نُظم اليوم بالمجلس الشعبي الوطني ندوة حول "واقع المقروئية في الجزائر ودورها في الإقلاع المنشود" بحضور رئيس المجلس الشعبي الوطني ابراهيم بوغالي، وزير التربية والتعليم عبد الحكيم بلعابد، وزيرة التربية صورية مولوجي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري، وكذا الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، سي الهاشمي عصاد بالإضافة إلى ثلة من الأساتذة ودكاترة أثروا الندوة بمداخلاتهم تباعا. وفي مداخلة مقتضبة، أكدت وزيرة الثقافة صورية مولوجي إلى أن تحديد نسبة المقروئية في الجزائر تستدعي دراسات ميدانية لخبراء، أما بالنسبة للكتاب فقد أشارت أن المطبوع أو ما بات يعرف ب " التقليدي" كان قد أحدث ثورة فكرية، والكتاب الرقمي كان نتاجا حتما لعصر الثورة الرقمية الذي يشهده العالم ككل، داعية في السياق ذاته إلى ضرورة مواكبة الطفرة الرقمية ويكون الكتاب جزءا منها. هذا وقامت الوزيرة رفقة رئيس المجلس الشعبي الوطني بالمناسبة، بتكريم الروائي عز الدين جلاوجي بعد فوزه بجائزة "كتارا" للرواية العربية في الدورة الثامنة للجائزة، التي أعلن عن نتائجها من مقر منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بالعاصمة الفرنسية باريس، لأول مرة في تاريخ جوائز الرواية العربية. وعلى صعيد آخر، أكد الدكتور جمال يحياوي مدير المركز الوطني للكتاب في مداخلته تحت عنون " القراءة في زمن الرقمنة" أن الرقمنة باتت واقعا مفروضا على الجميع فأبناؤنا أصبحوا رهينة اللوحات الالكترونية والهواتف الذكية بسبب هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي واستحواذ رنات الهاتف المحمول على العقول، مبرزا أن الإنسان أصبح في خضم ثورة تقنية جديدة، شمل مفعولها أنظمة الحياة والمعرفة، الأمر الذي ولد ازدهارا لا مثيل له في المجال المعرفي، كما نوه في هذا الصدد أن الكتاب الرقمي بات أحد أبرز مظاهره، حيث تتجه التقنية الرقمية لإنتاج حوامل جديدة للتخزين المعرفي تفوق ما حملته آلاف الخزانات والكتب الرقمية. وأضاف يحياوي أن التحول إلى الرقمنة لطالما كانت مصدر خوف كبير وسببا للارتياب، متسائلا إن كانت قراءة الكتب بالطريقة التقليدية بدأت تفقد من أهميتها، قائلا: ربما يرى البعض أن جائحة كورونا والحظر الذي فرض كانت لحظة فاصلة حفزت الابتكار في مجال معارض الكتب والدليل شهدت سنة 2021 تحول معارض الكتاب إلى الرقمية وساهم في انتشار البيع الالكتروني وكذا انتشار منصات القراءة. ومن جانبه، أبرز الأستاذ والكاتب والمترجم عبد الرحمن قعودة في مداخلته بعنوان " المقروئية بالأمازيغية، طموح وتحديات" أنه الخوض في موضوع الكتابة بالأمازيغية يسترعي منه مقدمة تاريخية كونها جزء لا يتجزأ من هويتنا، مشيرا إلى وجود عدة مصادر قديمة قد سلطت الضوء على الموضوع. كما أشار إلى التحديات التي واجهته حيث قال أنه ككاتب يكتب ب 5 لغات وقد قام بترجمة عدة كتب عالمية إلى الأمازيغية ولم يجد صعوبة تذكر في الأمر، ما قابله تفاعل كبير من القارئ وعشاق الأدب الأمازيغي وهو ما لمسناه خلال معرض الكتاب الأخير في الجزائر، وبحسب المتحدث فإنه وجد دعما كبيرا من المسؤولين حيث يهدف الخروج من النطاق الجغرافي الضيق والوصول إلى أكبر عدد من القراء. وتجدر الإشارة إلى برنامج هذه الندوة تضمن بعد افتتاح أشغالها من قبل رئيس المجلس، عرض روبورتاج حول المكتبة البرلمانية عقبه إلقاء أربعة محاضرات حول الموضوعات التالية: "القراءة في زمن الرقمنة"، "القراءة والمقروئية، تحديات ثورة المعلومات"، "المقروئية بالأمازيغية، طموح وتحديات" و"تجربتي الإبداعية وعالم القراءة من التلقي العام إلى التلقي الأكاديمي". صفية. ن