار والخيول من المفتشية البيطرية، إجراء التحاليل الطبيةعلى أفراد عائلته، وعلى رؤوس الأبقار المتبقية، وعاود الكرة مرة ثانية، ليتم إرسال لجنةأشرفت على إجراء التحاليل، التي كشفت إصابة عدد من الأبقار بنفس المرض "البروسيلا"،ليصدر أمر آخر بذبحها. المعني بالأمر قام بمراقبة عملية الذبح، ولم يتم حرق الأجزاء المريضة بالكلور بتواطؤأطباء بيطريين أشرفوا على عملية الذبح، ليتتبع خفية عملية نقل هذه اللحوم والأحشاءالمريضة، إلى مركز ردم النفايات المتواجد خارج المدينة. والمفاجأة أنه بمجرد وصول الشاحنة التي تحمل اللحوم والأحشاء المريضة بالبروسيلاوالتبركيلوز إلى مركز الردم، اصطف عدد من التجار بشاحنتهم، قادمين من ولايات مجاورةمنها، بومرداس، البليدة وتيبازة وبجاية والمدية والمسيلة، لنقل هذه اللحوم والأحشاءالمريضة ليتم إعادة بيعها وتقاسم أرباحها. المعني بالأمر، قام بإخبار فرقة الدرك الوطني ل"الشاطو" التي انتقلت إلى المكان، وأمرتبحرقها وردمها، وإطلاق تحقيقات في القضية، إلا أن والي ولاية البويرة وبعد أن اطلع علىالوقائع، أمر وكيل الجمهورية لمحكمة البويرة بفتح تحقيق في القضية مع تحذير ولاةالولايات المجاورة. وأسفرت التحقيقات الأولوية في القضية، عن عدم تسجيل ردم أو حرق أي أحشاء أو لحوممصابة بمرض البروسيلا والسل في مركز ردم النفايات منذ جانفي 2009، وهي الوثيقةالصادرة عن مركز الردم التقني للنفايات بين البلديات، تحوز "الشروق" نسخة منه، ممايؤكد تسويق هذه اللحوم والأحشاء الفاسدة منذ 6 سنوات، كما تبين من خلال التحقيق، تزوير العديد من المراسلات والوثائق. وحسب المعلومات المتوفرة، فإن وكيل الجمهورية لمحكمة البويرة استدعى عددا منالبياطرة وعمال المذابح وإطارات، بينهم مدراء بمصلحة المفتشية البيطرية والمصالحالفلاحية، كما تلقى وزير الفلاحة عبد الوهاب نوري تقريرا مفصلا حول القضية، ومعلوم أناستهلاك لحوم وأحشاء مريضة ب"البروسيلا"، يسبب العمى والعقم والصلع، كما يؤديالمرض إلى ارتفاع في درجة حرارة جسم الإنسان المصاب، وقد يتطور المرض إلى مايسمى الحمى النزيفية.