مهرّبون يصيبون ثلاثة دركيين ويحطمون سياراتهم بتلمسان

رشقوهم بالحجارة واستعانوا بالكلاب لمنعهم من تفتيش مستودعاتهم أقدم، مساء أول أمس، مهرّبون بقرى ربان ومحمد الصالح التابعة لدائرة بني بوسعيد بتلمسان، الواقعة في الشريط الحدودي مع المغرب، على منع عناصر الدرك من القيام بعمليات التفتيش، والمداهمات الفجائية في منازل عديدة بهذه القرى، بعد تلقيها لمعلومات تفيد بوجود كميات ضخمة من الوقود الجزائري داخل مستودعات بصدد التهريب ليلا نحو المملكة المغربية.
خرج ما لا يقل عن 30 شخصا في مواجهة شرسة مع عناصر الدرك الوطني بالعصي والحجارة، ساعات قبل أذان الإفطار، انتهت بإصابة 3 دركيين بجروح متفاوتة نقلوا إلى مستشفى مغنية، وتحطيم زجاج سيارة الدرك، قبل أن تنتهي المواجهة بتوقيف ما لا يقل عن 16 شخصا، تورّطوا في هذه المواجهات التي زادت حدتها عقب عملية حجز طالت سيارة من نوع "رونو 21"، محمّلة بعشرات صفائح الوقود والقبض على سائقها المنحدر من المنطقة.
وكشفت مصادر أمنية ل"الشروق"، أن عددا من المهربين بقرى الشريط الحدودي، ربان وقرية محمد الصالح، أعلنوا تحديا جديدا للسلطات الأمنية، وخرجوا لاعتراض سيارات عناصر الدرك، التي كانت ستباشر مهمة تفتيش السيارات، ومستودعات المنازل المشكوك في تخزينها لكميات الوقود، قبل أن يتحول هذا المنع إلى مواجهة شرسة، استعمل فيها المهربون العصي والحجارة وحتى الكلاب المدربة لعرقلة وجهة عناصر الدرك، وثنيها عن مهامها الرقابية.
التصعيد الخطير والجديد، جاء شهرين بعد الحركتين الاحتجاجيتين اللتين قام بهما مهربون في ماي المنصرم، أين أقدموا على حرق شاحنة محملة بعشرات الأطنان من النفايات النحاسية، تم حجزها من قبل عناصر الجمارك. كما ندّدوا قبل ذلك بعمليات الحجز والمصادرة التي طالت أكثر من 11 سيارة تهريب، قبل أن يصل بهم الأمر إلى حدّ مطالبة السلطات بالسماح لهم بممارسة التهريب كحق من حقوق سكان الحدود. الحادثة التي كشفت من جديد عن انفلات أمني خطير بالحدود وخطط تمردية أصبحت عصابات التهريب تنتهجها كاستراتيجية تواجه بها التضييق الأمني المفروض عليها منذ أزيد من سنة، لم تمنع مصالح الدرك من القيام بمهامها التفتيشية بالرغم من خطورة الوضع، حيث انتهت المواجهة بالقبض على ما لا يقل عن 16 شخصا تورطوا إلى جانب التهريب في أعمال شغب وعصيان، إذ كشفت مصادرنا أنهم أخضعوا جميعهم للتحقيق الأمني، قبل إحالتهم على العدالة.
ويشار إلى أن مثل هذه المواجهات مع الدرك مفتعلة من طرف المهرّبين لاستغلال عامل الوقت، كي يتمكن آخرون من الفرار بالسلع إلى الأراضي المغربية، علما أن الخنادق التي تم حفرها لعرقلة سير المركبات من وإلى المغرب، قلّصت ظاهرة التهريب، لكنها لم تنجح في القضاء عليها كليا، حيث وجد المهربون حيلا وأساليب جديدة من خلال إنشاء ممرات خشبية على هذه الخنادق تمكن بسهولة الدواب أو حتى السيارات من المرور عليها. تأتي هذه العملية في الوقت الذي تم استرجاع ما لا يقل عن 80 ألف لتر من الوقود خلال رمضان.