الشارقة: عبد الرزاق بوكبة افتتح أمس الأربعاء "مهرجان الشارقة القرائي للطفل"، الذي تشرف عليه "دائرة الشارقة للكتاب" فعاليات دورته الخامسة، مستضيفة 123 ناشرًا متخصّصًا في الإبداع للطفولة، من كتابة ورسم وألعاب، مع برنامج ثقافي مرافق، تؤثثه 2093 فعالية أدبية وفكرية ومسرحية وفنية وتربوية، أي بمعدّل 200 فعالية في اليوم، ذلك أن الاختتام سيكون يوم 29 من الشهر الجاري. لم تبتعد هذه الفعاليات المسطرة، عن هدف المهرجان إلى مواكبة نفسية وذهنية الطفل الجديد، وهو ينخرط في الأسئلة المتعلقة بوجوده ورغبته في الفهم واللعب، مع السّعي إلى مدّه بأوراق الطريق إلى المستقبل المفتوح على الجمال والمساهمة في الفضاء والعطاء. من هنا كان شعار الدورة "لنكتشف عن قرب"، وهي دعوة إلى تحرير الطفل من التلقين والإملاءات في كلّ ما يتلقاه، وتركه يكتشف فضاءاته بنفسه، حتى يكون مفكرًا ومبادرًا وفعالًا ومساهمًا لا تابعًا. في النشاط الأول من يوم الافتتاح الذي أشرف عليه حاكم الشارقة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، ناقشت الكاتبة أمل فرح والكاتبة لطيفة بطي سبل صناعة كتاب متميز للطفل، ذلك أن الأناقة عنصر ضروري لجذب الطفل إلى المطالعة. وفي جلسة أخرى قاربت الكويتية لطيفة بطي سؤال: "كيف لفكرة الكتابة أن تبزغ وتضئ؟"، حتى يتعلّم الطفل كيف يبادر إلى الكتابة بنفسه، عوض أن يكتفي بتلقي ذلك عن غيره من الكتّاب.
انطلاقًا من هذا الهاجس، أشرفت الكاتبة الأسترالية الشهيرة كاترينا جيرماين على ورشة حملت عنوان "قصتك أنت"، وهدفت إلى تفتيق مخيّلة الطفل للانخراط في كتابة قصص خيالية، مستعينًا بإمكانياته الخاصة، بالموازاة مع انخراطه في رسم الوجوه المبتسمة وفق فن الكولاج، وهذا ما أشرف عليه الفنان المصري هاني صالح، في ورشة اعتمدت كيفية قص ولصق قصاصات ورقية وإعادة تكوينها لتصبح شكلاً يعبّر عن مشاعر وخيالات الأطفال. كما أولت الدورة الخامسة من المهرجان اهتماما خاصًّا بالجوانب القانونية والجنائية، إذ من المثري للطفل الإلمام بها، حتى يعرف السياقات المؤدية إلى الجريمة فيتفاداها ويتفادى أهلها، حيث تقيم القيادة العامة لشرطة الشارقة، وفي سابقة هي الأولى من نوعها، وطيلة أيام المهرجان مختبراً جنائياً مصغراً يحمل اسم "معمل الخبير الصغير"، وقد شرع في تعريف الأطفال على كيفية استخدام الميكروسكوب في الكشف عن خبايا الجرائم. وبالنظر إلى أهمية القصص المصوّرة في حياة الطفل القرائية، نظمت ندوة عن مستقبل هذا الفن الرائج، نشطتها كل من الكاتبة والرسامة الفلبينية ماي توباياس بابا، والرسامة البريطانية شينا ديمبسي، اللتين قالتا إن هناك تحولات كبيرة في هذا المجال، في إطار مواكبة الذكاء الجديد للطفل، داعيتين المنظومتين الأسرية والتربوية في الفضاء العربي إلى الانتباه إلى أهمّية إدراج القصص المصوّرة ضمن مسعى تثقيف الأطفال. وبعيدا عن حضورها السينيمائي والمسرحي، قدمت الفنانة حنان ترك، على مدار ساعتين، حكايات للأطفال، أدخلتهم في عالم غرائبي مدهش.