بقلم: عماره بن عبد الله من خلال قراءتي المتواضعة وتطفلي على ما يدور وتخفيه السياسة الدولية المبنية على جملة من التناقضات والمتغيرات السريعة والمتسارعة في ظل عالم تسوده الضبابية والازدواجية في المفاهيم والشعارات مقارنة بما هو موجود على الواقع من حروب وانقسامات سياسية وفكرية بين الدول بل في الدولة نفسها لاسيما بعد فزاعة الربيع العربي الذي جاءت على الأخضر واليابس تدميرا وخرابا للبنى التحتية, وسيطرت الفوضى وانهارت دول وكيانات سياسية وقانونية بداعي ومزاعم خلق نظام ديمقراطي بديل يعزز الحرية ويصون حقوق الإنسان لكن سرعان ما تبخرت تلك الوعود الخلاب لونها وجمالها، وعود الحرية والديمقراطية وتحقيق الرفاهية, إيه ياربيع كم أنت مشؤوم وليلك أسود ..؟. قلت من خلال مشاهدتي لهاته الدراما الغربية المؤلمة، الأحداث والحلقات, وما ترتب عنها من تداعيات وخيمة بل أكثر لدرجة الحصار والقطيعة, وإن كانت لها أسبابها لكن الجميع كان له دور فيما هم مختلفون ..! إلا أنه ما لفت انتباهي ذلك الحراك المفاجئ والفريد من نوعه وطبيعته للدبلوماسة الجزائرية التي لا ينكر إلا جاحد نجاحاتها المتتالية وفي عدة محطات ومجالات، حيث تمكنت من ترك بصمتها القوية إقليميا ودوليا، آخرها الدورية الشرق أوسطية التي يقوم بها الوزير مساهل حاملا رسالة فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لقادة دول المشرق العربي لاسيما أطراف النزاع الخليجي التي وإن قال معاليه لا يحمل أية مبادرة لكن الجزائر كلها ثقة بأن المعنيين هم الأقدر على الحل, محترما في ذلك أفكار وآليات دول مجلس التعاون الخليجي لكن في نفس الوقت وأمام هذا التطور الرهيب والخطير في العلاقات العربية العربية بل الخليجية الخليجية, هناك مساع تتمثل فيما احتوته رسالة الرئيس لاخوته في الشرق الأوسط لاسترجاع منطق الحوار لمعالجة الأزمات والقضايا الشائكة بدل منطق العقاب ورفض الحوار مع الآخر وتحكيم العقل في مراجعة مواقف وقرارات الدول، الأمر الذي سينعكس سلبا على الأزمات الحالية في المنطقة، والتي ستزيد من صعوبة حلها، كملف الأزمة الليبية واليمنية، فعلا لأن الجزائر كما يقول الخبير الأمني والاستراتيجي الجزائري أحمد ميزاب وفي أكثر من مناسبة تجدها السباقة إلى رأد الصدع ولملمة ما يمكن لملمته, كما أنها تعي جيدا حجم تداعيات وانعكاسات الأزمات التي تواجهها المنطقة ومدى تأثيرها على واقع مفهوم الأمن الاجتماعي وواقع مفهوم التنمية، الأمر الذي جعل من الآلة الدبلوماسية الجزائرية السعي من أجل صناعة الاستقرار الذي يعد الخطوة المهمة في بعث التنمية وبعث مسارات التنمية الاجتماعية وذلك عن طريق منهجية مضبوطة وتوقيت حساس. هاهي جولة مساهل الشرق أوسطية تنتهي, وكأني به يقول "ألا هل بلغت, اللهم فاشهد" في إشارة للرسائل التي سلمها لقادة الدول التي طاف حولها, أين حظي بترحاب وتجاوب إيجابي من طرف قادتها، وهو بطبيعة الحال مؤشر مطمئن على قيمة تأثير القرار السياسي الخارجي، وهو ما يمنح الأفضلية للجزائر, التي تتحرك وفق أطر توافقية مقارنة مع وساطات بعض الدول..(..) فاللهم أجمع شتات أمة فتنها حسن النجلة الترمبية الشقراء.!