شكلت آليات الحفاظ على قصيدة "سبيبا"، باعتبارها موروثًا ثقافيًا لا ماديًا يعكس هوية منطقة التاسيلي نازجر وذاكرتها الجماعية، محور لقاء أكاديمي نظم ضمن فعاليات المهرجان الثقافي المحلي "سبيبا" لعام 2025، وفق ما أفاد به المنظمون اليوم الأحد. وقد احتضنت قاعة التاسيلي وسط مدينة جانت هذا اللقاء العلمي الذي جمع نخبة من الأكاديميين والباحثين والمثقفين، من مختلف ولايات الوطن، بمشاركة مميزة للباحث الليبي عبد العزيز محمد علي الحسناوي، الذي أضفى بُعدًا مغاربيًا على التظاهرة، حسب ما أكده محافظ المهرجان، ناصر بكار، لوكالة الأنباء الجزائرية. اللقاء كان فرصة للتعمق في دراسة الجوانب اللفظية والإيقاعية لقصيدة "سبيبا"، إلى جانب تحليل أبعادها الجمالية والرمزية. كما ناقش الحاضرون أهمية التوثيق والتدوين والرقمنة في حماية هذا النوع من التراث من مخاطر الاندثار، مؤكدين على ضرورة إدماج هذا النص الشعبي في الكتابة التاريخية وتوظيفه كأداة لصياغة الهوية الثقافية المحلية. وشهدت الجلسات العلمية تقديم مداخلات نوعية من أساتذة جامعيين من ولايات الجزائر العاصمة، تمنراست، وأدرار، تناولت سبل تطوير البحث العلمي حول القصيدة، فيما خُصصت جلسة خاصة لدور الإعلام في توثيق الشعر الشعبي، أدارها الباحث الضيف من ليبيا. وفي ختام أشغال اللقاء، أجمعت التوصيات على أهمية إنشاء منصات رقمية متخصصة في توثيق تراث "سبيبا"، ودعم مشاريع البحث الأكاديمي في هذا المجال، مع دعوة المؤسسات الثقافية إلى مواصلة جهود الترويج لهذا التراث الشعبي لدى الأجيال الناشئة. كما تم تكريم المشاركين في أجواء ميّزها التفاعل البنّاء بين الذاكرة والبحث، وبين التراث والتنمية الثقافية. وأكدت محافظة المهرجان التزامها بمواصلة الجهود المبذولة في سبيل حماية قصيدة "سبيبا" وتوثيقها كأحد أهم روافد التراث الشفهي في الجنوب الجزائري، ضمانًا لاستمراريتها في الوجدان الجماعي.