أكد د. محمد حسن سفير لبنان لدى الجزائر عن عمق العلاقات السياسية والدبلوماسية والتاريخية بين الشعبين، كما عرج على ذكرى الثورة التحريرية الجزائرية يوم 01 نوفمبر 1954 والذكرى 75 لاستقلال لبنان، كما كشف ل”الحوار” عن برنامج السفارة سفارة لإحياء عيد استقلال لبنان في الجزائر. كلمة سعادة السفير بمناسبة الذكرى 75 لاستقلال لبنان بدايةتحية طيبة لكم جميعا، ومشكرون على تكرمكم بهذا الحوار، من محاسن شهر نوفمبر أنغرّته هي ذكرى اندلاع الثورة التحريرية الجزائرية المباركة، ثورة الفاتح من نوفمبر1954، هذه المناسبة العزيزة علينا، والتي نحيي فيها كفاح وجهاد الشعب الجزائريالأبي ونستذكر من خلالها ملاحمه التي صنعت أمثولة في التاريخ، وبتضحياته أصبحتالجزائر قلعة الثوار وقبلة الأحرار، وبالمناسبة أستسمحكم لأجدد تهنئتي للشعبالجزائري العظيم وقد أحيا الذكرى الرابعة والستين لاندلاع ثورته المجيدة، وأنأتوجه مجددا إلى الجزائر شعبا ورئاسة وحكومة ومؤسسات وتاريخا عظيما ومجدا أبياًباسم لبنان شعبا وحكومة وأصالة عن نفسي، وعن سفارة لبنان بأرض الجزائر الطيبة،بأصدق التهاني وأزكى التبريكات داعيا المولى العلي القدير أن يديم على الجزائرالخير مدرارا و يسيل فيها النعمة والنعماء والرفاه أنهارا، وأن يعيد على الشعبالجزائري هذه المناسبة وهو دوما في مراقي الرقي والسؤدد والمجدد. كما أن شهرنوفمبر، شهر الأمجاد، خاتمته هي ذكرى استقلال لبنان التي تصادف كل سنة يوم 22نوفمبر. ويحسن بي استحضار كلمة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون لهذهالذكرى في هذه السنة، مما جاء فيها “اليوم، إذ نحتفل بالعيد الخامس والسبعينللاستقلال، نضع بين أيديكم هذه الذكرى الوطنية الأكثر عمقاً ودلالة في وجدانالشعب، لتضخوا فيها من جديد روح العنفوان، وتحافظوا عليها أيقونة للحرية،وضمانة لرسالة لبنان في محيطه والعالم،ولجذوره الحضارية والثقافية الممتدة على آلاف السنين… معكم نحوّل الاستقلال إلىأمل ووعد بالنهوض صوب غد سيشرق حتماً ناصعاً بالسلام والازدهار والأصالة، على قياستطلعات اللبنانيين”، إضافة إلى كلمة قائد الجيش اللبناني العميد الركن جوزيفعون، والتي جاء فيها “الاستقلال هو ثمرة مسار طويل من النضال رفضاً للاحتلال،يحمل في معناه قيم الوطنية والتضحية. هو ليس مجرّد يوم نحتفل به، إنه تاريخ منالبطولات والمحطات الخالدة. يوم 22 تشرين الثاني هو يوم مشرق في سجل لبنان، توحّدخلاله اللبنانيون من مختلف الأطياف والمناطق في سبيل الدفاع عن لبنان سيداً حراًمستقلاً، فكان لهم ما أرادوا، بفضل حبّهم لوطنهم وإيمانهم به. ونحن نحتفل اليومبالذكرى ال 75 لاستقلال لبنان، علينا جميعاً، مسؤولين ومواطنين، أن نتعاون معاًمن أجل المحافظة على هذا الإنجاز الوطني، وتحصينه في وجه كل التحديات لأن وطننايستحق منا كل الوفاء والتضحية”. ومن محاسن هذه السنة أننا نحتفل بهذه الذكرىالخامسة والسبعين و هي مسبوقة بذكرى عطرة، ذكرى مولد خير الأنام نبي الرحمة واللطفعليه أفضل صلاة وأذكى سلام وعلى آله وأصحابه الطيبين الأطهار الميامين الكرام،وقبل أيام من عيد الميلاد السيد المسيح عليه السلام. كيف ستحيي سفارة لبنانبالجزائر اليوم الوطني اللبناني ؟ ■ قد ارتأينا هذه السنة أن نحيي هذه الذكرى ال 75 لاستقلال لبنان عبر محطتين، الأولى كانت بتنظيم حفل رمزي في أول يوم عمل للسفارة مباشرة بعد التاريخ الأمجد لذكرى استقلال لبنان، تمّ فيه منح تأشيرة مهداة للجزائريين رمزية في دلالاتها تبرز عظيم طموحاتنا للوصول في قادم الأيام إلى الرفع النهائي للتأشيرة بين البلدين الشقيقين. والمحطة الثانية، هي التي ارتأت السفارة أن تقفها معكم بتنظيم حفلٍ متميز يوم الأربعاء 12 ديسمبر 2018 للاحتفال بعيد استقلال لبنان في المركز الدولي للمؤتمرات CIC، وسيكون بإذن الله احتفالا يليق بالذكرى وبلبنان وبالدولة المستضيفة، دولة الجزائر المجاهدة، يستمد معانيه العميقة الدلالة من المعاني الراقية التي ترمز لها آرزة لبنان التي تعانق أختها في جبال الشريعة وشلية وأيضا بقلب حديقة بيروت في الجزائر. وكونه سيأتي يوما بعد ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960 التي فرضت إدراج القضية الجزائر في جدول أعمال الأممالمتحدة، وبالمناسبة ندعوكم لتشرفونا في هذا الحفل. نبذة عن تاريخ العلاقات الجزائريةاللبنانية ؟ ■ إن العلاقات الجزائريةاللبنانية، هي علاقات تاريخية عريقة تتميز بالتوافق الكبير وبالاحترام المتبادل والتشاور والتنسيق في إطار آلية التشاور بين وزارتي خارجية البلدين. ويجدر بنا التذكير أن لبنان هي من أوائل الدول التي اعترفت بالحكومة المؤقتة الجزائرية، وكان ذلك في 15 جانفي 1959. انطباعكم عن الجزائر بعد تعيينكم سفيرا للجمهورية اللبنانية ؟ ■ لقدلمست خلال فترة تواجدي بالجزائر رغم قصر مدتها، على المستوى الشعبي محبة خاصة لدىالشعب الجزائريللبنان، وأنا أعتبر بأن العلاقات الاجتماعية اللبنانيةالجزائريةمتميّزة عبر مختلف الحقبات الزمنية، وهذا ما اكتشفته عبر العديد من المحطات التيوقفت عليها خلال فترة تواجدي القصيرة هنا بالجزائر. فعلى سبيل المثال، فهذه مدينةخميس مليانة، التي زرتها يوم 28 أكتوبر الماضي، كانت عاصمة سياسيّة لأجزاء واسعةمن بلاد المغرب العربي في عهد بولوغين بن زيري أشهر أمراء صنهاجة، يعود تاريخهاإلى الحضارة الفينيقيّة، أولى الحضارات التي استقرت بها حتى العام 42 ق.م. كماأحمل قناعة راسخة تتجاوز مستوى الانطباع بأن للحكومة الجزائرية منظوراً واعدا،تسعى من خلاله إلى تحقيق تنويعٍ في اقتصادها، وبناء منظومة بديلة خارج المحروقات،تقوم على تحقيق الأمن الغذائي والصحي والطاقوي وتحسين نوعية الحياة وبناء نسيجصناعي متكامل الحلقات، كما أن الجزائر تحوز على إمكانيات هامة واستثنائية تؤهلهاعن جدارة لتكون قوة اقتصادية وقطبا زراعيا وسياحيا وصناعيا إقليميا في المستقبل،وفيها فرص هامة جاذبة للاستثمار الأجنبي، وبإمكاننا في لبنان بما نمتلكه من خبراتومهارات ومنتجات واستثمارات وذكاء وقبول ممتاز لدى الجزائريين أفرادا ومجتمعا أننحوز على شرف المساهمة في تعزيز ذلك بما نمتلكه من خبرات ومنتجات واستثمارات.وإرادتنا قائمة دوما لتقديم كل التسهيلات لترقية التبادلات التجارية،والتكنولوجية، والسياحية، والثقافية والعلمية والإعلامية بين بلدينا، واحتضان كلالمبادرات التي تجمع رجال الأعمال بين البلدين، ومرافقة كل المشاريع التي ستقدمالقيمة المضافة للاقتصاد الجزائري. نور الدين ختال