وسط ترقب الدوري السعودي.. ميلان يضع بن ناصر على لائحة البيع    حنكة دبلوماسية..دور حكيم ثابت وقناعة راسخة للجزائر    أكنّ للجزائر وتاريخها العريق تقديرا خاصا..وكل الاحترام لجاليتها    مهرجان عنابة..عودة الفن السابع إلى مدينة الأدب والفنون    إبراز البعد الفني والتاريخي والوطني للشيخ عبد الكريم دالي    التراث الثقافي الجزائري واجهة الأمة ومستقبلها    مطالبات بتحقيقات مستقلّة في المقابر الجماعية بغزّة    تقرير دولي أسود ضد الاحتلال المغربي للصّحراء الغربية    استقالة متحدّثة باسم الخارجية الأمريكية من منصبها    تكوين 50 أستاذا وطالب دكتوراه في التّعليم المُتكامل    ثقافة مجتمعية أساسها احترام متبادل وتنافسية شريفة    العاصمة.. ديناميكية كبيرة في ترقية الفضاءات الرياضية    حريصون على تعزيز فرص الشباب وإبراز مواهبهم    وكالة الأمن الصحي..ثمرة اهتمام الرّئيس بصحّة المواطن    تحضيرات مُكثفة لإنجاح موسم الحصاد..عام خير    تسهيلات بالجملة للمستثمرين في النسيج والملابس الجاهزة    المسيلة..تسهيلات ومرافقة تامّة للفلاّحين    استفادة جميع ولايات الوطن من هياكل صحية جديدة    قال بفضل أدائها في مجال الإبداع وإنشاء المؤسسات،كمال بداري: جامعة بجاية أنشأت 200 مشروع اقتصادي وحققت 20 براءة اختراع    الشباب يبلغ نهائي الكأس    بونجاح يتوّج وبراهيمي وبن يطو يتألقان    خلافان يؤخّران إعلان انتقال مبابي    بعد إتمام إنجاز المركز الوطني الجزائري للخدمات الرقمية: سيساهم في تعزيز السيادة الرقمية وتحقيق الاستقلال التكنولوجي    سوناطراك تتعاون مع أوكيو    الأقصى في مرمى التدنيس    حكومة الاحتلال فوق القانون الدولي    غزّة ستعلّم جيلا جديدا    جراء الاحتلال الصهيوني المتواصل على قطاع غزة: ارتفاع عدد ضحايا العدوان إلى 34 ألفا و356 شهيدا    الأمير عبد القادر موضوع ملتقى وطني    باحثون يؤكدون ضرورة الإسراع في تسجيل التراث اللامادي الجزائري    أهمية العمل وإتقانه في الإسلام    بن طالب: تيسمسيلت أصبحت ولاية نموذجية    هذا آخر أجل لاستصدار تأشيرات الحج    المدرب أرني سلوت مرشح بقوّة لخلافة كلوب    جامعة "عباس لغرور" بخنشلة: ملتقى وطني للمخطوطات في طبعته "الثالثة"    "العميد" يواجه بارادو وعينه على الاقتراب من اللّقب    مدرب مولودية الجزائر باتريس يسلم    أمن دائرة عين الطويلة توقيف شخص متورط القذف عبر الفايسبوك    سيدي بلعباس : المصلحة الولائية للأمن العمومي إحصاء 1515 مخالفة مرورية خلال مارس    أحزاب نفتقدها حتى خارج السرب..!؟    مشروع "بلدنا" لإنتاج الحليب المجفف: المرحلة الأولى للإنتاج ستبدأ خلال 2026    بطولة العالم للكامبو: الجزائر تحرز أربع ميداليات منها ذهبيتان في اليوم الأول    حوالي 42 ألف مسجل للحصول على بطاقة المقاول الذاتي    هلاك 44 شخصا وإصابة 197 آخرين بجروح    حج 2024 :استئناف اليوم الجمعة عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    الجزائر العاصمة.. انفجار للغاز بمسكن بحي المالحة يخلف 22 جريحا    من 15 ماي إلى 31 ديسمبر المقبل : الإعلان عن رزنامة المعارض الوطنية للكتاب    المهرجان الوطني "سيرتا شو" تكريما للفنان عنتر هلال    شهداء وجرحى مع استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة لليوم ال 202 على التوالي    إستفادة جميع ولايات الوطن من خمسة هياكل صحية على الأقل منذ سنة 2021    السيد بوغالي يستقبل رئيس غرفة العموم الكندية    حج 2024: آخر أجل لاستصدار التأشيرات سيكون في 29 أبريل الجاري    رئيس الجمهورية يترأس مراسم تقديم أوراق اعتماد أربعة سفراء جدد    خلال اليوم الثاني من زيارته للناحية العسكرية الثالثة: الفريق أول السعيد شنقريحة يشرف على تنفيذ تمرين تكتيكي    شلغوم العيد بميلة: حجز 635 كلغ من اللحوم الفاسدة وتوقيف 7 أشخاص    الدعاء سلاح المؤمن الواثق بربه    أعمال تجلب لك محبة الله تعالى    دروس من قصة نبي الله أيوب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منير دوب "في أول موسم لي طردت نحس 13 سنة بفوزنا على النصرية وأمام البليدة خرجت "آلي شباب زوج"
نشر في الهداف يوم 05 - 01 - 2012

" في باتنة وقسنطينة وكأني في داري وبوفاريك مدينة تتنفس الرياضة"
إذن مباراة القبائل هي الأولى في مشوارك مع بلوزداد؟
نعم كانت أول مباراة في البطولة، ورغم أنني كنت مستقدما جديدا، إلا أن عبد الوهاب رحمه الله وضع ثقته في رغم أن الشباب كان يضم أسماء كبيرة على غرار شدبة، دحماني، علي موسى، جحمون ورحماني، وكان اللقاء منقولا مباشرة على الشاشة، لكن للأسف بعد ربع ساعة فقط أصبت على مستوى الكتف ولم أكمل المباراة، بعدها استقبلنا الشاوية ودخلت بديلا وكنت وراء كرة هدف التعادل بعدما كنا خاسرين في النتيجة، وفي اللقاء الثالث واجهنا الحمراوة بأرمادة من النجوم يتقدمهم بلومي وبن ميمون، واللقاء الرابع كان خاصا أمام البليدة.
لماذا؟
في تلك المواجهة واجهنا البليدة في 20 أوت وفزنا عليهم بثنائية من تسجيل علي موسى، وفي تلك المباراة ظهرت أهازيج "ألي الشباب زوج"، لنواجه بعد ذلك تلمسان ثم استقبلنا النصرية في مباراة تاريخية.
حدثنا عن تلك المواجهة؟
في تلك السنة وتحديدا موسم 93 مرت 13 سنة كاملة لم يتمكن فيها الشباب من الفوز على النصرية، وأتذكر جيدا أننا لعبنا يوم الإثنين وبسبب الإصابة على مستوى الكتف كنت لا أشارك إلا في 20 أوت، لأن خارج الديار كان هناك اندفاع بدني وعبد الوهاب لم يغامر بي إلى أن تتحسن إصابتي، ويمكن القول أن مباراة النصرية هي مباراة حولت مشواري الكروي خاصة في بلوزداد. لقد حضرت جيدا للداربي وأتذكر أنه يوم المباراة تقدم مني الرئيس آيت ڨرين-رحمه الله- في وجبة الغذاء، ولأنه كان يعزني كثيرا بما أنني كنت أصغر اللاعبين قال لي بالحرف الواحد: "اليوم نهارك" وكان ردي "إن شاء الله"، لندخل اللقاء ونفوز على النصرية بثلاثية تاريخية سجلت منها الهدف الثاني في (د45) من الشوط الأول بعدما تقدمنا في (د10) بهدف علي موسى، وثالث الأهداف جاء عن طريق بختي الذي تألق معنا في لقاء حول مجرى مشواري الكروي.
وكيف كانت مواجهة فريقك السابق في أول موسم مع الشباب؟
أجل، أسبوع بعد مباراة النصرية تنقلنا إلى بولوغين لمواجهة المولودية لأول مرة بعد مغادرتي الفريق، وأتذكر جيدا كيف أخرج سلاطني كرتي من خط المرمى وهناك "قريب حبس قلب زنير'' في تلك اللقطة لتنتهي المباراة بتعادل سلبي دون أهداف.
وكيف كان رد فعل أنصار العميد؟
من جهة الأنصار لم يحدث لي طيلة مشواري أي مشكل ولم يسبق لي أن شتمت من طرف جمهور كل الفرق التي لعبت لها، سواء المولودية، بلوزداد، القبائل أو باتنة. وفيما يخص المولودية الأنصار يعرفون أسباب مغادرتي الفريق ويمكن أن اعتبار أني من بين الأسباب التي عجلت برحيل زنير عن العارضة الفنية، لأنني تكونت في هذا النادي الذي صرف علي، لكنه لم يستفد من خدماتي.
إذن أول موسم كان موفقا بالنسبة لك، أليس كذلك؟
لقد تحررت وسجلت العديد من الأهداف، وفي العام الموالي توجت مع الشباب بكأس الجزائر أمام المدية وكنت وراء هدف التعادل، لكن في ذلك الموسم سجلت عدة أهداف حاسمة، منها هدف قبل شهر عن موعد النهائي حين كنا نصارع من أجل البقاء، إذ واجهنا النصرية في لقاء فاصل وتمكنت من تسجيل هدف الفوز، وبعدها استقبلنا المولودية في آخر مباراة لضمان البقاء رسميا، في مباراة صعبة سجلت فيها هدف الفوز في 20 أوت، لنلعب بعدها نهائي الكأس بكل راحة.
تبدو راضيا عن مشوارك مع بلوزداد مقارنة بالعميد؟
أجل، الشيء الذي لم يقدمه لي النادي الذي تكونت فيه وجدته في بلوزداد، وخير الشباب لن أنساه ولن أنسى وقفة أنصار بلوزداد لأنهم كانوا سبب انطلاقتي الفعلية في مشواري الكروي.
بعدها جاء الرئيس لفقير، كيف تقيم عهد هذا الرئيس مقارنة بالمرحوم أيت ڨرين؟
عمي حميد- رحمه الله- كان "رجلة" ولا يكذب أو ينافق مع اللاعبين، فإذا كان في ضائقة مالية يقول لك "ما عنديش" وتغادر وأنت سعيد بصراحته وهو ما جعله محبوبا من طرف الجميع، والشيء نفسه مع الرئيس لفقير الذي لم أر في حياتي رئيسا إنسانيا وحساسا مثله، بل هو الأفضل على الإطلاق لأن البعض انتقده وقال أنه لا يفقه سيئا في الكرة، لكنه الرئيس الوحيد منذ 78 حتى 95 من جملة الرؤساء الذين يفقهون الكرة من أهدى بلوزداد كأس الجزائر في أول موسم له، وهذا لأنه "نية" ويحسن التعامل مع اللاعبين، أتذكر مرة أنه شتم اللاعبين لكنه سرعان ما عاد وطلب منا السماح وهو يذرف الدموع لأنه حساس...من هو الرئيس الذي يقدم لك مصروف 1500 دج بعدما خسرنا أمام قسنطينة في المطار لأننا لعبنا جيدا؟ لقد كان عشية كل مباراة يجلب لنا الموز إلى الفندق، الشوكولاطة وغيرها من الحاجيات وينصرف لأنه يقدر اللاعبين، وهو ما جعلنا نرد الجميل في الميدان لهذا الرئيس صاحب النية، والذي اعتبره من أفضل الرؤساء الذين تعاملت معهم طيلة مشواري الكروي.
لماذا غادرت بلوزداد إلى فريق كان يلعب الأدوار الثانوية كباتنة؟
بعد ثلاث سنوات في بلوزداد غادر لفقير وعوضه سالمي، حينها لم أتفاهم معه في الجانب المادي، كما أنني لمست تغير الأجواء في محيط الفريق وفي بعض الأحيان لابد من استباق الأحداث، إذ لم أود أن أخسر عاما دون اللعب لأن ذلك سيؤثر على بقية مشواري، كما كانت الدعاية الإعلامية ووسائل الإعلام ناقصة لإعادة اللاعبين إلى الواجهة كما هو الحال مع الجيل الحالي، المهم أنني لم أتفق مع المسيرين وفضلت المغادرة إلى باتنة.
ولماذا باتنة تحديدا؟
لقد رغبت في الخروج من العاصمة من جهة والإتصال الوحيد جاءني من باتنة، إذ كانت أندية الشرق تنتدب اللاعبين على غرار الشاوية التي جلبت دحلب وبتاج، وأظن أن باتنة ألحت علي لأنني كنت في كل موسم أسجل عليهم، وهو ما جعل الرئيس بو عبد الله يتصل بي ولم أرفض، تجربتي في باتنة وبعيدا عن محيطي كانت ناجحة، إذ التحقت على سبيل الإعارة من بلوزداد.
لكنك بقيت أربعة مواسم كاملة في باتنة، ما هو السبب؟
لقد كان أول موسم لي ناجحا مع الكاب، بدليل أنني كنت هداف الفريق كالعادة وتمكنا من بلوغ نهائي الكأس أمام الإتحاد، وبعد انتهاء الإعارة عدت إلى بلوزداد، لكني وجدت الذهنيات والمحيط التي تركتها عند مغادرتي وبوعبد الله كان يريد بقائي، لذا استغلوا قانون الخدمة الوطنية لتحويلي عندهم، ولم أرفض اللعب لعام آخر في باتنة حيث وجدت ضالتي ونضجت أكثر خاصة من الجانب التكتيكي بوجود كل من عامر جميل، مدرب بولوني وحسين زكري، لكن السبب الخفي وراء بقائي كل تلك الفترة يكمن في أنني تلقيت اتصالا من مسيري باتنة للإمضاء، وبعدما تنقلت وجدت أن ورقة تسريحي من الشباب جاءت عبر البريد، وهو اللغز الذي لم أجد له تفسير إلى اليوم، وذلك دون علم الرئيس الذي حاول مقاضاتي لكني أبلغتهم بأن الوثيقة سربت من مقر الفريق، المهم أن هذه القضية أخلطت الأوراق، وبعد نهاية الموسم جاء الرئيس ديابي- رحمه الله- وأصدر قانون جديد يلزم كل لاعب الإمضاء على عقد لعامين، وهو ما مدد بقائي في هذه المدينة التي يقدرني أهلها إلى غاية اليوم ولم ينكروا يوما خدماتي، لم أشتم طيلة تواجدي في باتنة من أي مناصر ولدي علاقة طيبة مع العائلة الرياضية، ولو أنزل بالأوراس لن أجد مشكلا في المبيت أو الأكل لأنني "وليد الدار" ولم أحس يوما أنني غريب بينهم.
كيف كانت علاقتك بالرئيس بو عبد الله؟
إنه "راجل" بدليل أنني مازلت أزوره إلى يومنا هذا، فهو رئيس يعرف جيدا الكرة ومعه حق "الكاب" لم يكن يضيع، ولو كان يملك الإمكانات المالية لجعل باتنة الأفضل قاريا، لكن للأسف نقص الموارد المالية هو الذي كسره...في باتنة وصلت معهم إلى نهائي كأس الجزائر، وفي العام الموالي إلى نهائي كأس الرابطة أمام المولودية وصعدنا إلى القسم الممتاز، لكن من الجانب المالي لم استفد إذ لعبت آخر موسم لي "باطل" وكنت أتقاضى فقط أجرة زهيدة.
تألقك مع باتنة فتح لك الباب للعب في أحد أعرق الفرق وهي شبيبة القبائل، كيف حدث الاتصال مع حناشي؟
الإتصال جاء عن طريق "قعدة "مع الأحباب، أتذكر أنني في آخر موسم لي مع باتنة أتنقل إلى ساحة أول ماي في سهرات رمضان من أجل لعب "الدومينو"، وكان معي مقرب من الشبيبة سمير الذي سألني عن سبب عدم لعبي في الشبيبة، وفي السابق كان لدي اتصال عندما فزنا على القبائل في الكأس حين كان زوبا مدربا لكنه لم ينجح، بعدها اتصل سمير بحناشي وقال له أن دوب منير معه ليطلب حناشي الحديث معي وقال لي: "جي ولا ماتجيش؟"، وأكد لي أنه مهتم بي لكنه لا يريد أن "أتمسخر به"، وكان ردي بأنني سأمنحه كلمة رجال، وفي اليوم الموالي تشاورت مع أفراد العائلة لأننا عائلة رياضية، وبقي في ذهني ما قالته لي والدتي: "جياسكا مليحة"، وأنا شخصيا كنت أريد اللعب لهذا الفريق الكبير وكل أفراد العائلة- بمن فيهم فضيل- فرحوا بقراري، بعدها اتصلت بمحند الشريف وقلت له أنني سأمضي معه.
لكن قدومك جاء في ظروف خاصة بعد وفاة المهاجم ڨاسمي- رحمه الله-، ألم تتخوف من ثقل المسؤولية خاصة أنك كنت ستلعب منافسة قارية؟
لقد تحملت المسؤولية في باتنة وفي السابق مع بلوزداد والمولودية، والفرق الوحيد هو أن القبائل هو الأكثر تتويجا وله ألقابا قارية، لكن الطموح زاد في هذا النادي ووجدت في هذا النادي الإمكانات وضغط الأنصار، وهي عوامل سهلت مهمتي في التألق رغم أني وجدت صعوبة لفرض مكانتي في البداية.
هل يعني ذلك أن بلعياشي همشك؟
أتذكر أننا في تربص تحضيري واجهنا غينيون في مباراة ودية، وبعدها لعبنا مباراة أمام كليمون فيرون كان بلعياشي سيشرك 99 بالمائة التشكيلة التي تواجه النجم الساحلي لحساب كأس الكاف، وقد وجدت نفسي بديلا رغم أني جئت رفقة صحراوي الذي كان مصابا، إذ أشرك كل من بوبريط وموسوني، تحدثت مع المدرب وأكد لي بأنهم قالوا له أنني ألعب وسط ميدان، لكني شرحت له بأنني ألعب قلب هجوم وفي الرواقين رغم أني كنت أحمل رقم 10 في باتنة، بعدها أكد لي بلعياشي أني أساعده وهو ما جعله يشركني في الشوط الثاني من هذه المباراة الودية وسجلت هدف الفوز والذي غير كل المعطيات، ليقحمني بلعياشي أساسيا أمام النجم الساحلي وسجلت هدفا في هذه المباراة، وهو ما جعل الأنصار يتعلقوني بي.
ألم يؤثر فيك تغيير المدربين في ذلك الموسم؟
بلعياشي قام بعمل كبير وتمكن من بناء فريق له طريقة لعب مميزة في شهرين، وبعدها جاء خالف وسنجاق ولم تكن مهمتهما سهلة في النهائي، ومن حسن حظ الثنائي أنه أشرف على لاعبين معروفين.
كان هناك حديث أن بلعياشي ذهب ضحية عمل كواليس من طرف اللاعبين لتنحيته، هل تؤكد ذلك؟
(يتعجب...) أتذكر أنه تنحى بعد خسارتنا برباعية أمام الوفاق وإقصائنا في الكأس أمام تلمسان بالنتيجة نفسها، لم أسمع ولم ألاحظ أنه تم ترتيب لقاء من أجل تنحيته في تلك الفترة.
هل أنت من كان وراء التحاق شقيقك فضيل فيما بعد بالشبيبة؟
نعم، لقد لعبت دور الوسيط لجلب فضيل إلى الشبيبة لأنه الفريق الوحيد الذي كنت قادرا أن ألعب معه في الجزائر بعدما تكونا سويا في المولودية، لكن بعد هذه التجربة قررت أن لا ألعب معه مجددا لأننا أخوان ولكل مزاجه، إذ لم يتبع نصائحي وتوجيهاتي حتى يتجنب المشاكل التي حدثت له لأنه كان "هواوي"، أنا شخصيا كنت أتمنى أن يكون لدي شقيق ينصحني، فمثلا بعد تتويجه بلقب البطولة عام 99 نصحته بمغادرة العميد لأنني كنت أعرف أنه سيغادر الفريق من الباب الضيق، بل أؤكد أنه بسببي لم يغامروا بإبعاده من قبل، بالإضافة إلى ما كان يقدمه في الميدان، ولن أنسى مباراة نصف نهائي الكأس التي جمعتنا بالمولودية بسطيف، حيث بكيت معه بحرقة في غرف تغيير الملابس بعدما ضيع ركلة الجزاء التي تسببت في إقصاء المولودية وهو في بداية مشواره مع الفريق الأول، ورغم ذلك فقد توجنا مع الشبيبة بلقب قاري في موسم كل الأهداف التي سجلها فضيل كانت بتمريرة حاسمة مني (يضحك).
ما هو اللقب القاري الأحلى من بين الثلاث كؤوس التي تحصلت عليها مع الشبيبة؟
لكل لقب نكهته الخاصة، الأول كان في الموسم الذي توفي حسين ڨاسمي- رحمه الله-، وكان التتويج حلوا لأنه كان الأول بالنسبة لأغلب اللاعبين، فقد كنا نريد معرفة مستوانا القاري وكنا متعطشين لمثل هذه التتويجات القارية، أما الثاني فقد كان أكثر حلاوة لأننا تعبنا فيه كثيرا وكان "السوسبانس" في كل دور، خاصة في مباراة أفريكا سبور التي كانت أحسن، وقد نضجت المجموعة كثيرا في هذه الدورة وتوجنا به تخليدا لروح المسير بوحا- رحمه الله-، وتزامن أيضا مع ضحايا فيضانات العاصمة.
كيف عشتم الحدث وأنتم على وشك لعب مباراة النهائي؟
لقد حدثت الفيضانات يوم المباراة، إذ اتصلت صباحا بالعائلة من أجل الإطمئنان عليهم، لكني لم أتمكن من الحديث معهم وحتى فضيل هاتفه كان مغلقا، وبعد المباراة سمعنا بما حدث والحملة التي راح ضحيتها العشرات، ومن حسن حظنا أننا لم نبلغ بما جرى لنلعب مباراة العودة في 5 جويلية بعزيمة لإفراح الشعب الجزائري، أتذكر أنه حتى رئيس الجمهورية تنقل وأفطر معنا شخصيا بالنظر إلى قيمة المباراة.
وماذا عن الثالثة؟
ميزة اللقب الثالث أننا توجنا به أنا وفضيل، أتذكر جيدا مباراة جوليبا حين كنا في مقعد البدلاء وبعدما تمكن المنافس من معادلة النتيجة، أشركني المدرب رفقة شقيقي وتمكنت من مراوغة عدد من المدافعين ومررت الكرة وسجلنا الهدف الثاني، وفي اللقاء النهائي لعبنا المباراة وتوجنا بهذا اللقب الغالي.
ولماذا فشلتم رغم التتويجات القارية من الظفر بالبطولة في تلك الفترة؟
لقد تجمعت عدة عوامل حالت دون ذلك، أولها أننا كنا نلعب جل اللقاءات في بومرداس، كما كسرونا من خلال التحكيم المنحاز وحتى الأوضاع في المنطقة ساهمت في عدم بلوغنا التتويج باللقب الوطني، بالإضافة إلى عدم استقرار الطاقم الفني.
وما الذي ساعدك على التألق في الشبيبة وتصبح مدلل الأنصار؟
عندما كنت صغيرا كنت أشاهد الشبيبة والمولودية تلعبان كان حلم أن تلعب لفائدتهما، لكن عندما حققت الحلم وأمضيت في القبائل استفدت من تكويني في المولودية وتألقي في بلوزداد والإندفاع البدني الذي استفدت منه في باتنة، وهي الخصال التي استعملتها في مشواري مع القبائل، وحتى المحيط يناسبك على العمل ومساندة الأنصار حفزني كثيرا وأصبحت ألعب بالقلب ومن أجل إسعاد جمهورنا، بدليل أنني في مباراة تونير يواندي أكملت اللقاء رغم جرح في رأسي أستدعى ستة غرز، وقد فقدت وعيي بعد اللقاء ونقلت إلى المستشفى، لأنني في ثلاثة مواسم أنصار القبائل هم من كانوا وراء ما وصلت إليه.
وما سبب خلافك مع حناشي الذي جعلك تغادر الفريق؟
لم يحدث أي مشكل مع الرئيس حناشي طيلة مشواري، بل أستغل الفرصة لأشكره لمنحي الفرصة للبروز في الشبيبة، وهو الرئيس الوحيد الذي منحني كل مستحقاتي والمشكل الذي حدث كان يخص مدة العقد.
كيف ذلك؟
لقد قال لي في آخر موسم أنني أمضيت على عامين، لأبلغه أنني أمضيت عاما واحدا فقط ولم أعلم من أضاف عاما آخر، وهو في الحقيقة لم يكن يعلم مدة عقدي وليس مسؤولا عن هذه القضية، وإنما عندما تنقلت إلى الموثق تأكدت أنني لم أمض لأنني لم أكن فاقد الذاكرة، بل أمضيت فقط على عقد أولي وكنت سأذهب بعيدا في القضية قبل أن أسرح وألتحق ببلوزداد مجددا، رغم أن الحرب الإعلامية هي التي دفعتني للمغادرة لأنني كنت مستعدا للبقاء من أجل الأنصار.
وضح أكثر؟
لقد صرحت في الصحافة أنني أمضيت عاما واحدا وليس عامين كما كان في العقد، لكن مقربين من حناشي استغلوا الفرصة و"دارو النميمة" وقالوا له أنني صرحت في الجريدة بأنه "خداع" وهو الذي كان يحبني، وحتى مدان اتصل بي ونفيت هذه لاتهامات، وقد رد في الصحافة وضرني في شخصيتي، وهو ما جعلني أقرر المغادرة دون رجعة ورفضت الصمت في هذه القضية، رغم علمي أن حناشي لا دخل له فيما حدث في قضية العقد.
وكيف تمت عودتك إلى بوزداد وهل وجدت الأجواء نفسها؟
لقد عدت إلى هذا النادي لأعيد خيره علي خاصة أن أنصاره في كل مرة يصفقون علي ويقدرونني، لكن للأسف وجدت محيطا متعفنا لأنني تعاملت مع أشخاص لا يعرفون قيمة بلوزداد ولا أبناء الفريق ولعبنا على السقوط، وفي العام الموالي غادر الركائز على غرار باجي، بوجقجي، علي موسى وآخرون وبقيت "رجلة" رغم أنني لم استلم أموالي كاملة، وذلك الموسم وبعد مغادرة لفقير، جاء "ديريكتوار" وناس "يعطيهم الصحة" (قالها بغضب)...خدعوني وليسوا حتى أبناء الفريق، وأقصد هنا فراح الذي رغم أنني تعاهدت مع اللاعبين على إنقاذ الفريق من السقوط وكنت بصدد تحضير حفل زفافي، خدعني ولم يسبق لي أن انتقدت شخصا، لكن هذا الشخص أقول أنه ''كذاب'' وهو يستحق هذا الوصف، لقد ترك والدي نصف يوم ينتظر و"تمسخر بيه" بعدما غادرت إلى باتنة، إذ صرح الناطق الرسمي أنني سرحت، لكني رددت عليه بأنني في نهاية عقدي وهل رأيتم لاعب يسرح وهو حر؟...أرادوا تشويه صورتي رغم أنني لم أساومهم مثل بعض اللاعبين، لكن مع هؤلاء الشباب أصبح "يتكركر".
عدت بعدها إلى الدار أي باتنة، كيف كانت التجربة الثانية؟
كانت لي قبلها تجربة في القبة قصيرة في ناد يملك جمهورا في المستوى، وفي باتنة تغيرت الذهنيات لألتحق بعد ذلك ببوفاريك بمساعدة من عبد الوهاب- رحمه الله-، وهناك اكتشفت جمهورا رياضيا ويحب الكرة، قبل أن أتنقل إلى شباب قسنطينة بالصدفة.
كيف ذلك؟
لقد تحدث صحفي عني مع مراد مازار الذي اتصل بي لأنه كان يبحث عن مهاجم، ولا أخفي عنك أنني أفتخر باللعب في قسنطينة التي أملك فيها أصدقاء مثل عادل وأكرم، ولم أحس أنني غريب في هذه المدينة، أدينا بداية موسم في المستوى وكنا في المرتبة الثانية وراء الحمراوة بنجومها، لكن في مرحلة العودة حطم مازار المجموعة وأحدث فتنة بين اللاعبين بمنح البعض أمواله دون البعض الآخر، لنضيع صعودا كان بين أيدينا خاصة بتواجد السنافر الذين يؤازرون فريقهم أين ما ارتحل.
وكيف وجدت الداربي أمام الموك؟
إنه من أكبر الداربيات في الجزائر وله نفس نكهة داربي المولودية والإتحاد أو النصرية مع بلوزداد.
بعد كل هذا المشوار، ما سبب عدم تألقك في المنتخب الأول؟
لقد لعبت في الأشبال والأواسط وحتى الآمال شاركت معهم في تصفيات الألعاب الأولمبية والألعاب الإفريقية، ومع الفريق الأول استدعيت مرة واحدة من طرف شارف، ولحد الساعة لم أفهم من كان وراء عدم التحاقي بالخضر، لقد سجلت مثلا في عامي الأول مع القبائل سبعة أهداف كاملة في خمس مواجهات، وهناك لاعب سجل هدفا تم استدعاءه للمنتخب (يتعجب)...يجب أن نعترف أنه في تلك الفترة كان هناك رؤساء فرق يفرضون لاعبيهم في المنتخب ويقولون لهم ''إلعب عندي أضمن لك مكانة في المنتخب"، لو لعبت في المنتخب كان سيساعدني ربما على خوض تجربة احترافية.
ما هي ميزتك وكيف تقيم مشوارك على العموم؟
لقد سجلت أهدافا حاسمة سواء مع بلوزداد حين وقعت أول هدف في مشواري أمام النصرية في سن 19، ومع القبائل ثم باتنة...كما طورت اللعب بالرأس بفضل علي موسى في بلوزداد لأنه يملك تقنية كبيرة في هذا المجال، كما كنت أملك حس التهديف والذكاء ساعدني على تسجيل أهداف من زاوية صعبة، ومشواري- والحمد لله- كان إيجابيا رغم أنني كنت أعرف أنه عالم نكران الجميل، فقد غادرت الميادين من الباب الضيق كأغلب اللاعبين، خلافا لدزيري مثلا الذي تم تقديره عند الاعتزال...لماذا تناسوا مثلا أبناء بلوزداد في نهائي الكأس؟ لقد لعبنا في وقت الأزمة ولابد من تذكر من رفعوا الراية الوطنية، كما هو الحال مع حسيبة وعلي لابوانت. لكن في المقابل هناك اعتراف من طرف الأنصار، بدليل أني لو أتنقل إلى باتنة أو قسنطينة فلن أحس بالغربة واستقبل بحفاوة، وهذه المحبة لا تشترى بثمن.
هل سبق وأن حدثت لك مشاكل مع أنصار العميد الذين كنت تسجل على فريقهم في كل مناسبة؟
أجل، لقد سجلت على المولودية بألوان بلوزداد والقبائل في مباراة فزنا برباعية، ومع باتنة عدلت النتيجة في 5 جويلية (2-2)، وأتذكر أنه بعد فوزنا أمام المولودية ب (4-1) تنقلت مع شقيقي فضيل ليلا لنبيت في المنزل، لكننا توقفنا في قاعة أنترنت في وسط العاصمة وكنت بسيارة 306 وفضيل بسيارة من النوع نفسه، وبعد خروجنا من قاعة الأنترنت وجدت العجلة "مفشوشة" وكان بالقرب مجموعة من أنصار المولودية الذين لم يهضموا الخسارة وقاموا بهذه الفعلة (يضحك).
لماذا لا تعتمد المولودية على أبنائها، وما رأيك في تخلي سوناطراك عنها؟
صحيح المولودية لا تعتمد على أبنائها وأظن أنها سياسة النادي، فلست الأول ولا الأخير من أخرج من الباب الضيق، أنظر فقط إلى الفئات الشبانية والإهمال الموجود، إذ لا يملكون حتى ميدان للتدرب، وزاد الأمر سوء تخلي سوناطراك عن تمويل النادي، في ذلك العهد لم نكن نرى هذه المشاكل، بل تخلي الشركة البترولية أثر على كل الفروع والرياضة الجزائرية بشكل عام بدليل انخفاض المستوى.
ما هي أجمل مباراة لعبتها؟
لعبت عدة مباريات كبيرة، لكن نهائي الكأس أمام المدية ومباراة أفريكا سبور مع القبائل هي الأفضل بالنسبة لي.
أحسن مدرب تعاملت معه؟
المدرب العراقي عامر جميل الذي يملك ثقافة تكتيكية كبيرة ، كما تعلمت كثيرا مع خالف وسنجاق رغم الفترة القصيرة التي أشرف عليها الثنائي على الفريق.
أحسن هدف؟
هدفي بألوان بلوزداد في نهائي الكأس أمام المدية وهدفي من الزاوية نفسها بألوان "جياسكا" أمام أفريكا سبور في نصف نهائي كأس الكاف.
أحسن رئيس؟
لفقير وحناشي.
أحسن مناصرين وخصوصية كل جمهور؟
أنصار العميد وقسنطينة لهم الخاصية نفسها وهي تعلقهم بفريقهم أينما ارتحل، لكنهم "قباح" مع اللاعبين ويطالبون بالنتائج.
أنصار بلوزداد قوتهم في معقلهم، فعندما تدخل ملعب 20 أوت تصبح تحسن اللعب حتما بأهازيج الفيراج.
أما الكناري فهم يجمعون كل الخصال ولا ينكرون الجميل، وكان لهم دور كبير في تتويجاتنا القارية.
لاعب تتفاهم معه؟
هناك نازف الذي لعبت معه منذ الفئات الصغرى، بالإضافة إلى بلقايد وبن دحمان.
مدافع يقلقك؟
هناك المدافع حدو الذي استغل الفرصة لأشكره، بعدما أكد أنني المهاجم الذي يقلقه، من جهتي اعتبره أفضل مدافع أيسر رفقة بن حملات، وكنت أركز كثيرا لأفوز عليه في الميدان، مع التأكيد أنني لا أخشى أي مدافع.
لاعب كان قادرا على التألق؟
أظن أنه بزاز الذي كان قادرا على تحقيق مشوار أفضل وينشط في ناد كبير ويحصد الألقاب بالنظر إلى إمكاناته.
لاعب تعاركت معه في الميدان؟
لقد كنت رزينا في الميدان وأظن أنني مرة بصقت على مدافع القبة بعدما بصقني، وهو سلوك لم أقم به قط في مشواري.
ماذا يفعل دوب حاليا بعيدا عن الميادين؟
دخلت عالم التدريب بعد حصولي على شهادة الدرحة الثانية، إذ توقفت منذ مدة عن تدريب نادي شباب درارية لأسباب مادية، وهناك كونت مجموعة في المستوى لكن نقص الإمكانات حالت دون مواصلتي المهمة في هذا النادي الذي أتمنى له التوفيق في بقية المشوار.
وعائليا؟
أنا رب أسرة مكونة من بنتين آية وماريا، كما استغل الفرصة لتحية سكان تكسانة لأن مسقط رأسي من جيجل، وأتمنى أنني شرفت هذه المدينة التي أفتخر بها وأهديها كل ألقابي.
بم تختم؟
أشكر الصحافة التي تبقى زميلتنا في الميدان، فهي الوحيدة التي لم تنكر خدمات القدامى في عالم نكران الجميل، وأشكر كذلك أساتذتنا في معهد عين البنيان عن المعلومات القيمة والتكوين الكبير في تخصص التدريب، والذي يبقى أصعب من مهمة اللاعب داخل الميدان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.