ح/سامية تحولت ساحة "كيتاني" إلى محج للعائلات العاصمية خلال ليالي رمضان يتوافدون عليها من كل حدب وصوب للاستمتاع بزرقة البحر وهوائه العليل، خاصة وأن لحي باب الوادي الشعبي مكانة خاصة في قلوب العاصميين و"نوستالجيا" تجذب الشباب والعائلات وحتى الأطفال الذين وجدوا ضالتهم في حديقة الألعاب بجوار الساحة. مع ارتفاع درجات الحرارة والاختناق الذي تعيشه العاصمة، تحولت ساحة "كيتاني" إلى متنفس للعائلات الباحثة عن الانتعاش والسمر في سهرات رمضان، تارة بين الشاطئ وأخرى بين جو الساحة وما توفره من "قعدات" على طاولات "الدومينو" وأباريق الشاي التي تنبعث منها رائحة النعناع من أيدي باعة محترفين يجيدون فن إعداد الشاي الذي لا غنى عنه بعد يوم طويل وشاق من الصيام. من التراويح إلى جمعة الأحباب تبدأ قوافل الوافدين على شاطئ "كيتاني" مباشرة بعد الإفطار ويزيد الإقبال بعد خروج المصلين من "التراويح" ليتحول المكان إلى ما يشبه خلية النحل، عائلات بأكملها تروّح عن نفسها هاربة من الحرارة والاختناق الذي تميز الحي الشعبي وغيره من أحياء العاصمة، وتستغل الفرصة للتسوق واقتناء مستلزمات العيد من ملابس للأطفال والسيدات، حيث تزدحم محلات باب الوادي بالزبائن إلى غاية ساعة متأخرة من الليل، خاصة بعد مضي النصف الأول من رمضان واقتراب عيد الفطر المبارك، فيما يستغل الشباب ساعات الليل في السباحة إلى غاية الساعات الأولى من الفجر، فالحركة في الساحة والشاطئ لا تنقطع إلا مع مطلع الفجر، ذلك أن أغلب الوافدين يفضلون السحور في نسائم البحر العليلة، خاصة وأن الروائح المنبعثة من طاولات الشواء تدغدغ أنوفهم وتفتح شهيتهم. يقول مراد " تعودت بعد انقضاء صلاة التراويح التوجه إلى ساحة "كيتاني" والسهر رفقة مجموعة من الأصدقاء حيث يحلو السمر والسهر على كؤوس الشاي، وبعد منتصف الليل نتسحر على "الشواء" لأنني غالبا ما أشعر بالجوع بعد أداء صلاة التراويح التي أشعر وكأنها رياضة، ولا أعود إلى البيت إلا بعد أداء صلاة الفجر في المسجد، هكذا تعودت أن أقضي شهر رمضان".
حديقة الألعاب تصنع بهجة الأطفال يتزاحم الأطفال على حديقة الألعاب بساحة "كيتاني" ..ألعاب على بساطتها، إلا أنها تدخل البهجة على قلوبهم نظرا لخلو قلب العاصمة من مثل هذه المساحات المخصصة للعب والاستجمام، بحيث تدخل عليهم البهجة في جو أسري رمضاني وغالبا ما يصعب على أوليائهم السيطرة عليهم أمام إغراء التسلية التي يجدونها في هذه الساحة. ولا يتوقف الأطفال عن اللعب إلا في حالتين اثنين، كما قالت نصيرة أم لطفلين "في حال الذهاب لتناول المثلجات أو في حال النزول إلى الشاطئ، وخارج هذا السياق يرفض الأطفال الرضوخ لأوامر الأهل أمام إغراء الألعاب". ويتمتع أبناء الحي والأحياء المجاورة بالأولوية بالمقارنة مع غيرهم، بحيث يصلون إليها مشيا، بينما يقضي غيرهم وقتا أطول بسبب الاختناق المروري الذي يعرفه الحي الشعبي، ضف إلى ذلك مشاكل ركن السيارات، بحيث تتحول مسألة إيجاد مكان للركن إلى شبه معجزة، خاصة مع اقتراب عيد الفطر والاكتظاظ على المحال.