حطمت لوحة "نساء الجزائر" للرسام الإسباني بيكاسو الرقم القياسي لمزادات الأعمال الفنية لتصبح الأغلى على الإطلاق عند بيعها مقابل 179.4 مليون دولار في مزاد كريستيز بنيويورك أمس الأول. وقدرت دار المزادات أن لوحة "نساء الجزائر" الزيتية التكعيبية التي رسمها بيكاسو عام 1955 ستباع بنحو 140 مليون دولار، لكنّ عددا من المنافسين شاركوا في المزاد عن طريق الهاتف دفعوا السعر الفائز إلى 160 مليون دولار، ليصل سعرها النهائي إلى 179 مليون و365 ألف دولار شاملا العمولة التي تحصل عليها كريستيز، والتي تزيد قليلا على 12 بالمائة. وكان الخبير الفرنسي لواك غوزر، وهو مثمّن لوحات فنية شهير على مستوى دولي، توقع أن تضرب اللوحة رقماً قياسياً، لأنها برأيه "من أشهر اللوحات الشرقية" التي استوحى بيكاسو فكرتها من أخرى للرسام الفرنسي يوجين ديلاكروا، وتحمل الاسم نفسه أيضاً، وفيها تظهر "مجموعة من بنات الهوى" رسمهن ديلاكروا في 1834 بعمل فني من الأروع، وهي لوحة تنشر "العربية.نت" صورتها الآن، للمقارنة مع لوحة بيكاسو تكعيبية الطراز. ويرجع تاريخ اللوحة إلى سفر ديلاكروا في 1832 إلى إسبانيا وشمال إفريقيا، فأثرت الرحلة باختيار مواضيع لوحاته التي سجل فيها ملاحظاته ومشاهداته الشخصية في المغرب بعد فترة قصيرة من بدء استعمار فرنسا للجزائر التي شق طريقه فيها إلى مجتمعات النساء المغلقة وعالم الحريم الغامض، فاستمد منه بعد عامين مشهد 3 نساء رآهن جالسات على أرضية غرفة. وتأتي هذه اللوحة التي رسمها الفنان الإسباني الشهير ضمن سلسلة من 15 لوحة استلهمها من لوحة الفنان أوجان ديلاكروا (1798-1863) "نساء الجزائر في بيوتهن" المعروضة بمتحف اللوفر. ولا تزال هوية الشخص الذي اقتنى لوحة بيكاسو مجهولة إلى الآن.